حل "أوديب" بالمسرح الوطني مساء أول أمس، ليدخل المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني الثامن للمسرح المحترف، وبتوقيع الجمعية الثقافية للفنون المسرحية "برج منايل" و"فرقة النوارس" للمسرح والفنون الدرامية. وكتب نص العرض توفيق الحكيم و"سينوغرافيا" وإخراج رياط عميروش، الذي عاد إلى إحدى روائع "سوفوكليس" من "ريبرتوار" المسرح العالمي ليمر بها من المهرجان التصفوي بڤالمة إلى منافسة المحترف. وبدأ على خشبة "بشطارزي" و"بسينوغرافيا" أنجزها تبوكيوت عبد الرؤوف وزناقي جمال، العرض "كوريغرافيّا" بأداء ثلاثي ترجم قصة الابن "أوديب" الذي قتل والده ليتزوج من أمه دون أن يعلم، حيث الوعي في فصول المسرحية ليتجلى في عقدة العرض المأساوي، واختفت الإنارة كثيرا لتكشف مأساة الظلام بزيادة شخوص العرض المسرحي، إلى أن حضرت البصيرة لتعاكس خطايا "أوديب" الباحث عن الطهارة. ويعود الظلام فيما يفتش البطل عن طهارة من نوع خاص قد تختلف من فرد إلى آخر وقد يجتمع بها المرء صدفة. وعادت مسرحية "أوديب" إلى "الكلاسيكية" لتقدم عرضا تجريبيا حاول البحث عن لحظات مفصلية مع الماضي، وحضرت دقائق البحث عن الحداثة عبر الصراع الدرامي والتناقضات في العرض، بينما زادت الأضداد الصراع احتداما باحثة عن الحل أو فك العقدة، فهو جدل بين الماضي والحاضر ورؤى للمستقبل في استشراق للقدر الذي يقود "أوديب" إلى الخلاص من عقدته التي لازمته، لأن القدر في النهاية هو الذي يتحكم في مصير الجميع، بل يرسم طريق المجد إلى سقوط الأبطال في مشهد النهاية الذي ينهي لعبة "الشطرنج" التي لطالما حركتها أيادي الغدر والنفاق والكذب والتحالفات المصلحية، التي تنتهي كلما انتهى الشر بإخفاقه في اللعب على التناقضات. وجسد "أوديب" الذي تخلص من عقدته في العرض، من طرف الفنان حمايني فيصل رفقة آيت مدور محمد لمين وتيرات أمينة مع رباط عميروش وبن عطية ليلى، وبن شعبان حنان.