الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان مدعوة للانخراط في مسعى عربي لإعلان حملة من أجل المواطنة النشطة وليست المواطنة الراقدة·الفرق بين المواطن العربي والحيوان في الدول الأروبية أن وضع هذا الأخير أفضل، فله جمعيات ورعاية وحماية، وكل واحد يجرؤ على إيذائه معرض لأقصى أنواع العقوبات، عكس البشر عندنا الذي يسود فيه قانون الغاب ويفلت فيه الكبير من العقاب ولا أحد يسأل عن الحساب!والمشكلة الأولى أمام كحل الراس عدم وعيه بالمواطنة أصلا، حتى وإن كان الجزائري يطلق على الكم المهمل من المجتمع غير المفيد تسمية ''غاشي''! فهي أصعب أنواع التحديات، باعتبار أن أي تغيير تلزمه في الأول حملة طويلة الأمد لإقناع الغاشي أو الكم المهمل بأنهم مواطنون وليسوا بهائم أنعام، خاصة أن معشر العرب يعتقدون أن النسوان في مستوى أدنى أمام الرجال حتى إذا غلبتهم الحكومة عادوا اليهن لفش غضبهم فيهن!وعندما تبدو عملية إقناع الغاشي بأنهم مواطنون من درجة أولى، أصعب من إقناع الحكومات بضرورة التعامل مع هؤلاء بهذه الصفة، تصبح مسؤولية أصحاب محلات حقوق الإنسان وما يسمى بالمجتمع المدني أكبر، فالأحزاب السياسة معضمها تحولت إلى أسواق للسلطة تحرسها وتشد أزرها وبالمقابل تحصل على أجرها وزكاتهاوالجمعيات صارت منفذا لجمع الصدقات والتبرعات وممارسة التصريح المناسباتي· في حين أن الصحافة التي هي عود أعوج لسلطة معوجة تمارس في معضمها أساليب التضليل والتعتيم وتبرير مالا يبرر·ومع ذلك، فإن تلك الجمعيات الحقوقية واعية بالوضع، لدرجة أنها جندت في أول المشرق العربي كل من فيروز صاحبة الصوت المغرور ومارسيل خليفة، لجمع مليون توقيع ترسل إلى القادة العرب في قمتهم القادمة، شعارها على ما يبدو ما أحلى العيش لكلب كانيش وأشبع كلبك وليس جوع يستغنى عنك!·