ندوة تاريخية إحياء لذكرى معركة سوق أهراس الكبرى ربيقة: على جيل اليوم التحلي بإرادة رجال نوفمبر نظمت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق أمس الأحد بالجزائر العاصمة ندوة تاريخية مخلدة للذكرى ال67 لمعركة سوق أهراس الكبرى بإعتبارها من المعارك المصيرية التي خاضها جيش التحرير الوطني ضد قوات الاستعمار الفرنسي. وفي كلمة لدى إشرافه على إفتتاح الندوة التي إحتضنها المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد العيد ربيقة أن المعركة جسدت بسياقها المدروس وإستراتيجيتها العسكرية الهادفة وبأساليبها النادرة وبتضحيات شهدائها وصنيع مجاهديها قمة الوحدة والتلاحم والإخلاص في حب الوطن وذروة الوعي بالمسؤولية . وأضاف أن معركة سوق أهراس الكبرى هي إحدى أُمهات المعارك لثورة نوفمبر المجيدة على غرار العديد من المعارك الكبرى التي صنعها الجيل الذي إرتوى من الوعي السياسي والخطط العسكرية التي لقنتها مسيرة الأحرار . وتابع السيد ربيقة مؤكدا أن المواقف الخالدة والانتصارات المشهودة للثورة التحريرية كانت ومازالت الرافد الحقيقي لمسيرتنا الظافرة داعيا جيل اليوم إلى التحلي بإرادة رجال نوفمبر والأخذ من إيمانهم وصبرهم وصمودهم ونكرانهم للذات في سبيل تحقيق حلمهم في بناء دولة قوية إقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا. وضمن هذا السياق أوضح أن الجزائر الجديدة المنتصرة فعلا بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون خطت خطوات عملاقة في هذا الاتجاه خلال السنوات الأخيرة وهي مؤشرات في صالح المواطن تضمن له الرخاء والإزدهار والأمن والإستقرار . واسترجع المشاركون في الندوة من خلال مداخلة الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد أحمد بوذراع تحت عنوان دراسة استراتيجية وعسكرية لمعركة سوق اهراس الكبرى ومداخلة الأستاذ بجامعة سوق اهراس عثمان منادي أهم المحطات التاريخية البارزة للمعركة التي استعملت فيها مختلف الأسلحة والتجهيزات الحربية الفتاكة من قبل المستعمر الفرنسي وأظهر فيها المجاهدون بالمقابل رغم قلة العدد والعتاد صمودا نادرا فصنعوا أروع صور البطولة واستماتوا خلال تلك المعركة الضارية إلى حد الاشتباك بالأيدي واستعمال الأسلحة البيضاء. وتعد معركة سوق اهراس الكبرى التي بدأت يوم 26 أفريل 1958 من اكبر المعارك التي خاضها جيش التحرير الوطني بنواحي واد الشوك وجبال بوصالح والحمري والكاف لعكس وجبل المواجن وغيرها من المناطق بنواحي سوق أهراس وما جاورها وشارك فيها مجاهدون من مختلف ولايات الوطن وقد دامت اسبوعا كاملا واستعمل فيها العدو فيالق النخبة من المظليين والمشاة ما اسفر عن استشهاد 639 مجاهدا فيما تكبدت قوات العدو خسائر جسيمة. وحضر اللقاء مسؤولي عدد من منظمات الاسرة الثورية ومجاهدات ومجاهدين وممثلي أسلاك أمنية وعدد من منظمات المجتمع المدني.