منصوري في مابوتو    نتائج البيام تُعرف اليوم    بوغالي يلتقي رئيس موريتانيا    الجامعة الجزائرية أصبحت مؤثّرة في محيطها    منتدى اقتصادي لتعزيز الاستثمارات والتعاون الثنائي    اجتماع تنسيقي لتفعيل وسائل الدفع الإلكتروني    اليماحي يثمّن النشاط المميز للبرلمان الجزائري    جَرْد الأملاك الوقفية يقترب من نهايته    آيت نوري يتوهّج    شياخة ضمن أفضل المواهب    حملة ضد المناورات الخطيرة    وقايةٌ.. علاجٌ.. وردعٌ    دربال يؤكد التزام القطاع بتحقيق الأمن المائي    وزير الاتصال يشيد بالإعلام الوطني    بجاية: أزيد من 200 شاب يشاركون في ندوة حول التنوع البيولوجي بملبو    استلام مركب "كتامة أقري-فود" خلال الأسابيع القليلة القادمة    المجلس الوطني الفلسطيني يدعو المجتمع الدولي لفرض عقوبات على الاحتلال الصهيوني    اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب : المخزن يمعن في قمع الأصوات الحرة رغم الالتزامات الدولية    وزير الاتصال يشيد بدور الإعلام الوطني ويومية "المجاهد" في الحفاظ على أمانة الشهداء    الصناعة العسكرية الوطنية تبهر زوار معرض الجزائر الدولي في طبعته ال56    كرة القدم/بطولة افريقيا للأمم "شان" 2024 - المجموعة 3: الجزائر تستهل المنافسة أمام أوغندا يوم 4 أغسطس بكامبالا (كاف)    الجزائر تستعد لاحتضان أول مؤتمر وزاري إفريقي حول الصناعة الصيدلانية    جمعية صحراوية تدعو الهيئات الدولية إلى مزيد من التحرك لحماية الحقوقيين الصحراويين    افتتاح الطبعة ال25 لمهرجان الموسيقى الأوروبية بالجزائر العاصمة    كرة اليد/مونديال أقل من 21 سنة/كأس الرئيس /المباريات الترتيبية (19-20): الجزائر في المركز 20 بعد انهزامها أمام بولونيا (19-34)    تفكيك شبكة إجرامية دولية وحجز أكثر من واحد وخمسين كيلوغراما من الكيف المعالج بتلمسان    اختتام الطبعة الثانية عشرة للأيام العلمية والتقنية لسوناطراك بوهران    سوناطراك تنصب لجنة مركزية للصيانة بهدف تعزيز الفعالية التقنية ودعم الابتكار    رئيس المحكمة الدستورية البرتغالية ينشط محاضرة حول حماية الحقوق الأساسية في حالات الطوارئ بجامعة وهران 2    دورة "خضر المستقبل" لفئة أقل من 17 سنة: المنافسة تفتتح بإجراء 6 مقابلات    بوغالي يهنئ الشعب الجزائري بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة    بوغالي يستقبل بنواكشوط وزير الشؤون الخارجية الموريتاني    الجزائر تعكف على تسجيل الملف العربي المشترك "الألعاب التقليدية" لدى اليونسكو    الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها يبرم عدة مذكرات تفاهم لتعزيز آليات مكافحة هذه الآفة    صناعة صيدلانية: تنصيب لجنة تحضير المؤتمر الوزاري الافريقي المرتقب نوفمبر المقبل بالجزائر    وزير العدل يؤكد دعم قطاعه للاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات    افتتاح الطبعة ال11 للمهرجان الدولي للإنشاد بقسنطينة    طاقة: تدشين المقر الرسمي للجنة الإفريقية للطاقة بالجزائر العاصمة    إشادة بمناقب مجاهد الثورة الجزائرية ومناضل القضية الفلسطينية    يوم عاشوراء يوم السادس جويلية القادم    الوزير الأول، نذير العرباوي، يترأس، اجتماعا للحكومة    اليونسكو تنشر القائمة الإرشادية للتراث العالمي للجزائر    غرة شهر محرم 1447هجري ستكون يوم الجمعة 27 جوان 2025    تكثيف الجهود لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين    1200 مليار لتهيئة الشواطئ    اتفاق شراكة بين Ooredoo والكشافة الإسلامية    حلّ المركز الوطني للصناعة السينماتوغرافية    44 دولة أكدت مشاركتها في الألعاب المدرسية الإفريقية    عرفان بأودان الذي دفع حياته ثمناً لحرية الجزائر    تتويج منتخب ولاية الجزائر باللقب    لطفي عمروش مطلوب لتولي العارضة الفنية    مشاركة 11 فرقة من 10 دول    تسليم أولى تراخيص تنظيم نشاط العمرة للموسم الجديد    الجزائر-موريتانيا: فرق طبية من البلدين تجري عمليات لزرع الكلى بالجزائر العاصمة    احذروا الغفلة عن محاسبة النفس والتسويف في التوبة    شكاوى المرضى في صلب عمل لجنة أخلاقيات الصحة    التعبئة العامّة.. خطوة لا بد منها    هذه أسباب زيادة الخير والبركة في البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أئمة يطالبون ب "رقية" السيارات
نشر في البلاد أون لاين يوم 16 - 10 - 2014

التميمة والخرزة الزرقاء اعتقادات راسخة لإبعاد العين
في ظل كثرة حوادث المرور واحتلال الجزائر الصدارة عربيا في ارتفاع النسب المرتفعة التي يحصدها إرهاب الطرقات يوميا يتفطن بعض من من يدعون الإفتاء إلى السبب الحقيقي لارتفاعها الرهيب "العين والحسد" فلم تعد السرعة المفرطة وعدم احترام القانون هي ما وراء ذلك ما جعلهم يذهبون إلى إصدار فتوى مفادها ضرورة رقية السيارة لتجنب الحوادث المستمرة فلم تعد الرقية الشرعية دواء للتخلص من السحر وإخراج الجن من الجسم ودواء للتحصن من شرور الأنفس فقط، بل تتعداها إلى الوقاية من حوادث المرور وربما ستقينا مستقبلا من موجات الربيع العربي أو ستحد من الهجومات الإرهابية لاحقا إن اعتمدناها كعلاج أساسي.
"البلاد" بحثت في مدى صحة هذه الفتوى ومدى تفاعل المواطن الجزائري مع هذا النوع من الفتوى خاصة أن الإيمان الكبير بالقوة الشريرة بات يغزو عقول الجزائريين.
بين مؤيد ورافض تبقى العين أحد أهم أسباب التعرض للضرر
عبد الحميد مالك سيارة من نوع "polo" يقول "العين حق حيث ثبت أن النبي صلى الله عيله وسلم قال في حديث له "كثير من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين". فالحسد والغيرة أصبحا ينتشران في مجتمعنا بشدة والنوايا السيئة والروح الانتقامية لبعض الأشخاص والرغبة في تجريدك من النعمة تكون سببا في هلاك فعين بعض الحاسدين لا تصلي على النبي لذلك الأجدر أن يتحصن الشخص بالرقية وأنا شخصيا رقيت سيارتي عندما اشترتها كما أرشها مرارا بالماء المرقي فلا أحد يعلم ما في النفوس".
محمد "طالب جامعي" يملك سيارة من نوع "KIA" يرى أن الإفراط في السرعة والقيادة المجنونة هي السبب الأول في ارتفاع نسبة الحوادث خاصة بالنسبة للشباب الطائش فالمشاحنات الزائدة بينهم في الطريق كتبت مرارا سيناريوهات نهاية مأساوية، إن لم تكن القبور فلا مهرب من الكراسي المتحركة، كما أننا ننسى عندما نركب السيارة التوكل على الله والتحصن بالأذكار التي أكد ديننا على ضرورة التقيد بها، فإذا اتبعت الاذكار باحترام القانون ساعتها لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، كما أن الرقية هي رقية النفس ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رقى حصانا أو إبلا، المسألة أصبح مبالغا فيها في مجتمعنا فلا يكاد الشخص يصادف مشكلا إلا وأرجعه إلى السحر أو العين.
أما "سهام" فالحادث الذي تعرضت له بعد أقل من شهر بعد شرائها لسيارة من نوع peugeot 308 جعلها تؤمن بقدرة الشخص على الإيذاء بالعين مما جعلها تلجأ إلى تحصين ورقية كل شيء تقع عليه خوفا من الإصابة بالعين التي تحولت في اعتقادها إلى" تابعة" فأصبحت زبونة دائمة عند الرقاة.
سيارات ملغمة "بالحجابات" والجن يسبب الحوادث
الشيخ صالح راق بوادي العلايق يؤكد أن الرقية الشرعية تحمى من كل شر فهي كلام الله كما ثبت عن النبي صلى الله علية وسلم اعتماده على الرقية الشرعية في علاج العين، ورقية الأشياء كالملابس أو الماء للغسل والشرب والزيت للدهن نجحت في علاج العديد من الحالات استعصت على الأطباء حيث قص علينا الشيخ صالح قصة شباب كان يملك سيارة فخمة تعرض لحادث كان سببا في أصابته بإعاقة حركية وتحطم كلي للسيارة، ولم يكتشف السحر المعمول إلا بعد أخذها إلى التصليح فكانت المقاعد تتوسطها "حجابات" كتبت بلغة تشبه العبرية أثبتت الرقية الشرعية أنها سحر معمول من أجل القضاء على حياة "سليم" إلا أن قدرة الله أقوى، فالجن يمكن أن يِؤثر على عقل المصاب بالمس فيمنع عنه الرؤية أو يتسبب في جعل السيارة تفلت من يدي السائق لذلك يكون تحصين السيارة إضافة إلى الشخص مهم جدا للتغلب على شرور الجن والإنس. وفي ظل تزايد أعمال السحر والشعوذة والعزم على الإيذاء بطرق مبتكرة أصبحنا نعتمد على رقية الأشياء والأماكن التي يسكن فيها الجن وأين تتمركز العين.
ياسمين هي حالة أخرى، شابة كانت مقدمة على شهادة البكالوريا وكانت تعاني آلاما شديدة في الرأس عند اقتراب مواعيد الامتحان أو عند شروعها في المراجعة تفقدها التركيز وعند رقيتها تأكدت أنها مصابة بالعين، بسبب انشغالها بالدراسة لم تستطع أن تحضر لجلسات أخرى للرقية فقامت برقية ملابسها وكتبها المدرسية مما جعلها تتحسن وخفت عنها الآلام. فزوال النعمة هو المقصود والنعم قد تكون سيارة أو منزلا أو حتى لباسا، فرقيتها واجبة والإلتزام بالحذر ممن قد يتسببون في إيذائنا والتحصن بالقرآن والأذكار يوميا.
الرقية للإنسان وليس للأشياء..
إن القرآن الكريم شفاء للقلوب، ومزيل للهموم ويزيل عن النفس ما يرهقها من الوساوس والخرافات والأوهام والضلالات والبدع، والرقية هي تلاوة آيات قرآنية حث عليها الإسلام وأكدتها سنة سيدنا محمد من أجل دفع البلاء قبل وقوعه أو الشفاء منه بعد وقوعه، فالنفس الأمارة بالسوء قد تجرؤ على الإيذاء فتبيع ضميرها وتلجأ إلى ما نهى الله عنه، فالقرآن فيه شفاء من هذا كله، لأنه حق، وكلام الله الحق.
فالتداوي بالقرآن الكريم والاستشفاء به من الأمراض الجسمية والآفات والعلل العضوية عن طريق تلاوته أو قراءة بعض سوره وآياته إلا أن الإيمان بهذه القوة الشديدة جعل المجتمع الجزائري بمباركة بعض من يدعون الفتوى فجعلوا حل التقليل من الحوادث يكمن في رقية السيارة.
في اتصال مع الشيخ "محمد مكركب" عضو بجمعية العلماء المسلمين يؤكد فيه ل"البلاد"، أنه لا يوجد هناك رقية للسيارة لا من أجل إبعاد الشر ولا لجلب الخير، فالسيارة والأشياء لا ترقى إنما الرقية تكون للإنسان من أجل حفظه من العين والحسد ومن شر الجن والإنس، شر الخلق وهذا لقوله تعالى في كتابه الحكيم "أعوذ برب الفلق من شر ما خلق" فالعين حق حيث ذكر في كتابه "إِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ". والسحر ذكره القرآن الكريم في مواضع عديدة عديدة والرقية هي علاج وحماية من أي شر ولو من لدغة حية كما يجب على المسلم أن يتحصن بالأدعية والأذكار كما أنه يشترط الإيمان إيمانا تاما أن الله هو الشافي فالإخلاص في النية شرط من شروط صحة الرقية، كما يسأل الشيخ "محمد مكركب" الله أن يهدي من ضلت نفسه عن الطريق المستقيم وذهبت به إلى هوة النار.
طقوس خاصة من أجل التحصن من العين والشعوذة
أما ضعاف النفوس فلهم طرق وطقوس خاصة يعتمدونها من أجل حماية سياراتهم أو منازلهم بكف خماسية أو التميمة أو هيكل للحصان البحري لا تكاد تفارقهم لاعتقادهم أنها تحميهم من شرور الإنس والجن. أما البعض الآخر فيستخدم عبارات "ماشاء الله" أو"صلي على النبي"، كما يعمد الرجال أيضاً إلى اختيار حاملة مفاتيح عبارة عن رصاصة نحاسية كشكل من أشكال الوقاية من العين. وترك السيارة من غير تنظيف فالاعتقاد الكبير بقوة العين وتأثيرها السيئ على حياة الناس جعلهم يلجأون إلى بعض الطرق والممارسات التي يرون فيها نوعاً من الحماية ضد تلك القوة الخفية للعين عند بعض الأشخاص الذين يتصفون بنظرات قاتلة تجلب السوء والضرر ويوسع الهوة بين الشخص وربه ليدخل بينهما رقاة ومفتون استغلاليون، في ظل غياب مواصفات للرقاة الحقيقيين. وفي خضم هذا الزخم الهائل ممن يدعون الفتوى والرقية الشرعية واختلاط الحابل بالنابل أصبحت تلوى أعناق الآيات وتفهم الأحاديث النبوية على غير مقصودها في غيات المؤهلات.
"قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا" التوبة 51 فإن كانت قوة السحر والعين قوية فقدرة الله على حماية عبده أقوى والأجل لا مفر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.