احتل العشرات من الباعة المتجولين بمدينة الشلف، خلال الأسابيع الأخيرة بعض شوارع عاصمة الولاية، وحولوها إلى أسواق يومية دون ترخيص من السلطات المحلية ولا مصالح المجلس البلدي، حيث يتواجد العديد من الباعة المتجولين الذين يتناسل عددهم بشكل يومي في أكثر من 6 شوارع رئيسية وتسبب بعضهم في إغلاق بعض الشوارع العمومية التي تعتبر الشريان الرئيسي في ذات المدينة على غرار ما يقع قبالة البريد المركزي وشارع الجمهورية وأمام سينما الجمال، دون أن تتدخل السلطات المحلية لتحرير النقاط الشعبية المذكورة من قبضة الباعة المتجولين رغم الاحتجاجات التي خاضتها مجموعة من التجار الرسميين. وأمام هذا الوضع الذي يتزامن واستعداد المصالح الرسمية لاستقبال شهر رمضان، أصبحت اغلب شوارع مدينة الشلف خلال الأسابيع الأخيرة إلى محج لعشرات الباعة المتجولين الذين استوطنوا الأرصفة والشوارع، كما تتوالى المشاهد المختلفة في ظل هذه الفوضى واجتياح عربات يدوية وطاولات وصناديق خشبية ومن البلاستيك تؤثث الشوارع يوميا خصوصا التي تعد معبرا رئيسيا للمارة. اكتساح الباعة المتجولين لشوارع عاصمة الولاية، يعيد إلى الأذهان الفوضى التي سادت قبل 6 أشهر ومثيلتها سنة 2013 التي صاحبتها حملة رسمية لكنس ملاك العربات من الشوارع الرئيسة، وأدى تجدد هذه المشاهد إلى تزايد غضب أصحاب المحلات التجارية الذين يبدون اليوم في حالة "تراجع رهيب" عن التجارة، نتيجة المنافسة غير الشريفة، ذلك أن المصالح الرسمية ممثلة حتى في القوة العمومية باتت تتساهل بشكل لافت للنظر مع هؤلاء الباعة المتجولين لأسباب غامضة. وتتداول ألسنة المهتمين بهذا الشأن، أن المجلس البلدي يتهرب من مناقشة موضوع الباعة المتجولين ويتكتم عليه لحساسية الأمر وصعبة التحكم في الوضع بسبب ارتفاع البطالة وغليان الشارع من تراجع الأداء التنموي وسخط باقي الأعيان على حدة الصراعات داخل تشكيلات المجلس. هذه الفوضى التي تتكاثر مشاهدها يوميا في شوارع المدينة من حي بن سونة وحي السلام على الطريق الوطني رقم 19، مرورا على وسط المدينة والحي الشرقي إلى غاية حي الحرية، قابلها استنكارا واسعا للمواطنين اتجاه الموقف السلبي الذي اتخذته السلطات المحلية دون معالجة ظاهرة أصحاب العربات وتسويق سلع غير مفحوصة بالمرة، معتبرين موقف السلطات مشجعا للظاهرة التي قد تتزايد بشكل خطير جدا في شهر رمضان من خلال احتلال الملك العام والتواطؤ المكشوف مع مجموعة من الباعة لأسباب غير معلومة في ظل مرور بعض الفرق المكلفة بهذا الملف مر الكرام على هؤلاء الباعة دون تنبيههم بخطورة الأمر. أمام هذا الوضع الذي تعيش على إيقاعه العديد من شوارع وأزقة المدينة، بات لزاما على المنتخبين بالدرجة الأولى تحمل مسؤوليتهم بالتحرك لإخلاء الشوارع المحتلة وإعادة تنظيم الباعة المتجولين وتنظيم الحركة التجارية، إذ لا احد يمانع في البحث عن مصدر للعيش والاسترزاق، أو إيجاد حل لوضعية الباعة المتجولين، عن طريق تمكينهم سريعا من محلات تجارية ضمن الأسواق الجديدة، أو تحديد مكان خاص يجتمع فيه الباعة المتجولون لمزاولة مهنتهم خاصة أن معظمهم اضطرته ظروف العوز لامتهان هذه الحرفة. تجدر الإشارة إلى أن سكان حي بن سونة، قد دخلوا في الأيام المنصرمة في شكل وقفة احتجاجية للمطالبة بإجلاء الباعة المتجولين، من خلال رفعهم لمجموعة من اللافتات على جدران شوارع الحي مكتوب عليها بشكل واضح "سكان حي بن سونة مستاؤون من الفوضى" بسبب انتشار الأوساخ ومخلفات بيع مختلف السلع على غرار السردين والفواكه.