نفى بيان صادر عن ديوان والي عنابة أن يكون سبب وفاة الشيخ الصادق بن جديد، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة قبل ثلاثة أيام، هو استنشاقه للغازات المسيلة للدموع التي استعملتها قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين بل كانت وفاته طبيعية، مستدلا بتقرير طبيب عام بالعيادة متعددة الخدمات بحي 8 ماي 1945 وقال البيان إن ''الضحية البالغ من العمر 65 سنة ويعاني من مرض الربو تعرض لأزمة تنفس حادة ووصل إلى مصلحة الاستعجالات جثة هامدة'' غير أن مصادر من عائلة الضحية كذبت ما جاء في بيان الوالي مؤكدة أن تقرير الطبيب العام لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يحل محل الطبيب الشرعي الذي يؤكد أسباب الوفاة بدقة بعد تشريح الجثة ومن شأن التحقيقات الموسعة الجارية أن تكشف ملابسات هذه الحادثة''·في الأثناء عادت أمس مظاهر العنف والشغب إلى مناطق متفرقة بولاية عنابة حيث أقدم خلال الصبيحة تلاميذئ الثانوية التقنية وسط المدينة على حرق وتخريب مؤسستهم التربوية للمطالبة برحيل المدير بعد اتهامه ''بسوء المعاملة وشتم الطلاب وتعنيف بعضهم إلى حد الضرب''، ولم تفلح محاولات قوات الشرطة في التصدي لنرفزة المتمدرسين حيث قاموا بالسطو على ممتلكات المخابر العلمية والمطعم وتخريب أجزاء واسعة من مبنى الإدارة والأقسام والاستيلاء على تجهيزات الإعلام الآلي وكذا حرق حجرات عن آخرها بإشعال النار بواسطة البنزين''، وقد نفى مدير الثانوية التقنية في اتصال مع ''البلاد'' اتهامات التلاميذ متهما في الوقت نفسه أوساط دون تحديدها بشحنهم وتحريضهم للقيام بأحداث الشغب بذرائع ومبررات واهية· وقد ساهم هذا الوضع في اندلاع أجواء من الهلع والخوف في صفوف تلاميذ مدارس أخرى وكذا الأولياء بعدما خرج تلاميذ الثانوية التقنية، الواقعة بالقرب من حي برمة الغاز الذي شهد أعنف موجة عنف منذ اندلاع الأحداث يوم الخميس الماضي بولاية عنابة، وتوجهوا صوب المتوسطات القريبة منها وأخرجوا تلامذتها، ثم توسعت الاضطرابات لتشمل معظم الثانويات والمتوسطات وبعض الابتدائيات· وتشتغل فرق الأمن حاليا على التحقيق مع بعض التلاميذ لكشف ملابسات الحادثة المتزامنة مع عودة الهدوء التدريجي بأحياء المدينة· وببلدية شطايبي الواقعة في أقصى الجهة الغربية للولاية تجددت المواجهات مع قوات التدخل السريع التابعة للدرك الوطني بعد اقتحام مقر البلدية والاستيلاء على وثائق وملفات إدارية وأجهزة حواسيب وسرقة معدات ومركبات كانت مركونة على مستوى حظيرة البلدية غير أن الجهات الأمنية تمكنت من السيطرة على الوضع واسترجاع معظم المسروقات· وانتقلت موجة الاحتجاجات إلى بلدية العلمة كذلك، حيث تم قطع الطريق الولائي الرابط بين البلدية والولاية باستعمال العجلات المحترقة والمتاريس قبل تمكن فرقة الدرك الوطني من فتحه أمام السائقين وتوقيف 8 أشخاص· وبحي سيدي سالم الشعبي تكتل بعض العقلاء بالتنسيق مع وجهاء الحي وناشطين من المجتمع المدني حسب الأمين العام لقسمة جبهة التحرير الوطني، أيمن محمود الذي أكد أن حملة التوعية وسط الشباب مكنت من إفشال عدة عمليات تخريب استهدفت مرافق عمومية ومؤسسات خدماتية حيوية·