هكذا خطط موظفون وأساتذة ومهندسون لتفجيرات بتلمسان

أحالت غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء تلمسان، ملف الخلية المرتبطة بالتنظيم الإرهابي المسمى اختصارا "داعش" المشكلة من 15 إرهابيا على محكمة الجنايات، وذلك في دورة إضافية بطلب من رئيس مجلس القضاء بناء على اقتراح النائب العام، الذي اقترح إدراج ملف الحال في جدول قضايا الدورة الإضافية المقررة في نهاية الشهر الجاري. وبحسب مصادر قضائية استقتها "البلاد"، فإن قرار الإحالة على المحكمة الجنائية، جاء نتيجة ثبوت الأدلة الكافية في ارتكاب المتهمين الموقوفين جريمة الحال، التي أخذت حيزا معتبرا من الاهتمام على مستوى المناطق الحدودية لغرب الوطن، بعد نجاح المصالح الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب عشية رأس السنة الميلادية في إجهاض مخطط إرهابي خطير من نوعه، كان يستهدف عاصمة الزيانين من خلال هجمات انتحارية، بالإضافة الى محاولة التحاق ستة إرهابيين من الخلية بتنظيم الدولة الإسلامية خارج الوطن.
وقال المصدر إن التحقيقات مع الإرهابيين التي دامت تقريبا 3 أشهر، كشفت عن أن الخلية التي يقودها أمير سابق في كتيبة الأهوال واستفاد سابقا من قانون الوئام المدني، كانت تخطط للقيام بعمليات تفجيرية في هضبة لالا ستي بتلمسان مقصد الزوار والسياح الأجانب احتفالا برأس السنة الميلادية، بالإضافة الى محاولات استهداف أحياء راقية مثل "الكدية" والقلعة والدالية، لتوقيع "صدى إعلامي" ثقيل من نوعه، لإثبات الولاء للتنظيم الإرهابي ومن ثمة الالتحاق بمعاقل داعش في سوريا.
وحسب مصادرنا، فإن العملية الناجحة التي أنجزتها مصالح الأمن بعد ورود تفاصيل عن مخطط التفجيرات الإرهابية لها، أسفرت عن توقيف خمسة ارهابيين في سبدو جنوب تلمسان والكدية بالمدخل الغربي لعاصمة الولاية، لتكلل الأبحاث الأمنية باعترافات الموقوفين عن مواقع الاتباع الآخرين للخلية المفككة، إذ أفضى المخطط الأمني إلى توقيف 10 ارهابيين في مولاي سليسن جنوب سيدي بلعباس على الحدود مع تلمسان وسبدو، فلاوسن وهنين الساحلية شرق تلمسان. وتفيد المصادر التي اشتغلت على الملف، بأن المتهمين بينهم مظفون في مصالح ادارية وطبيب عام واطار في شركة سوناطراك وأستاذ تعليم ثانوي وثلاثة طلبة جامعيين يدرسون في جامعة أبو بكر بلقايد في تلمسان وثلاثة تجار أحدهم يشتغل في تجارة البهارات والعطور التقليدية.
وأبرزت التحقيقات التي أشرفت عليها مصالح أمن تلمسان بالتنسيق مع وحدة مركزية في مباحث الدولة، أن ثلاثة إرهابيين من ضمن طاقم الخلية، أدانتهم محكمة جنايات وهران سنة 1997 ب10 سنوات سجنا نافذا لارتكابهم أعمالا إرهابية تتعلق بالتخريب والحرق العمديين لمؤسسات عمومية بينها مدارس ومرافق ادارية حينما كانوا ينشطون ضمن كتيبة الأهوال لأميرها الصريع "قادة بن شيحة".
وحجزت الأجهزة الأمنية في العملية الهامة، جوازات سفر بيومترية عليها تأشيرات نحو تركيا والإمارات العربية المتحدة، ومبالغ مالية بالعملتين الوطنية والتركية، وتذاكر سفر نحو تلك الوجهات حال قيامهم بأعمال إرهابية، مع استرجاع كتب تحريضية وأقراص مضغوطة تحتوي على فيديوهات خاصة بالتنظيم وخطب أمير دولة الخلافة ابو بكر البغدادي ووثائق أخرى.
وحسب مصادر "البلاد"، فإن هذه العمليات النوعية التي سمحت بتوقيف 15 إرهابيا وضبط ممنوعات خطيرة، أدت الى تفكيك خلية دعم وإسناد المجموعة الإرهابية التي كانت تنشط في بلديات حدودية قريبة من سلسلة العصفور المطلة على مدينة وجدة المغربية.
وضمت القاعدة الخلفية للخلية الإرهابية، خمسة أشخاص أحدهم إرهابي تائب، تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاما يقطنون بني بوسعيد، سبدو هنين الساحلية، وتأكد أن الخلية السرية كانت "الخزان السري "لمعلومات التنظيم المفكك وكانت مكلفة بتوفير المؤونة والمصادر الصحيحة عن تحركات مصالح الأمن ومعاينة الإجراءات الأمنية عشية رأس السنة الميلادية للقيام بهجمات إرهابية، فيما رافقت هذه العمليات النوعية لأجهزة الأمن في تلمسان، قيام إرهابي يبلغ 35 سنة يقيم بحي "الدالية" بعاصمة الولاية كان ينشط في سلسلة "مرين "جنوب سيدي بلعباس، الى تسليم نفسه للقطاع العملياتي العسكري في منتصف شهر فبراير الماضي، ويرجح أن يتم الاشتغال على معلوماته لاستهداف مزيد من المعاقل السرية للتنظيم الإرهابي المفكك.