يتواصل تخبط القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني، بخصوص الخروج بموقف نهائي من المترشح الذي سيدعمه في الانتخابات الرئاسية التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أسبوعين كاملين، في وقت شق كوادر الحزب العتيد عصا الطاعة وتجاهلوا تعليمات الأمين العام بالنيابة للحزب لعدم التخندق علنا مع المرشحين والتزام الحياد، إلى غاية خروج القيادة بموقف نهائي. وكشف عضو في المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني ل ” الجزائر الجديدة “، تحفظ عن ذكر اسمه، عن وجود صراع كبير بين قطاع عريض من أعضاء المكتب السياسي والأمين العام بالنيابة للآفلان، على صديقي الذي يرفض ” المغامرة ” بعقد اللجنة المركزية لعدة أسباب، أبرزها رغبة أعضاءها في انتخاب أمين عام جديد خلفا له وإمكانية وجود مترشح لا يتوافق مع القيادة الحالية أو الاختلاف القائم داخلها على مرشح بعينه، في وقت يرفض أعضاء في المكتب السياسي إصدار أي قرار دون التئام اللجنة المركزية، وهو ما أكده عضو المكتب السياسي رشيد عساس، أمس الأول، على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، قائلا إن ” القرار المتعلق بالانتخابات الرئاسية من صلاحيات اللجنة المركزية دون سواها مهما كان نوع القرار، ولا يمكن لأي هيئة أخرى في الحزب أن تحتكر ذلك “. وأشار رشيد عساس إلى أحكام المادة 31 من القانون الأساسي التي تنص على ” أن الترشح للانتخابات الرئاسية من صلاحيات اللجنة المركزية وحدها “، وقال ” الأحرى أن تلتزم قيادة الحزب بنصوصه وبالتالي تمكين الهيئة صاحبة القرار والسيادة في هذا الشأن من الالتئام وفتح نقاش موسع في الموضوع”. واعترف مصدر “الجزائر الجديدة” بأن الآفلان “ضيّع البوصلة بسبب غياب الإيعاز الذي تعود عليه في كل انتخابات رئاسية “، مشيرا إلى أن الهيئات المحلية للحزب منقسمة اليوم بين الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون والأمين العام السابق للآفلان على بن فليس إضافة إلى القيادي السابق في الحزب عبد العزيز بلعيد وكتلة أخرى أظهرت التزامها مع تعليمة الأمين العام بالنيابة على صديقي.