تميز اليوم الثاني و الأخير من أشغال الملتقى الدولي حول إشكالية "مكانة و دور الثقافات في تعليم اللغات في ضفتي المتوسط"، المنظم أمس الأول من قبل مخبر البحث و الدراسات العليا لكلية اللغات الأجنبية "لروس" لجامعة و هران 2، الذي كرم بالمناسبة البروفيسور شريفي، بتنظيم 18 ورشة عمل بمختلف اللغات، الألمانية و الاسبانية و الإنجليزية و العربية و الفرنسية، التي تناولت في مجملها محاور عدة هامة، غاصت في ثقافة و أصول كل لغة على حدة، من خلال المناقشة و الطرح، التي ساهم في إثرائها نخبة من الأساتذة المتخصصين. سلطت هذه الورشات الضوء على حوار الثقافات من زوايا مختلفة بين الضفتين، من خلال الكتب المدرسية، و أهمية الترجمة و التنوع الثقافي، في إرساء قواعد للتواصل بين الشعوب و المجتمعات، و مدى اسهامها في تأسيس حوار بناء بين الثقافات، من خلال إبراز دور المعلم في التعددية اللغوية، و تحديد الأبعاد الثقافية في تعليم أي لغة أجنبية، لا سيما الفرنسية بالجامعة الجزائرية، و تحفيز التنوع الثقافي، و كذا تفعيل الحوار الحضاري بين الجزائر و دول الشمال، و غيرها من المحاور التي استقطبت أعدادا كبيرة من طلبة اللغات الأجنبية بهذه الكلية، على مدار يومين من عمر هذا الملتقي الدولي، الذي شهد مشاركة نخبة من الباحثين و الأساتذة الجامعيين، الجزائريين القادمين من مختلف ولايات الوطن و الأجانب، من ألمانيا و إسبانيا و فرنسا و سويسرا و ماليزيا و تركيا و النيجر، في حين تمثلت المشاركة العربية في المغرب و تونس. ركز مخبر "لروس" في توصياته، التي رفعها في ختام أشغال هذا الملتقى، على ضرورة مضاعفة مثل هذه الملتقيات العلمية مع دول البحر الأبيض المتوسط، بما يسمح بتكثيف التواصل و اللقاءات بين الأساتذة الجزائريين و نظرائهم بحوض البحر الأبيض المتوسط، و كذا تعزيز تبادل الوثائق و الخبرات فيما بينهم، و رفع مشاركة طلبة الدكتوراه في هذا الملتقى، من أجل الاحتكاك بالأساتذة الكبار، لضمان خلف من الكفاءات في المجال العلمي مستقبلا.