أحيا المتحف العمومي الوطني أحمد زبانة بوهران، الذكرى ال61 لإعدام الشهيد الرمز أحمد زبانة، بعدة أنشطة وفعاليات تخليدا واستحضارا لتضحيات هذا البطل المقدام ومعه الملايين من الجزائريين الشهداء، الذين ضحوا من أجل استقلال الجزائر واسترجاع سيادتها على ترابها وتاريخها وممتلكاتها الثقافية وثرواتها الباطنية...إلخ وقد تضمن النشاط الذي انطلق سهرة أول أمس واختتم أمس الإثنين، تنظيم عدة محاضرات، لأساتذة مختصين تحدثوا فيها عن بطولات هذا الرجل الشجاع، وكيف تحدى الجلاد الفرنسي، وقدم جسده الملائكي قربانا لمعبد الحرية والانعتاق من جور المستدمر الفرنسي وغطرسته الوحشية السادية، كما تحدث الأساتذة المشاركون أمس، في مداخلاتهم عن رسالته التي دونها قبل إعدامه ذات 19 جوان 1956 على الساعة الرابعة صباحا بسجن سركاجي (بربروس) سابقا، وكيف وصف فيها «الموت في سبيل الله حياة لا نهاية لها»، و«الموت في سبيل الوطن إلا واجب»، مفتخرا بوالدته وأقربائه الأعزاء، الذين قال في شأنهم لقد «أديتم واجبكم حيث ضحيتم بأعز مخلوق لكم، فلا تبكوني بل افتخروا بي...»إلخ، زيادة على شهادات حية أخرى من قبل كوكبة من المجاهدين من رفقاء الشهيد، وكانت هذه المناسبة فرصة لتكريم عائلة هذا البطل الأسطوري وبعض ممثلي الأسرة الثورية بالولاية، زيادة على توزيع كراس متحركة لفائدة جمعية قدماء المحكوم عليهم بالإعدام، وقبلها وفي اليوم الأول الافتتاحي، عاش سكان مدينة وهران، أجواء احتفائية بهيجة، أمام مدخل متحف الشهيد أحمد زبانة، حيث تم تنظيم عدة عروض لرياضيين شباب، في المصارعة، والريغبي، والجودو... إلخ فضلا عن حضور فرقة فلكلورية، أمتعت الحضور بأهازيجها، لينطلق هذا اليوم التذكاري، بتقديم تحية العلم والاستماع للسلام الوطني من أداء الفرقة النحاسية للجيش الوطني الشعبي التابعة للناحية العسكرية الثانية، وكلمة ترحيبية من قبل مدير المتحف، الذي أكد بحضور السلطات الولائية والعسكرية، على أن إحياء هذه الذكرى الأليمة، هو فرصة لإبراز تضحيات الشهيد أحمد زبانة، بكونه أول شهيد يعدم بالمقصلة، هذه الآلة الجهنمية التي استعملت على نطاق واسع وبشع لتترجم الهمجية التي قابلت بها السلطات الاستدمارية مفجري الثورة التحريرية المظفرة، مبرزا أن هذه الفعاليات هي بمثابة انطلاقة لتكريس نشاطات ثقافية متميزة وقارة ترتبط بالشخصية التاريخية للشهيد والاحتفاء به والعمل على تحضير الظروف العلمية والتقنية لدراسة وحفظ وتثمين الممتلكات الثقافية لترقية الهوية الوطنية والحفاظ على الذاكرة لاسيما تلك المتعلقة بثورة نوفمبر المجيدة.