انهيار جدار برلين وتوحيد ألمانيا وسقوط المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي الذي تفكك الى مجموعة من الدول المستقلة في تسعينيات القرن الماضي ولد انطباعا كاذبا لدى دعاة الرأسمالية الذين اعلنوا نهاية التاريخ على لسان فرانسيس فوكو ياما الامريكي من أصل ياباني فخرج مارد رأس المال المتوحش من القمقم منتشيا بانتصاره ليلتهم اقتصاديات الدول فارضا سيطرته عليها غير مبال بحقوق الضعفاء من العمال والفلاحين متراجعا عن وعوده بتحقيق مجتمع الرفاهية التي كان يبشر بها في مكافحته للنظم الشيوعية فقد خلا له الجو لينهب ويكسب الملايير ويتلاعب بالاسعار في البورصات وغيرها فحدثت أزمة الرهن العقاري ثم الأزمة المالية وما نتج عنهما في تأثيرات سلبية الطبقة المتوسطة والدنيا وتراجع دور النقابات العمالية والاحزاب الاشتراكية لتفسح المجال أمام اليمين واليمين المتطرف وقد استغلت الدول الكبرى بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية الفراغ الناتج عن غياب الاتحاد السوفياتي لتقوم باحتلال العراق وافغانستان زاعمة مكافحة الارهاب والتدخل في ليبيا وسوريا والصومال واليمن ولم تنل فرنسا حظها من الغنيمة التي ذهبت للعم سام الذي مازال يجني الاموال بمئات الملايير وقدمت بريطانيا على الانسحاب من الاتحاد الاوربي الذي توسع بعد ان ضم دولا من اوربا الشرقية تعاني من مشاكل اقتصادية بالاضافة الى الازمة المالية التي اصابت اليونان واسبانيا والبرتغال وزاد عدد المهاجرين من اوربا ودول الجنوب بسبب الحروب والاضطرابات والفقر والجوع كما هو الحال في سورياوالعراق ودول الساحل الافريقي وفقدت فرنسا نفوذها المالي والاقتصادي في مستعمراتها السابقة بالقارة الافريقية حيث المنافسة الشديدة فيها من الصين وتركيا والمانيا واليابان. كما أن فرنسا أصبحت تتحمل عبء الاتحاد الاوربي رفقة ألمانيا ذات الاقتصاد القوي والتكنولوجيا العالية لتكون منافسا قويا لفرنسا المتراجعة داخليا وخارجيا والمهددة بأزمة اجتماعية خطيرة(...). وقد تنجح الحكومة في اخماد الاحتجاجات الشعبية لكنها ستضطر في النهاية الى تغيير موقفها لتفسح المجال أمام وجو ه وأفكار جديدة كما حدث بعد ثورة مايو 1968 وبعد هدوء العاصفة يبدأ حساب الخسائر