تفتح تربية النحل آفاقا واسعة أمام الشغوفين بالنشاط الفلاحي والاقتصادي ذو المنافع الطبية و التجميلية العديدة، وبفضل مثابرة مربي النحل خاصة الشباب منهم، انتعش سوق العسل بشكل كبير في الجزائر بعد أن أصبح يقدم أنواعا مختلفة قد تصل إلى 10 أو أكثر ، أبرزها العسل المستخرج من أزهار « السدر» ،البرتقال ،الجزر البري ،أزهار الجبل و الغابة . وللوقوف عند مراحل تربية النحل وإنتاج العسل وفوائده وسعره الذي يرتفع من عام لآخر، اقتربنا من السيد مربي النحل أرزقي مصباحي من ولاية تيزي وزو، والذي التقيناه على هامش معرض نظم مؤخرا بوهران ، حيث أكد في تصريح خص به « الجمهورية»، أن حرفة تربية النحل تعلمها من أجداده، و رغم التطور العلمي في تربية النحل، إلا أن الخبرة التي تلقاها من كبار قريته، أعطته القدرة على تحسين جودة منتجه من العسل. وخلال حديثه عن عالم إنتاج العسل ، أوضح أرزقي أن خلية النحل، تنقسم إلى 3 فئات، أولها «الملكة» التي هي في الأصل بيضة ملقحة وبعد تغذيتها بالغذاء الملكي لمدة 16 يوما تصبح ملكة، كما أنها الوحيدة في خلايا النحل التي تلد ما بين 2000 و2500 بيضة يوميا، بشرط أن تكون الملكة الشابة في أعوامها الثلاثة الأولى، ورغم أنها تعيش7 سنوات، إلا أن مربي النحل – يضيف - يفضل القضاء عليها لأن مردودها يتناقص ويأتي بملكة جديدة قد هيأها من قبل من أجل بقاء الخلية قوية و مردود عسلها جيد. أما النوع الثاني من النحل فهن «العاملات» اللائي يكونون في بادئ الأمر عبارة عن بيض يتغذى على حبوب الطلع والعسل ، فيصبح نحلا فيما بعد، وينتج العسل، حبوب الطلع، الصمغ، الغذاء الملكي، وتعيش هذه العاملات مدة 55 يوم فقط . أما النوع الثالث فهم « الذكور»، ودورهم في الخلية هو التلقيح فقط، و يختص بلغة إرشاد النحل على أماكن تواجد الرحيق، وعندما تصل الخلية لمرحلة إنتاج العسل بقوة، تقضي العاملات على الذكور الذي يصبحون عالة بسبب استهلاكهم للمادة الأولية من العسل فتقرر هذه الأخيرة القضاء عليه. علاج للحروق والبقع والروماتيزم وحسب مربي النحل أرزقي مصباحي فإن عسل الغابة هو الأجود، لأنه ثقيل، و هو مزيج من الأعشاب الطبية الموجودة في الغابة كالصنوبر، الكليتيوس، وغيرها من النباتات الشوكية، كما أنه مفيد أيضا لصحة الإنسان ، وهو أحسن من عسل « السّدر» المطلوب بكثرة من قبل المواطنين، أما عسل الكاليتوس، فهو مفيد للزكام وأمراض الحساسية خاصة في فصل الشتاء، ليبقى عسل الفواكه أقل فائدة من الأنواع الأخرى، و يمكن إيجاده في المناطق التي تكثر فيها بساتين الفاكهة، في حين أن عسل الزهور هو أخفهم ويفضل تقديمه للأطفال. ويبرز أيضا السيد ارزقي أنه عندما يتم خلط العسل بزيت الزيتون ، فيستعمل كمرهم لنزع البقع من على الوجه، كما يستعمل أيضا مع الليمون كدواء لالتهاب اللوزتين، وأيضا كعلاج للحروق من الدرجة الأولى والثانية بإضافته لزيت الحوت، وهو علاج للأكزيما والروماتيزم وانفلونزا، بالإضافة إلى عدة فوائد لا تعد ولا تحصى، ويكفيه أن المولى عز وجل ذكره في كتابه الكريم، « يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ». سوق إنتاج العسل تختلف سعر العسل بأنواعه ، و السبب يعود حسب مربي النحل أرزقي مصباحي إلى تكاليف النقل المرتفعة، خاصة سعر عسل « السدر» الذي يعرف بأنه أغلى وأجود أنواع العسل الطبيعي بالإضافة إلى مذاقه ونكهته المتميزة، وعسل السدر قد لا يكون متوفرا على مدار السنة لأن أشجار السدر لا تثمر إلا خلال فترة الأمطار الموسمية لذلك فهو باهظ الثمن، من ناحية جودته فهو يحافظ على جودته لفترة عامين وكلما تزيد المدة كلما تزيد كثافته وهو باللون الأسود، و يعود ارتفاع السعر إلى نقل خلايا النحل إلى مدينة الجلفة أو الأغواط، فتزداد التكلفة من خلال كراء المكان و أجرة النقل واليد العاملة التي تحرس الخلايا، مما يجعل سعر هذا العسل يصل إلى 5 ألاف دينار جزائري للكيلوغرام الواحد أو أكثر، في حين أن ثمن كل من عسل البرتقال، الجبلي، الكاليتوس، فثمنه لا يزيد عن 4 ألاف دينار جزائري للكيلوغرام الواحد . طرق اكتشاف المنتوج المغشوش هناك طرق كثيرة لتعرف على العسل الحر أو المغشوشة، فلقد ذكر لنا مربي النحل أنه يمكن معرفة العسل الحر من خلال اختبار تذوق ملعقة من العسل، حيث يدل اختفاء الطعم الحلو خلال دقائق أن العسل أصلي، أما في حال استمرار الطعم في الفم لفترة طويلة فهو مغشوش، إلى جانب اختبار الانسكاب العسل في الوعاء بشكل خيط متواصل، فإذا تقطع فهو مغشوش وهناك اختبار الماء،فبعد وضع ملعقة من العسل على كف اليد ثم قطرة من الماء و فرك راحتي اليدين فإذا تلاشي العسل بسرعة، هذا دليل على أن المادة حرة ،و اذا كان العكس فهو مغشوش، وهناك العديد من الطرق لمعرفة العسل الأصلي من المغشوش حسب أصحاب الحرفة.