- اطفال و أوليائهم يفتقدون أسرهم في رمضان - تكفل و خبرات طبية و محسنون يطيبون خاطر المرضى - سكانير ب15 مليون سنتيم و تأخر العلاج الإشعاعي يؤجلان أمل الشفاء تتضاعف معاناة مرضى السرطان في شهر رمضان الكريم حيث يفتقد المرضى و مرافقيهم للحياة العادية و اللمة العائلية التي تميز أيام و ليالي الشهر الفضيل، و لكن القدر شاء ان يخطف المرض الخبيث بسمة و فرحة أطفال و شباب و شيوخ نساء و رجال يرقدون في المؤسسة الاستشفائية لعلاج أورام السرطان الامير عبد القادر بالحاسي حيث قضت جريدة «الجمهورية»بضع ساعات لاستطلاع أحوال المرضى و يومياتهم في رمضان مع رحلة العلاج الشاق و الظروف الصعبة المحيطة بهم و التي تزيد معاناتهم. اعتادت «الجمهورية» مرافقة مرضى السرطان في رمضان و في مختلف المناسبات و الأيام العادية في محاولة لنقل البعض من انشغالاتهم. و في هذا المقال نوضح أننا لسنا بصدد نقل معلومات طبية أو إدارية أو تفاصيل العلاج داخل المركز و إنما غايتنا هي التواصل فقط مع المرضى و معايشة جزء صغير من واقعهم المؤلم في محاولة إيصال رسالة أمل القلوب اليائسة و الأجساد التي انهكها الكيماوي لنقول لهم بأننا معهم من اجل إسماع صوتهم المتعب. أطفال مرضى السرطان يحملون وجعا أكبر منهم أول وجهة كانت لنا في مستشفى الأمير عبد القادر بالحاسي هي قسم علاج أورام أطفال مرضى السرطان و احتفلنا بالدردشة مع الأولياء المرافقين لقاءات أكبادهم و الذين رأيناهم أكثر تألما من المرضى أنفسهم كونهم لا يستطيعون التدخل لمنع القدر من السير في تنفيذ القضاء فهم يتعذبون لأهات أطفالهم و يخافون من الموت و بالنسبة لهم مستشفى الحاسي هو أملهم نظرا للتكفل الجيد و خبرة الأطباء هذا ما ذكرت إحدى السيدات القادمة من ضواحي ولاية مستغانم و التي رفضت في البداية التكلم عن طفلها المريض حتى لا تنفجر بالبكاء من ثقل الهم الذي تحمله و أكثر من يؤرقها هو حاجة طفلها لإجراء سكانير يكلف 15 مليون سنتيم و لا يتوفر هذا الأخير إلا في ولاية تيزي وزو ، و أمام عجزها الكبير نقف مكتوفة الأيدي تنتظر رحمة الله و أصحاب الخير و دعم جمعية أطفال مرضى السرطان. و هي ككثير من الأولياء لم تعد تستشعر طعم الحياة بعد مرض ابنها و الأيام أصبحت تتشابه السيد محمد هو الآخر يتألم لألم طفلته الصغيرة المصابة بورم على مستوى المعدة و التي تتلقى العلاج الكيماوي بالمستشفى، قال ان رمضان بالنسبة إليه فرصة للدعاء و التقرب من الله حتى تشفى طفلته، أما عن يومياته في الشهر الكريم فهو لا يفارق طفلته سوى دقائق يخرج فيها إلى بهو المركز عندما تنام، و تبسم حينما يذكر وقت الإفطار و الأجواء العائلية التي يصنعها المحسنين و الجمعيات الخيرية التي تحضر لهم أشهر الإطلاق الرمضانية. معاناة مرضى السرطان كبيرة و موجعة حقا و نلخصها ابتعاد الأولياء عن أسرهم و تشتت بعض العائلات خاصة القادمين من ولايات أخرى كبشار و النعامة و تيارت و غليزان و معسكر و غيرها من ولايات الجهة الغربية، و التقينا بأمهات مشتتات الفكر بين سرير المستشفى و منازلهم التي تركوها، و قالت إحداهن أنها لم تر أطفالها منذ شهر و انها تركت طفلتها الرضيعة عند أمها و أطفالها الثلاثة عند خالتهم من اجل مرافقة ابنها المصاب بورم في الرأس. مشقة التنقل تجعل اغلب المرضى يصلون بعد الأذان و ليس بعيد عن أطفال مرضى السرطان يعيش الكبار نفس الحياة القاسية، تجدهم يبتسمون و يتبادلون أطراف الحديث لينسوا ما بهم يواصلون التحدي و صراعهم مع الموت، يأتون من أماكن بعيدة لتلقي العلاج الكيماوي، و هذه إحدى السيدات القادمة من ولاية النعامة وصفت رحلتها بالمتعبة جدا فالألم من الجهة و الظروف المحيطة من جهة أخرى، و المتعب أنها تخرج في الساعة الرابعة من بيتها و بعد جرعة الكيماوي تعود إدراجها في نفس اليوم و سيدة أخرى من معسكر قالت أنها تتماثل للشفاء بفضل حنكة الأطباء و عنايتهم بها و هي في آخر جرعات الكيماوي، و قالت أنها تعود إلى بيتها في نفس اليوم أيضا و أحيانا تصل بعد أذان المغرب عندما تتأخر في الخروج من المستشفى. و تكلم مريض آخر من سيدي بلعباس عن مشكل النقل الذي يذهب كل ما تبقى من قواهم حيث أن سيارات الأجرة تنقلهم من أمام المستشفى إلى المحطة البرية ب 500 و 600 دج و تزيد تكلفة الحافلة و تكاليف أخرى حتى الوصول إلى البيت. و من جهة أخرى اشتكى بعض المرضى من مشكل تأخر مواعيد العلاج الإشعاعي على مستوى مستشفى الأمير عبد القادر نظرا للضغط الكبير جدا كما ان المستشفى تعمل بجهاز واحد حسبهم ما يجعل الأطباء يوجهون المرضى إلى سيدي بلعباس او تلمسان، و هو ما يرفضه المرضى المقيمين بوهران، و في نفس الوقت يخافون من تأخر العلاج و بالتالي عودة المرض.