تتواجد بعض المقابر بمختلف مناطق ولاية مستغانم في حالة يرثى لها بسبب نقص الاهتمام من طرف المسؤولين لاسيما المجالس الشعبية البلدية ما جعل العديد منها عرضة للمنحرفين الذين عاثوا فيها فسادا. حيث تعاني مقبرة سيدي معزوز بحي تيجديت العتيق بقلب مدينة مستغانم من الإهمال و الفوضى جعلها تتحول من مقبرة إلى شبه مفرغة عمومية. إذ أن المار بها بالكاد يرى القبور التي تآكلت الطرقات فيها كليا إلى جانب القاذورات المتناثرة من هنا و هناك. كما تعيث بعض الكلاب الضالة فسادا في المساحة التي تضم القبور ، ما ولد استياء الكثير من السكان الذين أبدى العديد منهم امتعاضا شديدا بسبب الوضعية الكارثية التي تشهدها معظم المقابر في الولاية ووزعت الاتهامات حول المتسبب الرئيسي في هذه الفوضى بين المواطنين والمسؤولين على حد سواء. خاصة و أن مثل هذه الأماكن مخصصة لموتى المسلمين، والتي يجب أن تحظى باهتمام السلطات البلدية لقداستها بما أنها تمثل حرمة من حرمات المسلم التي أوصى بها دينُنا الحنيف. و قال احدهم بان المجلس البلدي لا يهتم بالأحياء، فكيف له أن يعير اهتماما بالموتى؟ مشددا على ضرورة توظيف أشخاص يهتمون بنظافة المقابر ويحرصون على عدم تدنيس حرمة الميت. كما لم يغفل الدور الذي يلعبه المواطن في المحافظة على صورة المقابر في بلادنا، مشيرا أن الكثير من الأشخاص حوَّلوا المقبرة إلى مفرغة عمومية بسبب لامبالاتهم، حيث لاحظ في العديد من المرات إقدام بعض سكان الحي على رمي النفايات والقاذورات بعد أن ينتهوا من الطعام، بما أنهم حوَّلوا المقبرة إلى مكان لقضاء يوم استجمام على حد تعبيره. كما تحولت مقابر أخرى ببعض مناطق الولاية إلى أماكن للرعي، حيث يقصد الكثير من الرعاة المقابر مع قطيع من الكباش، غير آبهين بما تخلفه هذه الحيوانات من فضلات وما تسببه من فوضى وهي تدوس في كل مكان بين القبور ، ناهيك عن انتهاك بعض المنحرفين حرمة القبور وحوّلوها إلى أوكار للفساد وسط المخدرات وقارورات الخمر. و حال مقبرة سي عمار ببلدية عين بودينار جنوبمستغانم لا يختلف عن المقابر الأخرى بالولاية ، حيث تتعرض قبورها لظاهرة النبش من طرف بعض الأشخاص يستعينون بالمشعوذين من اجل البحث عن الكنز المتمثل في كيس من المال حسب زعمهم مثلما ذكره شهود من المنطقة الذين أكدوا أن بعض الأشخاص يعتقدون أن كيس من المال مدفون في هذه المقبرة يعود تاريخه إلى سنوات التسعينيات أيام العشرية السوداء و لفت احدهم أن هذا الأمر جعل المقبرة تتحول إلى حالة يرثى لها و التي لم تعرف تدخل السلطات البلدية التي بقيت حسبه تتفرج على الوضع.