صارت حديقة « خميستي العامة التي شيدت منذ عهد الاستعمار ملاذا للعائلات الراغبة في قضاء سويعات من المرح والترفيه، و فضاء واسعا أمام الأطفال لممارسة العديد من الهوايات ككرة القدم وركوب الدراجات الهوائية . ومن أجل رصد الأجواء الصيفية في هذه الحديقة ، قمنا بزيارتها أول أمس في حدود الخامسة مساء ،وفور دخولنا لفتت انتباهنا عربات صغيرة بالقرب من مدخل الحديقة لبعض الباعة ، الذين كانوا يعرضون بعض الألعاب الموجهة للصغار ، ومنهم من كان يعرض « الفوشار»، وآخر يبيع المكسّرات والحلويات عند باب الحديقة تمّ تعليق لافتة كبيرة مكتوب عليها « إن الفضاء خاص بالأطفال المرفوقين بأوليائهم». وما إن ولجنا الفضاء الطبيعي حتى شاهدنا مجموعات هنا وهناك و أفراد موزعين عبر زوايا الحديقة، يستمتعون بالسّكينة و الهواء النقي في الحديقة، وكأنها لا تتوسط المدينة نظرا للهدوء الذي يعمّ المكان، رغم أن الطريق المُحادي لهذه الحديقة تمر منه مئات السيارات و يشهد زحمة مرورية في أغلب الأوقات خاصة عند المساء صيفا، وما شدّ انتباهنا أيضا تواجد كبار السن بكثرة في حديقة « خميستي « ، حيث كشف البعض منهم أن المكان مناسب جدا لقراءة الجرائد و الكتب تحت ظلال الأشجار ، أما النسوة فقد اجتمعن حول سينية الشاي أو القهوة ، و الأطفال يجرون هنا و يلعبون هناك، فمنهم من يلعب الكرة وآخرون يركبون الدراجات و شبان يتبادلون أطراف الحديث و يتناولون المثلجات في ظل أجواء صيفية جميلة . وفي هذا الصدد تقول السيدة فاطمة:« بما أنني أقطن بحي خميستي، فأنا أعاني من ضجيج السيارات والمارة ، ما يجعلني أقوم في كل مرة بتحضير الحلويات أو « الفطيرة «، أو «المبسس» ، و أقتني عصيرا باردا أو أحضر الشاي أو القهوة، و أقصد الحديقة رفقة جاراتي أو صديقاتي وقريباتي، وفعلا ..نقضي أوقاتا رائعة بعيدا عن الضوضاء وتعب الحياة ونتبادل أطراف الحديث في جو صيفي جميل تحت ظلال الأشجار ، كما يجد أطفالنا بدورهم مساحة للعب أمام أعيننا ، أتمنى حقا أن يتم الإعتناء أكثر بهذه الحديقة لأنها متنفس هام لسكان المنطقة «.