- الملف مطروحا منذ أزيد من 35 سنة أمام صمت السلطات - 164 مليار سنتيم لحماية قلب المدينة من شبح أودية «الروينة» ، «مارسيو» و سيدي علي و رأس العين لا تزال العديد من المجمعات السكنية المتواجدة وسط مدينة وهران مهددة بخطر 4 أودية نائمة أمام صمت السلطات تتعلق بكل من وادي الروينة و وواد مارسيو و سيدي علي و كذا رأس العين التي تمتد مجاريها أسفل منطقة رأس العين و سيدي الهواري الى جانب منطقة المدينة الجديدة و بحي قرقينطة و العربي بن مهيدي و خميستي و كذا بطريق الميناء لا سيما و أن تصاعد المياه الجوفية أثر على أساسات عدة مباني خاصة القديمة منها التي ظهرت عليها عدة تشققات على غرار تلك التي تتواجد بشارع خميستي و العربي بن مهيدي و هذا رغم عمليات التفريغ التي يلجأ اليها السكان بالاعتماد على المضخات ،علما بان منسوبها يعرف ارتفاعا قياسيا مع كل موسم أمطار بسبب التدفق الكبير للمياه ، دون أن ننسى الروائح الكريهة التي تنبعث من الأقبية التي تحولت الى مستنقعات ، ناهيك عن الطرقات التي أضحت تعرف بدورها عدة تشققات بسبب هذا المشكل حسبما أوضحه بعض المختصين و حتى لجنة الري بالمجلس الشعبي الولائي التي أكدت بان جل التدخلات التي قامت بها مصالح البلدية للقضاء على الحفر و تزفيتها سرعان ما تتآكل وتعود الى وضعها الاول من جديد بسبب المياه الجوفية ، منوهين الى ان هذا الانشغال سبق و أن رفعته لجنة التعمير على مستوى بلدية وهران منذ أزيد من 35 سنة بغية تجديد الشبكات القديمة المهترئة و المسدودة التي تعود الى الحقبة الاستعمارية لحماية قلب مدينة وهران من الخطر الا ان الوضع بقي على حاله و لم تمس عملية الصيانة الا بضعة أماكن فقط . انزلاقات أرضية بالطرقات الرئيسية بسبب المياه و تجدر الاشارة الى أن شارع «محمد خميستي» كان و يظل من أكبر الشوارع المتضررة من هذه الظاهرة ، حيث سبق و ان سجلت به عدة انزلاقات أرضية إلى جانب الجهة المحاذية للقنصلية الفرنسية منذ سنوات و التي تطلبت آنذاك تدخلا استعجاليا تم على ضوئه اعادة مسار المياه الجوفية بالشارع لتظل باقي المناطق المجاورة عرضة للخطر ، يأتي هذا دون ان ننسى التذكير أيضا بوادي الروينة القادم من منطقة سيدي البشير» البلاطو» و الذي تسبب في إغراق أقبية بنك البدر وبالضبط مصلحة رهن الذهب طيلة 5 سنوات كاملة في مياه بعلو 4 أمتار حيث تضررت الاساسات بالكامل ، الأمر الذي استلزم من الهيئات المعنية إعادة فتح مسارات الوادي وكذا إعادة ترميم بعض القنوات الضخمة لمسار مياه الأمطار التي تضررت هي الأخرى بفعل مشروع البناية التجارية بموقع قرقينطا «ساحة خنق النطاح التاريخية» . علما بأن حتى البنايات المتواجدة بحي المدينة الجديدة و كذا بشارع الاخوات بن سليمان بوسط المدينة و «رافان بلون « وواجهة البحر تبقى مهددة بشبح هذه الأودية في حال لم يفعل المشروع الذي انجزت دراسته منذ أزيد من 13 سنة والتي كشفت حجم التضرر الذي طال القنوات و التي تستدعي تدخل استعجالي لإعادة الاعتبار لها ، مع الاشارة الى أن هذا الملف الخاص باعادة الاعتبار للقنوات بقي عالقا على مستوى الوزارة الوصية و لا زالت ولاية وهران بانتظار الحصول على الدعم المالي لتجسيد هذا المشروع القطاعي الذي يكلف غلاف مالي يقدر ب 164 مليار سنتيم حسب الدراسة لحماية وسط المدينة من الانزلاقات و تأثيرات المياه الجوفية خاصة و ان علمنا بأن 30 بالمائة من القنوات العملاقة مهترئة و تتطلب الصيانة و التجديد للحفاظ على المنشآت التي تتواجد فوقها . و في هذا الصدد نشير الى لجنة الفلاحة والري بالمجلس الشعبي الولائي قامت باعادة فتح هذا الملف الهام الذي بقي متعثرا لسنوات حيث من المنتظر أن يتم رفعه من جديد الى والي وهران خلال فعاليات الدورة العادية الثالثة للمجلس الشعبي الولائي المزمع عقدها بداية شهر أكتوبر القادم من خلال عرض حجم أضرار القنوات العملاقة و تأثر البنايات القديمة و الطرقات بالمياه الجوفية من أجل التدخل لدى الوزارة الوصية لتحريك هذا المشروع لحماية قلب مدينة وهران من شبح الوديان الأربعة .