اعتبر الدكتور يزلي عمار أستاذ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران 2 " بروز العصابات بالأحياء الشعبية والتجمعات السكنية الجديدة ظاهرة عالمية وليست محلية فقط، سببها يعود أساسا إلى الفوارق الطبقية التي نشأت من جراء الهوة التي تكبر كل يوم بفعل تطور الثروة وانحصارها في أقلية بينما الأغلبية تعيش صعوبة في إيجاد حتى وظيفة أو عمل بسبب النمو الديمغرافي وانحصار العمل البشري بفعل دخول الآلة أو الروبو التي أفقدت كثيرا من مناصب الشغل والعمل وهي حتمية اقتصادية في المجتمع الرأسمالي. بيد أن أن هناك أساب فرعية تتفرع عن هذا المشكل الأساس. و أكد نفس المتحدث أن الأحياء المهمشة أو الهشة التي عادة ما نجد فيها نموا ديمغرافيا قويا وسريعا، مع هشاشة السكن وضيقه، وقلة توفر مناصب العمل لهؤلاء الساكنة،عامل يدفع نحو رسوب مدرسي سريع بفعل قلة الدخل أو انعدامه، مما يعني خروج التلميذ مبكرا من المدرسة إما مطرودا أو هاربا باحثا عن شغل ولو هامشي لكسب مصروف يومي يكفيه للباسه وأكله ومظهره الخارجي خاصة لأنه يريد ان يظهر بمظهر من يملك، مع أنه لا يملك. هذا التناقض يدفعه إلى السرقة إن لم يجد عملا سهلا ودخلا كبيرا، إذ لا يكتفي الشاب الذي سيكبر على هذا السلوك، بعمل متعب وبمدخول قليل لا يلبي حاجته ليظهر بمظهر الميسور الحال، فيلجأ إما إلا السرقة أو انتحال الشخصية أو التزوير أو الإجرام أحيانا بغاية السرقة أو الانتقام ممن بلغ عنه أو من لم يسمح له بأن يكون مثل "الآخرين" في اعتقاده حتى ولو كانا والداه. ولأن الفرد لا يمكن أن يعيش بمفرده، فعليه أن يستعين ويتعاضد مع عناصر مثله، فيشكلوا عصابة أو زمرة لها هوية معينة تتقاسم نفس الظروف وإن كانت الفردانية تطغى عليها، فكل فرد هو فرد مفرد في جماعة مصلحية تبحث عن الاستغناء بسرعة عبر كل الوسائل غير المشروعة والممنوعة قانونا.