السويقة ، بحي تيجديت العتيق تنزع ثوبها الشاحب وتلبس حلة جديدة زاهية ألوانها ، فبعد ساحة الشهداء "بالسويقة الفوقانية" التي عرفت خلال الأسابيع القليلة الماضية حملة نظافة كبيرة ، حيث تم طلاء جدرانها وأرصفتها باللونين الأزرق والأبيض ، جاء الدور على الشارع رقم 23 المليء بالقصص التاريخية التي سجلها بها مجاهدونا خلال الثورة التحريرية ، لذا اختار هؤلاء الشباب المتطوعون تزيينه بالطلاء الزاهي ومزهريات الأزهار التي زادت الشارع العتيق رونقا و جمالا ، بعد أيام قرر هؤلاء الشباب المتطوعين طلاء الشارع رقم 16 ، العملية كالعادة انطلقت باكرا ، حيث حضر المتطوعون وكلهم أمل في تغيير صورة هذا الحي عن ما كان عليه من قبل ، ما يجب أن يقال أن هذه العملية الجريئة التي تتطلب تجنيد عدد كبير من المتطوعين و أدوات العمل كعلب الطلاء ، الفرشات ، الإسمنت ، الجير لم تكن لتنجح لولا تفهم المواطنين و المتطوعين ومحبي هذا الحي العتيق الذين منحوهم معظم الوسائل التي يحتاجونها لكنها تبقى محدودة جدا وستجهض العملية التطوعية في حال لم يتحرك المسؤولون المحليون وفي مقدمتهم منتخبو البلدية والولاية الذين لا يزالون إلى حد الساعة بعيدين عن هذه الحملة التطوعية التي ستعيد الوجه الجمالي لهذا الحي وتدفع به إلى مصاف الأحياء السياحية الجميلة كتلك التي توجد بالكثير من بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط على غرار حي شفشاوين المغربية و أنافي اليونانية و منوبة التونسية .جريدة الجمهورية زارت حي تيجديت وعادت بهذا الحوار مع معمر بلقاسم المسؤول على هذه العملية. بن عاشور معمر بلقاسم صاحب فكرة تزيين حي تيجديت - كيف جاءت فكرة تزيين حي تيجديت ؟ ^ بداية ، حي تيجديت هو حي عتيق ، تاريخي وبحاجة إلى رعاية من الجميع سلطات مدنية كانت أو مجتمع مدني ومنتخبين ، الفكرة برزت عندما بعث لي أحد الأصدقاء صورة عن مدينة "شيفشاوين المغربية" والتي باتت تعرف اليوم بالمدينة الزرقاء ، هذه المدينة شبيهة إلى حد ما بحي تيجديت ، هذا ما دفع بنا إلى اختيار هذا الحي لتزيينه بالطلاء وتجميله بالورود . - وعن مواد الطلاء وأدوات العمل ؟ ^ كل أدوات العمل والطلاء والمستلزمات الخاصة في هذه العملية من مالنا الخاص جمعناه من المتطوعين ، بعدما قطعنا على أنفسنا القيام بهذه العملية التزيينية الجريئة ، لكن مع مرور الوقت اتضح أن إرادة المتطوعين وحدها غير كافية لو لم تتبعها مساعدة السلطات المحلية وأعني بالخصوص بلدية مستغانم ، إن وجدنا يد المساعدة سنغطي إنشاء الله كل حي تيجديت بعد الخروج من حجر وباء كورونا . - هل زاركم المنتخبون وهل قدموا لكم يد المساعدة ؟ ^ إلى حد الساعة لم نتلق أي مساعدة ، أكثر من هذا لم يزرنا أحد وهذا بالرغم من الرسالة التي بعثناها عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى المنتخبين خاصة ، لأنهم مسؤولون على هذه المدينة التي انتخبتهم . نحن اليوم بحاجة ماسة إلى علب من الطلاء ، الفرشات ، أنابيب الطلاء ، السلالم الطويلة ... كما نوجه نداء إلى المحسنين خاصة أصحاب المشتلات لمدنا بالورود والحدادين بالمزهريات . - ما الذي أنجزتموه بحي تيجديت إلى اللحظة ؟ ^ إلى اللحظة زينا ساحة الشهداء احتراما وتكريما لما قدموه لهذا البلد ، ثم دخلنا إلى الشوارع الضيقة ، البداية كانت مع الشارع 23 واليوم زينا الشارع 16 ، لعلمكم هذه الشوارع تمتد على عشرات الأمتار ، بعدما زينا هذا الشارع سنأخذ قسطا من الراحة ثم نبرمج شارع آخر لتزيينه وهذا بعد مشاورة قاطني الشارع المقصود الذين سيساهمون حتما في تمويل العملية وتقديم يد العون بالمتطوعين . - ماذا بعد تزيين حي تيجديت ؟ ^ بعد حي تيجديت العتيق ، آمل أن ندخل في عملية تطوعية خاصة بترميم وتنظيف منطقة "لالا مريمة" بأعالي بلدية مزغران وهذا طبعا بعدما قمنا في السابق بتنظيف الغابة والمقبرة وتزيين الشارع الرئيسي لهذه البلدية .في الأخير طبعا أرجو من رئيس بلدية مستغانم وكذا مديرة السياحة الوقوف إلى جانبنا ، كما نطلب من كل الذين لهم غيرة على هذه المدينة تقديم لنا يد المساعدة ، هذه مدينتهم ولهم مسؤولية معنوية للاعتناء بها . فإن مدينة "شيفشاوين" المغربية اليوم مشهورة عبر العالم بعدما كانت مهجورة ولا يزورها أحد ، لنعتبر إذا أردنا تطوير السياحة في بلادنا ، و نحن متطوعون ولسنا مستثمرون ولا مقاولون . أرجوا أن يتدخل والي ولاية مستغانم و يصلح طرقات هذه الأزقة حتى تكون عملية التزيين كاملة . و للتذكير فإن مدينة شفشاوين تقع في منطقة الريف المغربية على علو 600 م ، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي "الإنستغرام" خرجت من العدم و تعرف عليها السياح الأجانب وكذا المغاربة وأصبحت من بين المدن المشهورة في العالم التي يطلق عليها شعار " place to be " " المكان الذي يجب أن نكون " ، كونها أبهرت بجمال أزقتها الضيقة وجدرانها المطلية باللونين الأزرق والأبيض وكذا بمزهرياتها المعلقة الحاملة لمختلف أنواع الأزهار كل الزوار ، هذه المدينة التي تغير وجهها جذريا و نالت شهرة كبيرة .