- دعوة الأولياء إلى ملء فراغ أبنائهم و عدم تركهم لذواتهم يؤكد الأخصائي النفساني السعيد بلحيمر أن بقاء الطفل في المنزل في إطار تطبيق إجراءات الحجر الصحي له تداعيات سلبية على عقله وجسمه و خاصة على الحالة النفسية إذ تظهر عليه اضطرابات نفسية لافتة تجعله يحس وأن حقوقه الأولية قد مست وكأنه معاقب. ذلك أنه في حاجة ماسة الى فضاء واسع للعب والمرح والتفاعل مع الغير والتعبير عن مشاعره وخواطره وآماله وأحلامه . فهو لا يملك المناعة لصغر سنه ولا يستطيع التفكير مثل الكبار حتى يجد مبررا لتفشي هذه الجائحة فيصبر و يقاوم و يتحدى . و عند عودته للدراسة سيحتاج إلى فترة زمنية لاسترجع قدراته و استعادة توازنه بصفة تدريجية وهكذا يلحظ عليه المعلم والأستاذ في القسم إما إفراطا في الحركة ( تحركات كثيرة غير مبررة وغريبة أحيانا) أو تفريطا في الحركة (انعزال وعقل شارد) نتيجة التقييد الذي فرض علية جراء الحجر الصحي, وحتى التركيز واستيعاب الدروس والمردود .كلها أشياء ستضعف لديه والسلطات هنا تجاوبت مع هذا الوضع النفسي عندما ألغت -مثلا- امتحان شهادة التعليم المتوسط عند النظاميين وأبقت عليه عند المترشحين الأحرار و اعتمدت في الانتقال على معدلي الفصلين الأول والثاني . و في المنزل يتوجب على الأولياء حسن استثمار الوقت لفائدة أبنائهم من خلال تحفيزهم على المطالعة والتحاور معهم و مطالعة القصص واستعمال الانترنت بطريقة عقلانية وتخصيص حيز من الوقت لممارسة الرياضة معهم حسب سعة المكان حتى لا ينتابهم الملل والقلق فيلجؤون إلى الأكل من أجل الأكل بدون وعي فيكونون بذلك عرضة للسمنة وهي ظاهرة غير صحية. والواجب على الأولياء والسلطات و وسائل الإعلام خاصة المرئية منها عدم التهويل والترويج ...بل يستوجب التعايش مع هذه الجائحة بطريقة حكيمة وألا يترك الطفل لذاته . ولكوننا مسلمين علينا أن نزرع الأمل في نفوس أطفالنا بالعودة إلى الله عز وجل وتقوية علاقتنا به فهو القادر على كل شيء نتضرع إليه في أن يزيل علينا هذا الوباء وهذا البلاء وهي في حد ذاتها مناعة لأنفسنا.