إعدامات ميدانية وسط اعتداءات واسعة الضفّة تنزف! استشهد ثلاثة شبان فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال الإرهابي الصهيوني مناطق متفرقة في الضفّة الغربية ومحاصرتها منزلين في جنين وبلدة قباطية القريبة منها فيما تواصل قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي اقتحام مدينة طوباس شمالي الضفّة الغربية المحتلة وثلاث بلدات ومخيم الفارعة القريب وسط مداهمات واسعة واعتقالات وإصابات وعلى مدار عامين من حرب الإبادة على غزّة منذ السابع من أكتوبر 2023 وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم على مدن الضفّة الغربية وقراها ما أدى إلى استشهاد أكثر من 1083 فلسطينياً وإصابة نحو 11 ألفاً إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفاً و500 شخص وفق مصادر رسمية فلسطينية. ق.د/ وكالات أعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية أنها أبلغت وزارةَ الصحة الفلسطينية باستشهاد الشاب المنتصر بالله محمود قاسم عبد الله (26 عاماً) والشاب يوسف علي يوسف عصاعصة (37 عاماً) برصاص قوات الاحتلال في منطقة جبل أبو ظهير بمدينة جنين واحتجاز جثمانيهما. وبحسب مصادر محلية حاصرت قوات الاحتلال منزلاً في حي جبل أبو ظهير وسط انتشار عسكري مكثف وإطلاق نار من الطائرات المروحية باتجاه المنزل المحاصر. وأكدت المصادر أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي على الشابين رغم تسليمهما نفسيهما في عملية إعدام ميداني. في السياق زعم جيش الاحتلال في بيان أنه يجري تحقيقاً ميدانياً في ظروف الحادث وسيُحوَّل لفحص الجهات المختصة . وذكر في بيانه أن قوات الاحتلال طوقت المبنى الذي كان داخله الشابان عدة ساعات مضيفاً أنه مع تفعيل آلية هندسية خرجا من المبنى . وأشار إلى أنه بعد خروجهما أُطلقت النار نحوهما. وفي بلدة قباطية جنوب جنين شمالي الضفّة استشهد شاب برصاص جيش الاحتلال خلال اقتحامه البلدة. من جهة أخرى أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنّ طواقمه تعاملت مع إصابتين لطفلين بالرصاص الحي في الفخذ داخل مخيم جنين وجرى نقلهما إلى المستشفى كما قدمت الطواقم الإسعافات لشاب يبلغ من العمر 23 عاماً بعد تعرضه لاعتداء بالضرب في جنين قبل نقله لتلقي العلاج. كما أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة ميثلون جنوب جنين شمالي الضفّة الغربية مساء الخميس وانتشرت في شوارعها. وقال جيش الاحتلال في بيان بعد ظهر ا الخميس إنه قام بتمشيط عدد كبير من المباني واستجواب عشرات الفلسطينيين ومصادرة أموال بقيمة عشرات آلاف الشيكلات في إطار العدوان الذي بدأه على شمال الضفّة الغربية المحتلة مضيفاً أن قوات الأمن (أي الاحتلال) مستمرة في العمل في عدة قرى في نفس الوقت في إطار عملية الحجارة الخمس . وأوضح أن قوات الجيش من ألوية ميناشيه والسامرة والكوماندوز باشرت خلال ال24 ساعة الأخيرة بعملية (الحجارة الخمسة) على مستوى الفرقة لمكافحة الإرهاب في عدة قرى شمال السامرة وذلك بالتعاون مع جهاز الشاباك وحرس الحدود . وبحسب بيان جيش الاحتلال: خلال أول 24 ساعة من العملية قامت قوات الأمن بتمشيط أكثر من 220 مبنى واستجواب العشرات من المشبوهين في الميدان كما قبضت على عدد من المطلوبين . وزعم جيش الاحتلال العثور على وسائل قتالية وقيام القوات بتدمير أماكن يستعملها المسلّحون وصادرت عشرات آلاف الشيكلات التي كانت مخصصة لأهداف إرهابية . وقال الجيش إن مروحيات قتالية تابعة لسلاح الجو قدمت إسناداً لقوات الكوماندوز في جنين. ويزعم الجيش أن جزءاً من القرى التي تعمل فيها قواته سبق أن أنطلق منها منفذو عمليات ضد مواطني دولة الاحتلال وقوات الأمن خلال العام الأخير . وذكر البيان أنه سيتم توسيع العملية حسب الضرورة . وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء أالأربعاء استشهاد الشاب أسامة ياسر محمد كميل (20 عاماً) برصاص الاحتلال خلال اقتحام بلدة قباطية. وبدوره أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع إصابتين نتيجة الاعتداء بالضرب على شاب ورجل خلال الاقتحام الذي جرى في بلدة قباطية حيث نُقلا إلى المستشفى. وشيع الفلسطينيون ظهر الخميس جثمان الشهيد كميل في قباطية. وانطلق موكب التشييع من المركز الطبي في بلدة قباطية إلى منزل الشهيد كميل لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة ثم حمل المشاركون جثمانه على الأكتاف وجابوا به شوارع البلدة وأدوا صلاة الجنازة قبل أن يوارى الثرى في مقبرة البلدة. تزامناً أفاد ضابط الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني حسان فقها بأنّ قوات الاحتلال تواصل منذ فجر الأربعاء ولليوم الثاني على التوالي اقتحام مدينة طوباس إضافة إلى بلدات طمون وتياسير وعقابا ومخيم الفارعة في محافظة طوباس. وأوضح فقها أن طواقم الإسعاف تعاملت خلال الاقتحام مع إصابة 15 فلسطينياً من جراء الاعتداء عليهم بالضرب إضافة إلى نقل مرضى إلى المستشفيات لتلقي العلاج. ووفق مصادر محلية فإنّ قوات الاحتلال تنفذ عمليات مداهمة وتفتيش للمنازل وتحقيقات ميدانية واعتقالات طاولت حتى الآن نحو 70 فلسطينياً إلى جانب تحويل عدد من المنازل إلى ثكنات عسكرية. إلى ذلك أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال نفذت حملات اعتقال ومداهمات في عدة مناطق من الضفّة الغربية المحتلة أدت إلى اعتقال عدد من الفلسطينيين. وفي سياق آخر هدمت قوات الاحتلال غرفة زراعية وجرفت أراضي جنوب مدينة الخليل جنوبي الضفّة كذلك اقتلعت 100 شجرة زيتون في قرية الجانية غرب رام الله وسط الضفّة وأشجار زيتون أخرى في قرية كفر مالك شمال شرق رام الله بينما اقتحم مستوطنون قرية المغير شرق رام الله من دون أن يبلغ عن وقوع اعتداءات. وفي شمال الضفّة اقتحم مستوطنون المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال غرب نابلس بحماية مشددة من جنود الاحتلال بينما أصيب ثلاثة فلسطينيين في أراضي بلدة بيت ليد شرق طولكرم بعد اعتداء مستوطنين بالعصي على المزارعين أثناء قطف الزيتون ونُقل المصابون إلى مستشفى رفيديا في نابلس لتلقي العلاج بعد تدخل الأهالي. *اقتحام للأقصى في شأن آخر اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى في القدسالمحتلة بحماية قوات الاحتلال ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته. وفي سياق آخر أفاد المشرف العام لمنظمة البيدر الحقوقية حسن مليحات بأنّ مجموعات من المستوطنين شرعت صباح الخميس في إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة جماعين جنوب نابلس حيث وضعوا منشآت أولية وبدأوا بتسييج أجزاء من الأرض لتوسيع السيطرة الاستيطانية. وأشار مليحات إلى شروع المستوطنين بخطوة مماثلة في أراضي الفلسطينيين في منطقة بطن الحلاوة شمال بلدة سنجل شمال رام الله من خلال إنزال كرفان وإقامة ملحقات لتثبيت وجود البؤرة بشكل مؤقت. إضافة إلى ذلك نفذت مجموعات مستوطنين الخميس أعمال عربدة واستفزاز داخل أراضي الفلسطينيين في بلدة دير دبوان شرق رام الله. وفي السياق ذاته اكتشف مصلّون عصر الخميس إقدام مستوطنين على إحراق أجزاء من مصلى النساء في مسجد الفلاح بمنطقة أبو زعين شمال بلدة بديا غرب سلفيت شمالي الضفّة الغربية. وأفاد الناشط في مقاومة الاستيطان نظمي السلمان بأنّ المصلين لاحظوا عصر الخميس آثار الحريق داخل مصلى النساء مشيراً إلى أن مراجعة كاميرات المراقبة أظهرت أن مستوطنين هاجموا المصلى فجر الثلاثاء وأشعلوا النار داخله ما أدى إلى احتراق بعض محتوياته قبل أن تنطفئ النيران لاحقاً لعدم امتدادها. *الأونروا: الاحتلال حوّل مخيمات شمال الضفّة إلى مدن أشباح من جهتها حذّرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من استمرار الدمار الواسع في شمالي الضفّة الغربية مؤكدة أن العمليات العسكرية المتواصلة منذ جانفي الماضي أفرغت بالكامل مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس وتسببت في تهجير قسري لأكثر من 32 ألف فلسطيني. وقال مدير شؤون الأونروا في الضفّة الغربية رولاند فريدريك إن الدمار مستمر بلا هوادة بعد أكثر من 10 أشهر على عملية الجدار الحديدي مشيرا إلى أن المخيمات الثلاث تحولت إلى مدن أشباح بعد أن كانت نابضة بالحياة . وأضاف فريدريك أن جيش الاحتلال لا يزال يصدر أوامر هدم جديدة بذريعة الأغراض العسكرية من بينها أمر حديث يشمل هدم 12 مبنى بالكامل و11 مبنى جزئيا في مخيم جنين. كما أشار إلى أن شهري مارس وجوان الماضيين شهدا أوامر هدم جماعية طالت أكثر من 190 مبنى في مخيم جنين إضافة إلى تفجير 20 مبنى خلال فيفري الماضي. وأكد المسؤول الأممي أن هذا التدمير الممنهج يتعارض مع القانون الدولي ويؤدي إلى تعزيز السيطرة بعيدة المدى لجيش الاحتلال على المخيمات مشددا على أن هذه المناطق بحاجة إلى إعادة بناء لا إلى مزيد من التدمير وأنه يجب السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم. *دول أوروبية تحث الاحتلال على وقف عنف المستوطنين في الضفّة الى ذلك دانت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا بشدة الزيادة الكبيرة في عنف المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين ودعت الاحتلال الصهيوني إلى حماية سكان الضفّة الغربية التي تحتلها منذ عام 1967. وأكد وزراء خارجية الدول الأربع في بيان مشترك أن هذه الهجمات يجب أن تتوقف. إنها تزرع الرعب بين المدنيين وتقوض الجهود المبذولة حاليا لإحلال السلام. كما رحب الوزراء ب المعارضة الواضحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضم الضفّة الغربية وأكدوا مجددا معارضتهم لأي شكل من أشكال الضم سواء كان جزئيا أو كليا أو بحكم الأمر الواقع وكذلك للتدابير الاستيطانية التي تنتهك القانون الدولي . وفي وقت سابق قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أكتوبر 2025 شهد أعلى عدد شهري لهجمات المستوطنين منذ بدء توثيقها عام 2006 إذ تجاوز عددها 260 هجمة أسفرت عن ضحايا وأضرار بممتلكات الفلسطينيين بمتوسط ثمانية حوادث يومياً وأوضح أن عنف المستوطنين خلال موسم قطف الزيتون الحالي بلغ أعلى مستوى في السنوات الأخيرة مع تسجيل نحو 150 هجمة أسفرت عن إصابة أكثر من 140 فلسطينياً وإتلاف أكثر من 4200 شجرة في 77 قرية