إن الجزائر اليوم مقبلة على مرحلة جديدة في تاريخها السياسي والاجتماعي والاقتصادي و هي على أبواب تنظيم استفتاء شعبي على شروع تعديل الدستور بكل ما يحمله ذلك من تحولات وتغيرات على مختلف الأصعدة فبلادنا تطرق باب مرحلة جديدة من التسيير السياسي والاقتصادي يرتكز على الديمقراطية التشاركية و الحرب المعلنة على الفساد على كل المستويات و في جميع المجالات من أجل ترسيخ أسس ديمقراطية جديدة يلعب فيها المواطن والمجتمع المدني دورا مهما ومؤثرا ،و تبرز من خلالها ملامح الجزائر الجديدة المتميزة بالشفافية في التسيير والقضاء على ممارسات وبؤر الفساد أينما كانت و هي جزائر تبنى بسواعد أبنائها المخلصين الذين ستكون لهم أدوار فعالة ومؤثرة في الاقتصاد والسياسة و غيرها ما دامت هذه المراجعة والتعديلات في بعض مواد الدستور قد أتت بعد أن عاشت بلادنا تجربة رائدة للممارسة الديمقراطية وهي الحراك الشعبي الذي رفع مطالب الشعب والمواطنين إلى من يهمه الأمر ،و حمل غلى الشارع كمنبر للتعبير عن المطالب المشروعة و التنديد بالفساد بكل أشكاله ،و هكذا فالمواطن الجزائري اليوم يستعد للتعبير عن رأيه في مشروع تعديلات الدستور ،و الإدلاء بصوته في استفتاء أول نوفمبر الذي سيكون دون أدنى شك مرحلة حاسمة ومفصلية للجزائر ومواطنيها لتكون الانطلاقة الحقيقية في بناء جسر تواصل بين المواطنين ومؤسسات الدولة تحترم فيه إرادة الشعب السيد و قراره الحر و تتجسد على أرض الواقع ديمقراطية تشاركية تشاورية لا استبداد فيها لسلطات الدولة المختلقة على حساب المواطن ،بل إنها تحفظ حقوق الشعب السيد و سلطته ليقوم كل فرد بواجبه ويتمتع بحقوقه كاملة في جزائر تحارب الفساد وتثور على الممارسات غير السوية للمسئولين و كل من يشغلون دوائر القرار فجزائر العام 2020 التي شهدت بكل فخر حراكا شعبيا سلمي بكل المقاييس تقترب من قطع خطوة سياسية هامة اكتسبت قوتها من ذلك الحراك الشعبي الذي أعاد التوازن إلى العلاقة بين الدولة ممثلة في كل مؤسساتها من جهة و المواطنين الذين برهنوا على وعي كبير و رفعوا تحديا كبيرا بقيادتهم لحراك طويل النفس محدد الأهداف والمبادئ وصل اليوم إلى مرحلة سياسية هامة هي الاستفتاء الشعبي على مشروع تعديل الدستور هي لا محالة بداية لميلاد جزائر جديدة تلتحم وتلتقي فيها أهداف الدولة التنموية والسياسية بمطالب وطموحات وتطلعات الشعب الذي يتولى مهمة إعادة بناء وطنه على أسس واضحة و شفافة لا أثر و لا مكان فيها للفساد والمفسدين .