يعتبر مرض السيدا –أي فقدان المناعة المكتسبة الذي يحتفل به العالم كل عام يوم أول ديسمبر باليوم العالمي لمكافحة فيروس السيدا ، من الأمراض الخطيرة و الأوبئة التي عانى منها العالم كثيرا منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي حيث ظل فيروس السيدا يؤرق الأطباء و الباحثين و الناس وصنع الحدث وبقي لسنوات كثيرة حديث الخاص والعام من الناس عبر العالم ،و موضوع تجارب بحث متواصلة عن دواء له يحمي البشرية من آثاره المدمرة وهي الموت المحقق في آخر المطاف ،وإن كانت طرق انتقال العدوى بالفيروس معروفة لدى الجميع و تخص فئات معينة من المجتمع،فإن الدم الملوث بفيروس السيدا قد تسبب في حالات إصابة كثيرة جدا طالت حتى الرضع و عليه فإن معاناة العالم مع الإيدز ا تتواصل وإن تم التوصل إلى مسكنات للمرض تخفف من المعاناة لكن لا تقضي على المرض نهائيا ،و من منا لا يتذكر كيف كانت الإصابة بالفيروس مقلقة ومحزنة، و كم كانت حياة المصابين به صعبة طبيا واجتماعيا بسبب عزل المريض كليا تفاديا لانتقال العدوى هذا فضلا عن نظرة المجتمع للمصابين و تهميشه لهم وكذا عدم وجود علاج شافي و وافي ، وقد كان مرض السيدا فعلا لعنة تعصف بحياة المصاب والمحيطين به على حد سواء ،و تقلبها رأسا على عقب ،و إن كثر الحديث في عقود ماضية عن العلاقات و الممارسات الجنسية كسبب مهم ومصدر لانتقال العدوى ،فإن الحل الوحيد والوقاية الفعالة هي تجنب كل تلك المسببات للمحافظة على سلامة المجتمع و عدم تفشي الفيروس من جديد ، خاصة في الظرف الصحي الراهن المتمثل في جائحة كورونا التي عصفت بالعالم كله منذ قرابة العام و فرضت قوانينها وبروتوكولها الصحي من وقاية وحجر و إغلاق و تعطيل لكل النشاطات فالوضع جد حساس و حرج ،كيف لا و العالم يواجه كوفيد 19 الذي يصيب الجميع و يزهق العديد من الأرواح يوميا ويرفع حصيلة المصابين الجدد بأعداد رهيبة و هو ما يجعل الوقاية مضاعفة لحماية صحة المواطنين و تجنيب المجتمع الإصابة بالمزيد من الأوبئة التي لا تزال دون علاج ناجع وفعال فالحذر ثم الحذر هو المطلوب في هذا الوقت لتعافي الناس من كورونا وما جاورها من فيروسات و أمراض .