تعرف العلاقات بين الجزائروايطاليا ديناميكية وحركية كبيرتين، خصوصا في شقيها الأمني والتي تدخل ضمن المساعي الدولية الرامية لحل الأزمة الليبية وتنسيق الجهود لوضع حد للصراع الدائر بين الفرقاء وكذا تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين والعمل على توسيع المباحاثات حول سبل التعاون الاقتصادي وكذا مسائل دولية وإقليمية، على غرار قضيتي الصحراء الغربية، وكذا الوضع السياسي في مالي. كما، أن المتمعّن في العلاقات الجزائرية الايطالية، أن هناك تطابق في الرؤى بين الجزائروإيطاليا فيما يتعلق بالملف الليبي حيث يؤكد الطرفان على ضرورة أن يكون الحل ليبيا ويرفضان التدخل الأجنبي، كما يساند البلدان تغليب لغة الحوار ووضع حد للصراع المسلح بين الفرقاء في ليبيا ويدفعان باتجاه إيجاد الظروف المواتية لإعادة طرفي الصراع إلى طاولة الحوار. اقتصاديا، تعرف العلاقات الاقتصادية بين الجزائروايطاليا ديناميكية متزايدة مع تسجيل مبادلات تجارية هامة لكنها بحاجة لتنويع الشراكات المختلفة في القطاعات المنتجة. ليبقى قطاع الطاقة مهيمنا على العلاقات الاقتصادية الجزائرية- الايطالية و الذي أصبحت بفضله إيطاليا منذ عدة سنوات على رأس قائمة زبائن الجزائر. وبلغة الأرقام، بلغت صادرات الجزائر نحو ايطاليا والتي تتكون أساسا من المحروقات 5,55 مليار دولار سنة 2017 أي بارتفاع 6.4 بالمائة مقارنة ب 2016. وخلال الأشهر الثمانية الأولى من 2018 احتلت ايطاليا المرتبة الأولى بين زبائن الجزائر بصادرات بلغت 4.43 مليار دولار أي بارتفاع 3.8 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من 2017. ويرى، المحلل الاقتصادي عبد الرحمن عية، في تصريح سابق له، أن ايطاليا تمتلك استثمارات ضخمة في الجزائر في مجال النفط والغاز، لافتا، إلى ضرورة جلب التجربة الإيطالية في مجال الصناعة الوسيطة لأنها خالقة للثروة. كما، تعد ايطاليا واحدة من أهم وجهات الغاز الطبيعي الجزائري بفضل أنبوب الغاز «ترانس-ميديتيرانيان» الذي يسمى أيضا أنبوب الغاز «انريكو ماتاي» وهو ثمرة شراكة وقعت سنة 1977 بين المجمع الوطني للمحروقات سوناطراك والشركة الطاقوية الايطالية «إيني». وأمام هيمنة قطاع المحروقات على العلاقات الاقتصادية مع ايطاليا، تعكف الجزائر حاليا على إمكانية تنويع الشراكة مع هذا الشريك الأوروبي,من خلال بعث الآلة الإنتاجية الوطنية. كما أن ايطاليا مدعوة الى الاستفادة من المكانة المميزة لمنتجاتها في السوق الجزائرية من اجل تعزيز استثماراتها بالجزائر خارج المحروقات حيث تسعى الجزائر الى التقليص من فاتورة الاستيراد بمنح الأولوية للمنتوج الوطني. مصالح مشتركة وستكون قضايا الساعة في القارة السمراء، على طاولة الحوار بين وزير الخاريجة الجزائري، صابري بوقادوم ونظيره الايطالي الذي حلّ في الجزائر في زيارة عمل، وبدرجة أولى كل من ملفي ليبيا والصحراء الغربية ضمن مباحثات الطرفين، حيث سبق زيارة وزير خارجية إيطاليا لقاء افتراضي الأربعاء الماضي، جمع بين النائب البرلماني المكلف بالنشاط الخارجي، أحمد بوراف، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والأوروبية بغرفة النواب الإيطالية، يارو فاسينو، الذي أكد أهمية دور الجزائر في بناء السلم والأمن في شمال إفريقيا والساحل، داعيا الأممالمتحدة إلى أداء مهامها في الصحراء الغربية كما تقره اللوائح الأممية. اتجاه واحد يتمثل في تنسيق الجهود لدعم الحل السياسي والحوار الشامل بين الأطراف الليبية في ظل احترام الوحدة والسيادة والسلامة الترابية لليبيا، وأن تكون حلول الأزمة نابعة من الليبيين أنفسهم بعيدا عن أي تدخل أجنبي.