ليس من باب الغرابة أن يتقلص عدد المتقدمين للترشح لرئاسيات 17 أفريل 2014 إلى 12 شخصية فقط، بعد أن فاق عدد ساحبي الملفات 120 مترشحا .. وهو الرقم الخيالي الذي أثار الكثير من الجدل بخصوص شروط الترشح المعتمدة في القانون الجزائري .. كان متوقعا أن يُختزل عدد الحالمين بالوصول إلى كرسي قصر المرادية ، في أول تصفية روتينية أمام المجلس الدستوري، والرقم الباقي مرشح لا محالة للانخفاض يوم يفصل المجلس الدستوري في صحة الملفات المودعة على مستواه بعد 10 أيام .. يحق لجميع الجزائريين أن يطمحوا في الارتقاء إلى مناصب معينة والظفر بمراتب أفضل وأرقى .. لكن بعقلانية ومنطق، فباحترامنا لجميع من أقدموا على سحب استمارات الاكتتاب للترشح للرئاسيات ، لم يكن من المعقول أن يفعل ذلك خضار أو تاجر أو سائق سيارة اسعاف .. إلا إذا كانت لهم بسطةُ في العلم والجاه والسلطة,.. ولو كانوا يحوزون على هذه الصفات لما بقوا في هذه المهن .. ثم من يدفع ثمن الخسارة التي كلفتها ملايين النسخ من الاستمارات التي سحبها كل هؤلاء الحالمين والطامعين والطامحين ل "منصب رئيس الجمهورية".. كلّنا يعلم أنّ أغلب هؤلاء كانوا يعلمون أنهم لن يتمكنوا من اجتياز العقبة الأولى، ومن المستحيل أن يُنافسوا كبار الشخصيات وأبرز السياسيين، لكنهم فقط أرادوا تسجيل الحضور،طمعا في بعض الشهرة، ولِمَ لا صناعة كتاب "غنيس" خاص بالرئاسيات الجزائرية ...؟ وستزودنا الأيام القادمة السابقة ليوم الاقتراع ،حتما بقصص أخرى لمترشحين انسحبوا من السباق ،ولو في خضم الحملة ،كما حدث ذلك في 2004 ، وكما انسحب قبل أيام أحمد بن بيتور وقبله الأحزاب الإسلامية وعلى رأسها حركة حمس .