إختار الصالون الدولي للكتاب أن تكون (سويسرا) هي ضيفة الشرف في هذه الطبعة نظرا لثرائها وتنوعها بالإنتاج الإبداعي المكتوب باللغة (الفرنسية)، حيث خصّص لها جناح في هذا الصالون يتربع على مساحة تزيد عن 200 م2 تضم نحو 800 عنوان لعشرين ناشرا قدموا كتبا مختلفة تمس الروايات بالدرجة (الأولى) والكتب النقدية، وكذا الدراسات وموجزات وكتب جيب من الأدب إلى العلوم الدقيقة مرورا بالتاريخ والسياسة وعلم الإجتماع والعلوم الإنسانية والديانات والفنون والسياحة ومن أهم دور النشر المشاركة في هذا الصالون نذكر "لاج دوم"، "فافغ"، "أوليزاث"، "برنارد كامبيش"، "ماركوس هالير وكذا "زوي" و"آنفوليو" وغيرها من دور النشر المعروفة بسويسرا، ولأن هذه التظاهرة الأدبية هامة جدا بالنسبة للمثقفين السويسريين، فقد صاحب هؤلاء الناشرين نخبة معينة من الكتاب للمشاركة في الصالون على غرار الكاتب والصحفي "كريستيان لوكونت" والكاتبة "كاثرين لوفي" وكذا الأديبة "جانين مسارد" والناقد المعروف صاحب سلسلة كبيرة من الكتب "جان ميشال أوليفيه" الى جانب المفكر السياسي "رونيه شوك" والمؤرخ "جاك سيسيانو" وغيرهم من الأدباء ورجال السياسة الذين سيوقعون على حضورهم ضمن فعاليات هذا الصالون الدولي الذي تشرف أيضا بإستضافة رئيسة الجمعية السويسرية للناشرين والموزعين ومسيري المكتبات السيدة "سيلفيان فريدريك" إلى جانب مدير المطبوعات التقنية والجامعية الرومندية السيد "أوليفيه يابل" وكذا مديرية المكتبة الوطنية السويسرية "ماري كريستين". وبما أن (سويسرا) هي أرض الكتاب دون منازع وتربطها قصة حب كبيرة مع عالم الإبداع والقراءة، فقد تم تنظيم معرضين جميلين في هذا الجناح الأول جاء تحت عنوان " سويسرا الرومندية أرض الكتاب" يعرض للزوار حوالي 11 موضوعا يمتزج بين عروض خاصة بالكتاب ونماذج لبعض الناشرين ومن أهم هذه المواضيع نذكر "زمن الكتاب"، "قرن من النشر"، "الكتابة اليوم"، أرض لجوء"، مسافرون" وقد صاحب هذا المعرض عرض خاص بكتيب مصور. أما فيما يخص المعرض الثاني فجاء تحت عنوان "علوم سويسرا" وهو معرض للصور الفوتوغرافية يقدم 25 باحثا وعالما من جنسيات مختلفة في سويسرا وذلك في مختلف المجالات كالفيزياء الفلكية، الجيولوجيا والطب وكذا تاريخ الفنم والفلسفة وذلك من خلال تقديم بورتريهات أبدعها المصور "أندريه بول" علما أن هذا المعرض قد كان متبوعا بشريط يمثل 25 شخصية من دنيا العلوم السويسرية. وقد كان الهدف الأول للوفد السويسري من خلال مشاركته بالصالون الدولي للكتاب هو إبراز الحياة الثقافية في سويسرا ومدى نشاطها وكثافتها رغم أنها لا تغطي سوى إقليم محدود يفتقد لمدن كبرى ويشهد على ذلك عدد المتاحف والعروض والحفلات الذي لا يتناسب مع حجم السكان لكن رغم هذا فإن سويسرا تعطي للكتاب مكانة متميزة وإهتمام كبير كما أن السويسريون معروف عنهم إقبالهم الكبير على القراءة، حيث ينفقون بمعدل 74 يورو في شراء الكتب سنويا وللمواطن الواحد وبذلك يحتلون الصدارة في شراء الكتب أوروبيا بعيدا أمام الفرنسيين مع الإشارة أن 36٪ من البيوت تتوفر على عدد يتراوح بين 50 و200 كتاب و20 ٪ منهم تملك أكثر من 200 كتاب. وكل هذه الإحصائيات المسجلة توضح أن سوق الكتاب هو القطاع الرئيسي للإستهلاك الثقافي قبل السينما والموسيقى والفنون. ومن جهة أخرى فقد قدم الوفد السويسري خلال هذا المعرض رقم الأعمال السنوي الذي تحققه مبيعات الكتب ما بين 180 و200 مليون يورو بالسعر العمومي مع إشارة واضحة الى أن السوق يتوفر في الأساس على شبكة كثيفة من المكتبات تقدر بحوالي 120 مكتبة حرة، وعلى نظام توزيع جد فعال. وفي ذات الصدد فقد أكد هذا الوفد أن السويسريين الرومنديين يولون إهتماما كبيرا لما ينتجه الناشرون المحليون رغم أن المكتبات تضم حوالي 80 ٪ من الكتب المستوردة من فرنسا، لكن هذا لا يمنع من أن المكتبة الوطنية السويسرية تنتج في المعدل 2400 عنوان جديد سنويا وهذا العدد الكبير ماهو إلا ثمرة نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لأن في سويسرا لا توجد دور نشر كبرى بل شبكة متراصة من دور النشر تزيد عن 100 دار. وحسبما أكده مدير هذا الصالون السيد إسماعيل مزيان »للجمهورية« فقد تم إختيار سويسرا (كضيف شرف) نظرا لإحتفائها أكثر من مرة بالجزائر وإعطائها إهتمام في الكثير من المناسبات الثقافية والأدبية وهذا ما جعل الجزائر تبادلها التقدير والاحترام وتجعلها (ضيفة شرف) هذا الصالون الدولي.