موسيقى الأفراح المفضلة لدى الجيل الجديد الجمهور أساس نجاح الفنان
قال أمس عميد الأغنية القبائلية الفنان رابح عصمة أن تأزم وضعيته الصحية خلال السنة الأخيرة كان وراء اعتزاله الفن لفترة طويلة رغم عشقه الكبير للغناء ، مشيرا إلى أنه عالج في أعماله الفنية مختلف القضايا الإنسانية والاجتماعية ، فغنى للثورة و الغربة والوطن والأم، وآخر ألبوم له كان قبل 3 سنوات. كما أوضح الفنان القبائلي رابح عصمة في التصريح الذي خص به جريدة الجمهورية ببهو دار الثقافة مولود معمري بولاية تيزي وزو أنه يملك في رصيده أكثر من 250 أغنية ، و أنه لا يزال يعشق الفن رغم بلوغه ال45 سنة، غير أن المرض أثر كثيرا على مسيرته الفنية مؤخرا ، ما جعله يغيب عن الساحة الغنائية سواء تعلق الأمر بإصدار الألبومات أو إحياء الحفلات، كما كشف خلال اللقاء الذي جمعنا به عن أولى خطواته في عالم الغناء بداية السبعينات ، حيث قال إن بداياته كانت مع آلة الموندول و بالتحديد من المقاهي الفرنسية بعد أن غادر مسقط رأسه برجاونة في مرتفعات تيزي وزو و عمره لم يكن يتجاوز ال 20 عاما، حيث التقى هناك بالعديد من الفنانين الجزائريين الكبار، وتعلم من خبرتهم في الفن الأصيل أمثال محمد الجاموسي، العمراوي ميسوم، الشيخ الحسناوي، فنان الثورة سليمان عازم، وغيرهم ممن كان لهم الفضل في دخول عالم الاحترافية و النجومية ، وذلك بعد أن كان فنانا هاويا، وفي عام 1980 –أضاف رابح عصمة - سجّل أسطوانات تضم 4 أغاني بتوصية من فنان كبير وهي "اثر نصباح "، هذه الأخيرة التي لقيت رواجا كبيرا و إعجابا من قبل الجماهير خاصّة المغتربة منها، إلى جانب أغاني أخرى لا تزال لحد الآن تصنع مجده . وأشاد محدثنا بالدور الذي يلعبه الجمهور في نجاح الفنان ، حيث صرح أنه من غير العادل التحدث عن نجاح أي فنان دون ذكر الجمهور، فهو بدونه لا يساوي شيئا ولن يصنع لنفسه اسما، مضيفا أن كل مرحلة لها جمهورها، ففي زمانهم كانوا يغنون بما يشعرون به ويعطون أهمية كبرى للموسيقى، أما جيل اليوم من الفنانين فأغلبهم يؤدون أغاني خاصة بالأفراح ويحبذون كل ما هو خفيف، وهذا لا يمنع – حسبه – من وجود أصوات جميلة و قوية ، لكنها للأسف لا ترتكز على المواضيع والأفكار بقدر ما ترتكز على الموسيقى الراقصة، فحتى الجمهور أصبح لا يستمع للكلمات و يتجاوب أكثر مع الموسيقى -على حد تعبيره - .