"إنها رسالتنا نحن المسرحيين حملة مشعل التنوير منذ أول ظهور لأول ممثل على أول خشبة مسرح أن نكون في طليعة المواجهة لكل ما هو قبيح ودميم ولا إنساني، نواجهه بكل ما هو جميل ونقي وإنساني.. نحن ولا أحد غيرنا.. نمتلك القدرة على بث الحياة.. فلنبثها معناً من أجل عالم واحد وإنسانية واحدة. أتحدث إليكم اليوم لا لمجرد الحديث أو حتى للاحتفال بأبي الفنون جميعاً المسرح في يومه العالمي وإنما لأدعوكم لتقفوا صفاً واحداً كلنا جميعاً، يداً بيد وكتفاً بكتف لننادي بأعلى صوتنا كما اعتدنا على منصات مسارحنا ولتخرج كلماتنا لتوقظ ضمير العالم بأسره أن ابحثوا في داخلكم عن الجوهر المفقود للإنسان.. الإنسان الحر السمح المحب المتعاطف الرقيق المتقبل للآخر ولتنبذوا هذه الصورة القميئة للوحشية والعنصرية والصراعات الدموية والأحادية في التفكير والتطرف والغلو.. لقد مشى الإنسان على هذه الأرض وتحت هذه السماء منذ آلاف السنين وسيظل يمشي فلتخرجوا قدميه من أوحال الحروب والصراعات الدموية ولتدعوه لتركها على باب المسرح لعل إنسانيتنا التي أصبح يعتريها الشك تعود مرة أخرى يقيناً قاطعاً يجعلنا جميعاً مؤهلين بحق أن نفخر بأننا بشر وبأننا جميعاً أشقاء في الإنسانية…" هي مقتطفات من رسالة يوم المسرح العالمي للعام المنصرم، كتبتها يوم 27 03 2023 إحدى أيقونات المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب، ودعت عبرها المسرحيين وغير المسرحيين الوقوف في صف واحد من أجل ايقاظ ضمير العالم والبحث عن الجوهر المفقود للإنسان، الحر ، المتعاطف المتقبل للآخر ونبذ كل صور العنصرية والصراعات الدموية، للعيش بسلام في عالم واحد وإنسانية واحدة. يعود اليوم التاريخ نفسه السابع والعشرين من مارس حيث يحتفي العالم باليوم العالمي للمسرح، وتعود ذات الآمال والدعوة لتحقيق الأمن السلام ، حيث اختار الكاتب المسرحي النرويجي يون فوسيه صاحب جائزة نوبل للآداب 2023 الذي وقع عليه اختيار الهيئة الدولية للمسرح لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح لسنة2024 ، الذي عنون كلمته ب"الفن هو السلام" تماشيا مع ما يشهده العالم اليوم من صراعات وحروب كان لابد للفن أن يدلي بكلمته .. ..مدير مسرح الجلفة، الناقد المسرحي عبد الناصر خلاف "الفن هوالسلام"، عنوان رسالة اليوم العالمي للمسرح التي كتبها النرويجي يون فوسيه قميق جدا ، ينبع روح هذه الرسالة من الوضع المأساوي الذي يعيشه العالم اليوم من عنف وحروب، برسالته يؤكد يون فوسيه أن المسرح هو وسيلة من وسائل احقاق السلام الداخلي والخارجي، وأنا شخصيا أقول أن للفن دوره الفعّال في المجتمعات، يستطيع أن يكون في المواجهة كوسيلة من وسائل ايصال مجموعة الأفكار عبر شرائح المجتمع.. المسرح في الجزائر تمكّن بإرادة سياسية من تحقيق قفزات نوعية، فبكالوريا الفنون مثلا كان حلما جميلا وتحقق اليوم فعلا، وحلمنا الكبير في تحقيق دعم قوي لكل المؤسسات المسرحية، لأن الوزارة وحدها لا تكفي، فعلى رجال المال والأعمال المساهمة في دعم المسرح لتحقيق قفزات نوعيّة خاصة في هذا الوقت بالذات. ..عقيدي أمحمد مدير مسرح سعيدة نظرا لما تشهده الساحة اليوم من تطورات فالمسرح عازم بكل تحدي لمواكبة هذه التطورات لأننا نؤمن ان الدارسين للمسرح يسعون الى ايجاد اليات وتقنيات جديدة تواكب هذا العصر الديجتالي والملتمديا.. عازمون على تقديم الأفضل للجمهور والشباب الذين تلقوا تربصات تكوينية مختلفة في مجال الكتابة ، والتمثيل ، والاخراج ، والسينوغرافيا ، نراهن على انشاء حركة مسرحية ذات اسس اكاديمية تفتح نافذة للشباب الموهبين في كل المجالات وهذا قصد إعطائه المكانة اللائقة به وجعله يلعب دوره التوعوي والتثقيفي داخل المجتمع الذي يعد المسرح باشكاله تعبيرا عن واقعه وآلامه ، وأماله وطموحاته. نسعى الى ايجاد عروض مسرحية تتماشى مع الوقت الراهن من حيث النص والعرض والتقنيات الضوئية والصوتية، لان الانفتاح المسرحي اصبح ضروريا، نكتسب من خلاله التميز وتحقيق الأهداف والاطلاع على التجارب العالمية، فالإبداع فعالية إنسانية هدفها التغيير والتجديد والتجاوز بمعنى إنتاج علاقات انسانية تتجاوز الحدود الجغرافية والاقليمية ولاكتساب رؤى وافاق جديدة في النص والتمثيل والاخراج وهندسة المناظر والازياء والموسيقى والتشكيل "فالمسرح ظاهرة ابداعية بالدرجة الاولى ينبثق من الواقع الاجتماعي ويتغذى من اللاوعي الجماعي ولهذا الزاما ان تنطبع بقوانين المجتمع ومستجدات الراهن فتؤثر فيه وتأثر به وفق علاقة تفاعلية تبادلية.. تسعى المسارح للتواصل مع مختلف المؤسسات الثقافية والتربوية ووسائل الاعلام ، والجامعة ، وخلق فضاء للتواصل بين المسرح والأدب في اطار سوسيوثقافي ينطلق من وعي الذات ليؤسس وعي الاخر وعندئذ نحقق فعالية المسرح كفرجة ومعرفة له اسسه وقواعده وجمهوره، يراهن بقوة من اجل انعاش ذاته الفكرية والجمالية ومن اجل الالتفاتة الى قارة الثقافة التي تتأسس عليها هوية الانسان ،
وعندما نتحدث على الانفتاح على التجارب العربية والعالمية لا ننسى الذات ونقصد (التراث)الماضي ، الحاضر، والمستقبل ،ومن هنا نتطرق الى ما حققه المشهد المسرحي الجزائري على يد كاتب ياسين ، عز الدين مجوبي، ولد عبد الرحمان كاكي ، وعبد القادر علولة في مسار الممارسة المسرحية الجزائرية والعربية والتأسيس لحركة مسرحية، ويعتبر انفتاح المسارح على عالم الإبداع وقضايا الراهن ومستجدات العصر خطوة واسعة للتعبير عن قضايا المجتمع بطريقة فنية جمالية تحقق شعرية المشهد وجمالية التصوير ذلك ان الابداع ضرورة وجودية للإنسان بها يحقق تميزه وتفرده عن باقي الكائنات الاخرى . كما أن تفعيل النقاش المسرحي هو ضرورة حتمية لاسيما ان فن المسرح اليوم في الجزائر يشهد انتاعشا ملحوظا وهذا من خلال المهرجانات المسرحية المختلفة والملتقيات وانشاء العديد من الفرق والجمعيات المسرحية، ونحن على يقين ان المسارح تفتح افاق جديدة للممارسة المسرحية ، وهذا من خلال الورشات التكوينية التي تنظمها والعروض المقدمة من طرفها ، والتي تحمل في طياتها الملامح المسرحية ، ومن خلال هذه التجارب المتنوعة نكتسب خبرات في مجال الإبداع ، التي تجعل مسرحنا يعانق كل التجارب الفنية المطروحة حاليا على المستوى العالمي ومن هنا نؤسس لحركة فنية مسرحية واعدة تتماشى مع الرهانات العصرية.. ..الممثل المسرحي عبد الحميد رابية نحيي اليوم الذكرى 62 لليوم العالمي للمسرح وككل عام ينتظر أهل الفن الرابع الرسالة العالمية التي تقرأ كل سنة فوق خشبات المسارح العالمية . ونحن أهل المسرح الجزائري ندعو في هذا اليوم الى العمل من أجل تحقيق وظيفة المسرح الأساسية وتعميم قيمه النبيلة، والعمل على ازدهار الحركة المسرحية الجزائرية أكثر فأكثر، كما ونوعا، بداية بالتكوين كعامل أساسي لتقديم أعمال أكثر تكامل تساهم في تطوير المشهد المسرحي لأن التكوين أرضية صلبة للوقوف فوق الخشبة، لا بد من تعميم تكوين الممثلين والمخرجين داخل كافة المسارح الجهوية عبر ورشات تكوينية ودورات تدريبية. كما لابد من عملية التوثيق والارشفة لتلك الاعمال التي يتم عرضها عبر المهرجانات الخاصة بالمسرح، من خلال نقلها عبر القنوات التلفزيونية ورقمنتها حتى تبقى حاضرة في الموروث المسرحي وذاكرتنا المسرحية. ..يحياوي محمد مدير المسرح الوطني محي الدين بشطارزي يحتفل اليوم المسرح الوطني محي الدين بشطارزي على غرار المسارح الجهوية، العربية والعالمية باليوم العالمي للمسرح المصادف ل27 مارس من كل سنة، هي مناسبة ليقف أهل المسرح في مختلف بقاع المعمورة احتراما لهذا الفن ، وتجسيد معاني السمووالجمال والتحضر التي يختزلها أب الفنون، الذي يعد مرآة للتنوع والانفتاح الثقافي ويأتي اليوم العالمي للمسرح بغية الترويج لهذا الفن عبر العالم، ونشر المعرفة بين الناس حول قيمة النموذج الفني وتمكين مجتمعات المسرح من الترويج لأعمالها على نطاق واسع. ويحتفي مسرح باشطارزي كما جرت العادة بفعاليات اليوم العالمي للمسرح بحضور وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، وأهل الخشبة، وعشاق الفن الرابع، بقراءة الرسالة العالمية للمسرح، مع عرض مسرحية "حلاق اشبيليا" للمسرح الجهوي عنابة.