سعدان: “الفرق بين ما يحدث في2010 وما حدث في 1986 كالفرق بين الليل والنهار”

لم يتردّد المدرب الوطني رابح سعدان خلال مداخلته على برنامج “فوتبول ماغزين” للقناة الإذاعية الثالثة في التعبير عن حالة التعب والإرهاق الذي نال منه نتيجة
ما وصفه برحلات ماراطونية جاب بها مختلف أنحاء العالم من جنوب إفريقيا إلى سويسرا والإمارات مرورا عبر ليبيا وقطر ثم السعودية لأداء العمرة وقبلها فرنسا لأجل معاينة اللاعبين في مدة قصيرة، لكنّه عبّر بالمقابل عن ارتياحه الكبير لسير تحضيرات المنتخب الوطني التي كان آخرها ضبط برنامج إقامة المنتخب بصفة كاملة في جنوب إفريقيا واصفا وقفة رئيس الاتحاد والمسيّرين والمسؤولين بالفعالة جدا قبل أن يعقد مقارنة بسيطة بين ما يحدث معه في 2010 وما عاناه في مونديال المكسيك 1986 واصفا الأمر بالليل مقابل النهار.
“القائمة إخترتها بعد تفكير عميق“
واستهل المدرب الوطني حديثه بالتأكيد أن تحديد القائمة الأولية للعناصر المشاركة في المونديال تطلّب منه الكثير من البحث والتفكير والتدقيق والوقت، وهذا منذ نهاية دورة أنغولا الأخيرة. وأوضح أنه راعى في ذلك ضرورة الحفاظ على استقرار التشكيلة بتجديد الثقة في ركائزها مع وضع الثقة في عناصر شابة واعدة سيتم تحضيرها لاستلام المسؤولية خلال الفترة المقبلة خاصة أن الاتجاه العام لدى الفاف هو تحضير منتخب قوي تحسبا للرهانات المقبلة بداية بتصفيات أمم إفريقيا 2012.
“كنت حازمًا أكثر مع الجدد وأريد حماسهم”
ويقول سعدان أن وضع مقاييس معينة لاختيار القائمة من أهمها وضعية كل لاعب وانتظام مشاركاته، ثم عاد وأكد أن هذا المعيار اعتمده أكثر مع اللاعبين السبعة الجدد : “لقد كنت حازما أكثر مع اللاعبين الجدد فإذا كنت أعرف القدامى فإن الجدد كان يجب أن يكونوا منتظمين في اللعب مع أنديتهم بحيث نجدهم جاهزين تماما عند التحاقهم بنا في المعسكر المقبل” صرح سعدان الذي أوضح أنه ينتظر حماس الجدد من أجل منح نَفَس جديد للتشكيلة الحالية.
“كان هناك بعض التردّد فيما يخص شاقوري وشرفة”
واعترف سعدان بأنه تردّد بعض الشيء بخصوص منصبين فقط وهما الظهيران الأيمن والأيسر، حيث أخذ وقتا معتبرا من أجل الفصل فيهما، فقد كان يعوّل على ضم شاقوري ووليد شرفة واصفا إياهما باللاعبين المثيرين للاهتمام، لكن ذلك لم يكن ممكنا بعد أن ضيّعا تماما مكانتهما مع نادييهما شارلوروا وتاراغونا على التوالي، مبديا تأسفه على ذلك لكنه ترك الباب مفتوحا لدعوتهما بعد نهائيات كأس العالم المقبلة، هذا ولم يشر سعدان لأي من اللاعبين المحليين في حديثه بما في ذلك مترف الذي بإمكانه هو الآخر اللعب كبديل لبلحاج.
“قد أدفع ب مغني إلى المشاركة في مباريات المونديال في فترات محدّدة“
كما أوضح المدرب سعدان أن دعوة مراد مغني لمعسكر سويسرا أخذت حيزا كبيرا من الوقت في التشاور مع الطاقم الطبي الذي أشرف عليه في قطر والذي دعم المنتخب حاليا، وجدد سعدان تأكيده على منح فرصة أخرى لهذا اللاعب الموهوب على أن يصدر حكما نهائيا بخصوصه بالتشاور مع الطاقم الطبي الذي لم يفصل لحد الآن في قدرة لاعب لازيو على المشاركة في نهائيات كأس العالم، وترك سعدان الانطباع بأنه سينتظر مغني لغاية آخر لحظة بعد أن كشف بأنه يفكر في الدفع باللاعب في أوقات محددة خلال مباريات المونديال في حال ما كان جاهزا للعب”.
“المنافسة ستلعب على أشدّها بين الحراس الأربعة”
وجدد سعدان القول أنه من بين 25 لاعبًا الذين سيعسكرون معه في سويسرا لاعبان سيسقطان من القائمة وهم حارس مرمى ولاعب ميدان، وبخصوص الحراس أكد بأن قواعد اللعبة ستحترم تماما والمنافسة ستكون على أشدها بين الحراس الأربعة بحيث أن كل الحظوظ تبقى متساوية، لكنه أعطى الانطباع فيما بعد بأن المنافسة ستلعب بين زماموش ومبولحي بالدرجة الأولى لمّا تحدث عن صنف ڤاواوي وشاوشي ضمن ركائز المنتخب التي تلعب معه منذ فترة معتبرة.
“سأحضّر اللاعبين الإثنين المغادرين من الناحية المعنوية”
ولأنه يعرف صعوبة تقبل أي لاعب من المعنيين بالخروج لقراره فإن سعدان ينوي تحضير اللاعبين اللذين سيختارهما لاحقا (حارس مرمى ولاعب ميدان) لتقبل مغادرة المنتخب عشية تحوّله إلى جنوب إفريقيا : “الرؤية ستكون أوضح بعد مرور الأسبوع الأول وسأسعى لتحضير اللاعبين اللذين سيغادران المنتخب من الناحية المعنوية من خلال الحديث إليهم بصفة انفرادية” يقول سعدان.
“لدي نواة المنتخب ولن تكون هناك تغييرات كثيرة“
ويراعي المدرب الوطني في خياراته الحفاظ كما قلنا على نواة المنتخب التي تشكلت حسبه خلال العامين ونصف العام اللذين أشرف فيهما على النخبة الوطنية، وأوضح بأنه لا ينوي تماما القيام بتغييرات عليها “لدينا الحارسين ڤاواوي وشاوشي يلعبان منذ فترة معنا، الدفاع يعرف استقرارا وسنحافظ عليه، في الوسط الدفاعي حتى وإن قمنا ببعض التعديلات فقط لكنها لن تكون كبيرة، الوسط الهجومي لن يتغيّر، والهجوم كذلك” صرّح سعدان للقناة الثالثة، والذي أعطى الانطباع أن حظوظ اللاعبين السبعة الجدد في المشاركة ستكون ضئيلة لمّا قال “من الممكن أن ندفع بعنصر أو عنصرين فقط”.
“تحية كبيرة إلى كل اللاعبين الذين خاضوا التصفيات ولم يكملوا معنا”
وفي سؤال حول إذا ما كان قد قام بالحديث بالمقابل مع اللاعبين الذين خاضوا معه التصفيات وسقطت أسماءهم خلال التصفيات، أوضح سعدان أنه لم يفعل ذلك لضيق الوقت لكنه استغل الفرصة ليقوم بتحية كبيرة لكل هؤلاء مع أنه ألمح لكون هذه العناصر أخذت حقوقها كاملة من منح ومكافآت وأكثر من هذا ستحظى بدعوة خاصة من رئيس الاتحاد الذي سيأخذهم لحضور نهائيات كأس العالم، واستبعادهم كما قال سعدان كان لمعطيات موضوعية بعيدا أن أي عاطفة ولم يكن من الممكن أخد أكثر من 23 لاعبًا.
“ممكن أن أستنجد بالإحتياطيين في أي لحظة وهناك لاعب محترف سنُعلمه لاحقًا”
وتحفّظ سعدان من هوية اللاعبين الخمسة الذين سيكملون قائمة 30 لاعبا التي سيرسلها للفاف قبل 11 ماي المقبل لكنه كشف بأنها تضم أربعة عناصر محلية مع لاعب محترف قال بأنه ليس على علم بأنه معني بها وسيعمل على إبلاغه لاحقا بذلك، وأوضح سعدان أن الخماسي مطالب بالاستعداد لأنه ممكن أن يستنجد به في أي لحظة، وهذا على ضوء ما قد يحدث خلال معسكر سويسرا، ممكن أن يحدث أي طارئ يدفع للاستنجاد بالعناصر الاحتياطية وهذا قبل 31 ماي المقبل تاريخ إرسال قائمة 23 للفيفا.
“لن نكون جاهزين أمام إيرلندا”
وكعادته لم يخلُ حديث سعدان من التشاؤم لمّا قال أنه لا ينتظر الكثير من المباراة الودية الأولى أمام ايرلندا لعدم جاهزية تشكيلته خلال الفترة بالنظر لكونه سيكون في منتصف فترة الإعداد التي ستمتد على أربعة أسابيع، وأكد بأنه لن يهتم أبدا بالنتيجة بقدر ما سيسعى لتحسين الأداء الجماعي للفريق الذي يعاني من غياب قاعدة حقيقية للعب، لكنه أوضح بأنه متفائل بالاستفادة من اختبار ايرلندا بنفس الدرجة مع مباراة الإمارات الثانية.
“كأس العالم ليست هدفنا الأول”
وكما فعل عشية التحوّل إلى أنغولا للمشاركة في نهائيات أمم إفريقيا، قال سعدان ونحن على بعد شهر من نهائيات كأس العالم أن نهائيات جنوب إفريقيا ليست هدفا بحد ذاته بقدر ما الهدف الأول هو تكوين منتخب قوي استعدادا للرهانات المقبلة في 2011، 2012 ولغاية 2014 خاصة مع معدل سن شاب للعناصر الحالية، “لا أعد بشيء وكأس العالم ليست هدفا بحد ذاته، الأكثر أهمية بالنسبة لنا هو المواعيد المقبلة في 2011 و2012 وحتى 2014 حيث نسعى لتشكيل منتخب قوي أكثر انسجاما وتنسيقا من الحالي” يقول مدربنا الوطني.
بودبوز: “إتصال سعدان بي الأسبوع الفارط جعلني واثقا من إستدعائي”
عبّر وسط ميدان نادي “سوشو” والوافد الجديد على المنتخب الوطني رياض بودبوز عن سعادته البالغة بعد توجيه الدعوة له من طرف رابح سعدان في حوار مع موقع “لوبايي. أفار”، وقال إن المكالمة الهاتفية التي جرت بينه وبين سعدان الأسبوع الفارط جعلته واثقا من توجيه الدعوة له لأن سعدان سأله عن حالته المعنوية والنفسية، وأضاف أن المدرب الوطني أكد له أنه يؤدي مشوارا مميزا مع ناديه هذا الموسم وجدد له إعجابه بالهدف الذي سجله أمام نادي “موناكو” من وسط الميدان، وهو الكلام الذي جعله يطمئن ويشعر أن سعدان سيوجه له الدعوة للمشاركة في مونديال جنوب إفريقيا.
“الهدف الذي سجلته
أمام موناكو كان في صالحي”
بعدها، تطرق إلى المشوار الذي يؤديه هذا الموسم مع ناديه واقتناع المدرب الوطني بقدراته حيث قال بودبوز: “اتصل سعدان بي مباشرة، وهو ما جعلني لا أقلق كثيرا رغم أنه لم يقدم لي ضمانات بالتواجد في القائمة رسميا، خاصة أن سعدان تحدث معي في وقت سابق وطلب مني مواصلة العمل على نفس المنوال، وأعتقد أن حضوره إحدى المواجهات التي تألقت فيها كان كافيا حتى يقتنع بي، ولا أنكر أن الهدف الذي سجلته في مرمى موناكو من وسط الميدان كان في صالحي”.
“بدني سيقشعر عندما سأسمع النشيد الوطني”
ثم تطرق بودبوز في حواره مع الموقع نفسه إلى شعوره بحمل القميص الوطني لأول مرة، حيث قال إن ذلك يعد بمثابة حلم بالنسبة له، وأضاف: “إرتداء قميص بلادي هو حلم تحقق، وهو حب الوطن، أنا واثق أن بدني سيقشعر عندما أحمل هذا القميص وأسمع النشيد الوطني لأول مرة، وحتى والدتي ستبكي عندما تشاهدني أحمل قميص بلدي الأصلي” (التصريح نفسه أدلى به في موقع ناديه منذ أيام).
“سأثبت أني أستحق اللعب أساسيا”
وعن قدرته على فرض نفسه في القائمة النهائية التي ستتوجه إلى جنوب إفريقيا، قال وسط ميدان نادي سوشو: “وضعيتي الحالية تشبه إلى حد كبير توقيعي لأول عقد احترافي مع فريقي، أعتقد أن القادم سيكون أصعب لكن طموحي لن يتوقف عند حد توجيه الدعوة لي ضمن قائمة ال 23 فقط، وإنما أريد فرض نفسي في التشكيلة الأساسية واللعب لأني سأصاب بخيبة أمل إذا لم أشارك في النهائيات”.
“أريد تسجيل هدف أو هدفين قبل نهاية الموسم”
في نهاية الحوار، قال بودبوز إنه يأمل في إنهاء الموسم بهدف أو هدفين خاصة أن الموسم على وشك أن ينتهي وأن يتفادى الإصابات حتى يتفرغ بعدها ل “الخضر” ويحضر إلى تربص سويسرا بمعنويات مرتفعة، حيث سيعمل جاهدا من أجل تفادي الإصابات حتى لا يضيع حلمه بالمشاركة في نهائيات كأس العالم.
سعدان لا يُمكنه إغلاق الباب في وجه المُبعدين
أكد الإتحاد الدولي لكرة القدم على أن كل المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم تستطيع الاستنجاد بلاعبين من خارج قائمة 30 لاعبا المقدمة من قبل، وذلك في حالة واحدة وهي إصابة لاعبين حيث سيكون بإمكان كل منتخب تعويض لاعب أو لاعبين تعرّضا إلى إصابة بعد الإعلان عن قائمة 23 والتي تعد نهائية يوم 1 جوان، ولا تُلزم الاتحادية الدولية المنتخبات بجلب لاعبين من القائمة الاحتياطية بل كل مدرب لديه الحق في جلب لاعب أو لاعبين لتعويض المصابين قبل أول مباراة في المونديال ب 48 ساعة وهو الأمر الذي يفتح المجال للاعبين من خارج قائمة 30 للمشاركة في المونديال، لكن مصيرهم معلّق بما ستسفر عنه الساعات الأخيرة قبل انطلاق التظاهرة العالمية، حيث أن “الفيفا“ تركت المجال مفتوحا لأن اللاعب الذي قد يصاب ربما لا يوجد بديل له في المنصب الذي يلعب فيه لذا تركت الحرية لاختيار لاعبين حتى من خارج القائمة.
الأندية الأوروبية ملزمة بتسريح اللاعبين يوم 17 ماي
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد حدد تاريخ 11 ماي الحالي كموعد لتسليم القوائم الأولية لكل المنتخبات المشاركة في كأس العالم، كما تم تحديد تاريخ 13 من الشهر نفسه كموعد لنشر القوائم الأولية (30 لاعبا) وبذلك ستتعرف جماهير كل المنتخبات على القوائم التي بقيت مبهمة لدى كثيرين من بينها المنتخب الوطني الذي أعلن مدربه رابح سعدان عن قائمة 25 لاعبا فقط، وسيكشف عن القائمة الاحتياطية التي تم التكتم عليها في الوقت الراهن لكن المدرب الوطني مجبر عن الكشف عنها في بحر الأسبوع الجاري.
سعدان لم يستقر عليها نهائيا
ورغم أنّ أطرافا كثيرة تحدثت عن القائمة الاحتياطية ل سعدان والتي تضم خمسة عناصر، إلا أن الأكيد أن سعدان نفسه لم يستقر على اللاعبين الخمسة الذين سيتم إدراج أسمائهم في القائمة التي ستسلم ل “الفيفا“ يوم الثلاثاء القادم، وكل شيء ممكن في الثلاثة أيام المتبقية حيث سينتظر المشرف الأول على العارضة الفنية ل “الخضر“ الساعات الأخيرة قبل الإعلان النهائي عن القائمة الاحتياطية.