بعد الفوز غير المقنع أمام مولودية باتنة ... باتنة كادت تصفع الشلف وبن شوية مطالب بإيجاد الحلول

مرت أخرى تعجز العناصر الشلفية أمام أنصارها وبملعبها على تحقيق انتصار مقنع ومريح، فرغم انتزاع الفريق النقاط الثلاث أمام مولودية باتنة أول أمس،
إلا أن الغالبية من الأنصار خرجوا خائبين لأن تشكيلة المدرب بن شوية لم تستطع فرض وجودها وظهرت عاجزة عن تأكيد نيتها في إنهاء الموسم بقوة وتجاوز النكسات الأخيرة.
الحرارة غائبة والتوتّر هو السيد
وعكس اللقاءات السابقة التي كانت فيها العناصر الشلفية قمة في الحرارة واللعب الرجولي، فإن العكس تماما حدث أمام باتنة، حيث عشنا مباراة بين لاعبين باردين وكأن المباراة كانت تدريبية أو نقاطها لا تهمهم، والغريب أنهم لم يكتفوا بهذا بل طبع لعبهم التوتر الزائدة عن اللزوم منذ البداية وهو ما يعكس تغيير بعض اللاعبين لمناصبهم في كثير من الأحيان، والكم الهائل من الفرص الحقيقية التي تفنن المهاجمون في تضييعها أمام المرمى رغم تواضع أداء مدافعي المنافس.
شوط ثان “فوّتوه تمسخير“
وعند العودة إلى سيناريو اللقاء، نقف على الوجهين المغايرين اللذين ظهرت بهما تشكيلة بن شوية، فإذا كان الأداء في المرحلة الأولى (انتهت1-1) جديا بدليل الوصول إلى افتتاح مجال التهديف باكرا وخلق العديد من الفرص عن طريق علي حاجي، سوداني وحتى غربي إلا أن العكس تماما حدث في المرحلة الثانية التي طبعها العشوائية في اللعب في جل المحاولات وهو ما جعل المنافس يتقدّم في النتيجة (2-1) وكاد لمان في لقطة أخرى يعمّق الفارق بعد الخطأ في المراقبة وانفراده مع الحارس معمر قوادري.
دخول مسعود كان متأخرا
وقد تفطن المدرب بن شوية للركود الذي عرفه هجوم فريقه فقام في الثلث الأخير من المباراة بإقحام الورقة الرابحة محمد مسعود الذي كان له الفضل الكبير في إعادة بعث الحيوية لهجوم الشلف حيث كان تواجده في مقعد البدلاء - حسب المتتبعين- غير منطقي، بما أنه شكّل مصدر الخطر الحقيقي على دفاع باتنة واستطاع معادلة النتيجة والمساهمة في تسجيل الهدف الثالث.
4-4-2 لم تنفع مع بن شوية
تفاجأ أغلب المتتبعين للنهج التكتيكي (4-4-2) الذي اعتمده بن شوية خلال هذه المواجهة رغم أنه كان يدرك مسبقا أن دفاع فريقه صار مهلهلا وغير مركز على الإطلاق، كما أن أداء خط الوسط كان سيكون حتما متواضعا في غياب محمد رابح وصانع اللعب مسعود (وهو ما حدث)، ليكون الاعتماد على عبو وإبقاء الشاب سلامة بديلا الخطوة التي حيّرت أكثر الجميع رغم تواجد هذا الأخير في أفضل أحواله، وحتى الشاب غربي أقحمه في الوسط الهجومي وهو المنصب الذي لم ينشط فيه منذ الموسم الماضي تقريبا، ما جعل أداءه أمام باتنة غير مقنع على الإطلاق.
البحث عن النتيجة جعل الأداء متواضعا
بالعودة إلى مجريات اللقاء نجد أن الفريق لم تكن تعنيه طريقة اللعب بقدر ما كان مهتما بالنتيجة النهائية، وهو ما جعل الأداء متواضعا جدا في المرحلة الأولى، الأمر الذي دفع المدرب لإخراج الظهير الأيمن حسني في الشوط الثاني وإقحام مسعود مكانه وهو التغيير الذي جاء بثماره بعدما عادل مسعود النتيجة وساهم كثيرا في تسجيل الهدف الثالث.
بن شوية يؤكد سوء تنظيم المدافعين
وبعد نهاية المباراة اعتبر بن شوية أن أكبر إشكال صار يقع فيه المدافعون هو سوء التنظيم واعترف أن الشلف في السابق كانت قوية بقوة دفاعها أما اليوم فإن تلقي الأهداف عن طريق الهجمات المرتدة أو الكرات الثابتة أصبح إشكالا. وحسب تصريح المدرب فإن اهتزاز شباك قوادري مرتين أثر في أداء لاعبي خط الوسط والخط الأمامي الذي كان قادرا على تسجيل أكثر من ثلاثة أهداف لو استغل سوداني لوحده الفرص العديدة التي أتيحت له.
... ويبقى مطالبا بمراجعة الحسابات
بعد الفوز الصعب وغير المقنع أمام باتنة، طالب الجميع المدرب بمراجعة حساباته وإعادة النظر في التشكيلة التي سيعتمد عليها لاحقا، ملحين كذلك على ضرورة التخلي عن فكرة الاعتماد على الأسماء بما أن كرسي الاحتياط يزخر بلاعبين شبان قادرين على رفع التحدي والبرهان على أحقيتهم بمكانة أساسية، خاصة بعد أن ظهر العديد من اللاعبين بوجه شاحب لا يشرف أسماءهم المعروفة على الإطلاق. وكان بن شوية قد صرح عند مجيئه للفريق أنه قد يحدث تغييرات على التشكيلة مستقبلا غير أنه اعتمد تقريبا على الأسماء نفسها المعروفة التي كان يعتمد عليها سليماني من قبل.
الفوز أعاد الفريق إلى الواجهة
وقد سمح الانتصار على باتنة باحتلال الصف التاسع برصيد 41 نقطة، بعيدا عن صاحب الصف الخامس شبيبة القبائل بثلاث نقاط فقط (الشبيبة تنتظرها مبارتان متأخرتان أمام سطيف ومولودية باتنة)، ومن بين النقاط الايجابية التي خلصنا إليها بعد فوز الجمعية على “البوبية” هي استعادة الجميع لأمل ضمان مرتبة مشرفة قد تؤهل الفريق لمشاركة خارجية، خاصة أن الشلف مازال في رصيدها لقاء متأخر ستلعبه الأربعاء المقبل أمام الوفاق السطايفي، قبل استقبالها فريقين آخرين وهما شبيبة القبائل واتحاد عنابة اللذان يملكان نفس الطموح.
مسعود: “كدنا ندفع ثمن التهاون“
وصرّح هداف الجمعية قائلا: “المهم هو الفوز على “البوبية” وضمان ثلاث نقاط، تلقينا هدفين بسبب الإفراط في الثقة والاستخفاف بالمنافس، لكننا لم نستسلم وآمنا بقدراتنا إلى غاية الأنفاس الأخيرة من المباراة حيث تمكنا من تسجيل هدف التقدم، على العموم سيبقى سيناريو هذه المباراة درسا يجب أن نستفيد منه في بقية المشوار”.
علي حاجي: “هذا الفوز له طعم خاص“
قال المهاجم علي حاجي كريم: “قدمنا ما كان مرجوا منا أمام فريق لعب بعيدا عن كل الضغوط، المدرب قدّم لنا تعليمات بين الشوطين وتمكنا من الوصول إلى المرمى في مناسبتين وكنا قادرين على التسجيل أكثر لولا التسرع الذي طبع طريقة لعبنا والتجمع الكبير للاعبي باتنة في الخلف. على كل حال، يبقى المهم هو إبقاء النقاط الثلاث هنا بالشلف لأن التغلب على باتنة في مثل هذه الظرف له طعم خاص جدا، لاسميا أننا كنا مطالبين بضرورة محو آثار التعثرات الأخيرة وإسعاد أنصارنا“.
----------------------
الأنصار خرجوا غاضبين
رغم أن فريقهم تمكن من حصد ثلاث نقاط بعد الفوز على باتنة إلا أن غالبية الأنصار غادروا مدرجات ملعب بومزراڤ وعلامات الغضب بادية على ملامحهم وكأن فريقهم سجّل تعثرا، و يعود هذا إلى التهاون الشديد في دفاع الفريق وتلقيه هدفين بطريقة تافهة.
... وشتموا بوخاري كثيرا
رغم أنه لم يشارك مع الفريق من البداية إلا أنّ المهاجم ياسين بوخاري كان المستهدف الاول في تشكيلة بن شوية بدليل أن الأنصار شتموه، والسبب يعود إلى تضييعه واحدة من الفرص الحقيقية التي أتيحت للفريق في (د74).
عبروس مساعدا ل بن شوية إلى نهاية الموسم
بعد اكتفائها بوضع الثقة في المدرب المساعد محمد بن شوية لتولي مهمة الإشراف على العارضة الفنية لجمعية الشلف خلفا للمدرب المستقيل أحمد سليماني، أقدمت إدارة الفريق على تكليف مدرب براعم المدرسة الدولي السابق عبروس النعاس بمهمة مساعدة بن شوية في مهامه إلى غاية نهاية الموسم، خاصة أن عبروس أثبت قدراته المهنية عندما تمكّن الموسم الماضي من التتويج بالبطولة والكأس مع الأشبال وهو الإنجاز نفسه الذي حققه هذا الموسم مع براعم مدرسة الجمعية.
-----------------------
مواسة: “حضوري إلى ملعب الشلف كان صدفة ولم آت لمعاينة الجمعية“
في اتصال هاتفي به أكد المدرب كمال مواسة أن حضوره مباراة أول أمس بين جمعية الشلف والضيف مولودية باتنة كان صدفة حيث كان متواجدا بالقرب من الشلف وتلقى دعوة من أحد إداريي “البوبية” لحضور اللقاء، وقال: “وجودي بالشلف لا علاقة له إطلاقا بمعاينة هذا الفريق وبما أنني كنت متواجدا قريبا من الشلف فقد عرض عليّ الرئيس زيداني القدوم ومتابعة المباراة فقط وهو الأمر الذي حصل، بالمقابل أنا مستغرب لما كتبته بعض الصحف اليوم (الحوار أجري صبيحة أمس) وتأكيدها أنني رسميا مدرب جمعية الشلف .. صحيح أنه تربطني علاقة وطيدة مع الرئيس مدوار وأعرف غالبية لاعبي الجمعية بحكم أنني أشرفت على تدريبهم من قبل، لكني أؤكد أنني لم أتلق أي اتصال لا من الرئيس مدوار ولا من أي عضو في إدارة الشلف، وفي حالة تلقي الاتصال فإن عرض الشلف لا يُرفض”.
-------------------------------
عبو يرد على منتقديه
رغم غيابه عن اللقاءات الأخيرة للفريق بسبب خيارات المدرب وموجة الغضب الشديدة التي لقيها من بعض الأنصار الذين اعتبروا أن عبو فقد مكانته في الفريق واعتزاله أصبح ضروريا، إلا أن اللاعب تصرّف بحكمة وواصل العمل ولم يقم بأي سلوك للتعبير عن استيائه من تهميش المدرب له في الخرجات الأخيرة.
أثبت أحقيته بمكانة أساسية أمام باتنة
انتقادات الأنصار للقائد عبو جعلته يرد بطريقته الخاصة حيث أثبت للجميع في لقاء أول أمس أمام باتنة أنه عنصر أكثر من مهم في معادلة بن شوية بدليل التوازن الذي خلقه في تشكيلة الفريق خاصة في الشوط الأول والدور الكبير الذي قام به والكرات العديدة التي استرجعها في الوسط.
عبو: “قمت بعملي والفضل للجميع”
أما اللاعب عبو فقد أكد لنا أنه أشد السعداء بهذا الانتصار معتبرا أنّ الفضل يعود إلى جميع اللاعبين والمدرب بن شوية وحتى الأنصار القلائل الذين وقفوا إلى جانب التشكيلة خاصة في اللحظات الأخيرة من المباراة، كما لم يخف عبو قلقه من تراجع مستوى الفريق في اللقاءات الأخيرة وتضييع نسبة من حظوظ احتلال مرتبة مؤهلة لمنافسة خارجية.
-------------------------------
سوداني: “المهم حققناه أمام باتنة ونضرب لأنصارنا موعدا أمام الوفاق“
ما تعليقك على الفوز الذي حققتموه أمام مولودية باتنة؟
اللقاء كان صعبا للفريقين وخاصة بالنسبة إلينا لأن المنافس لم يكن لديه ما يخسره، فرغم أنه كانت تحدونا إرادة قوية لتحقيق الفوز وإعادة هيبة الشلف التي افتقدها الأنصار هذا الموسم إلا أنه كما يقال تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث وجدنا صعوبة كبيرة في فرض منطقنا، لكن المهم أننا تمكنا من تحقيق الفوز وخرجنا منتصرين في النهاية، على كل حال سنحاول وضع هذا اللقاء جانبا وعدم إكثار الحديث عليه والتفكير من الآن فيما تبقى من مشوار ولقاء الوفاق الأربعاء المقبل.
ما هو السبب الذي جعلكم تظهرون بمستوى متواضع أمام منافس كان من الوهلة الأولى يبدو في متناولكم؟
لا يمكن الحكم على مستوانا في هذه المباراة بما أنها جرت في ظروف صعبة بعد أسبوع صعب قضيناه رفقة المدرب بن شوية، كما أننا لعبنا المباراة بعدد من الغيابات وحتى بعض العناصر التي شاركت في اللقاء عائدة من الإصابة ولم تلعب بكامل إمكاناتها وهو ما أثّر علينا، إضافة إلى هذا فإن الثقة الزائدة التي دخلنا بها المباراة وشعورنا من البداية بأننا أمام امتحان سهل جعلت الأمور تنقلب علينا وأصبحنا في المرحلة الثانية “نسلكو“ رؤوسنا فقط خاصة أن الوقت كان يمر سريعا والمباراة كانت توشك على نهايتها.
هذا يعني أنكم استصغرتم المنافس.
بالعكس، كنا ندرك جيدا أن المباراة مفخخة وباتنة التي سبّبت مشاكل للبرج من قبل لن تحل بالشلف للنزهة بل من أجل العودة بنتيجة تشرفها وهذا ما يعني أننا كنا نتوقع صعوبة المباراة، كما أن أهم عامل جعل شبان باتنة يسببون لنا العديد من المشاكل هو تركيزهم الشديد على المباراة وثقتهم في إمكاناتهم وهو ما جعلنا نتسرّع في كثير من الأحيان ونضيّع الكثير من الفرص.
ألم يتسرّب الشك إلى نفوسكم عندما كان اللقاء يوشك على النهاية والنتيجة لم تكن في صالحكم؟
لا، لم نشك على الإطلاق وكنا نؤمن بكامل إمكاناتنا وهو الأمر الذي جعلنا نتمكّن من هز الشباك في الدقائق الخمس الأخيرة ونكرس سيطرتنا على مجريات اللعب في نصف الساعة الأخير من المباراة.
على ذكر نصف الساعة الأخير ألم يكن دخول البديل مسعود مكان الظهير حسني سببا في انتعاش اللعب الهجومي لفريقك؟
صحيح أن دخول مسعود قدّم لنا الدعم الإضافي، لكن حتى نحن في الشوط الثاني صنعنا العديد من الفرص لكننا لم نكن نفرّق بين السرعة والتسرع وهو الأمر الذي جعلنا نضيّع الكثير.
وهل أنت راض عن المردود الذي قدمته في هذه المباراة؟
بالتأكيد أنا راض جدا بما أنني في لياقة بدنية عالية وأتمتع بكامل إمكاناتي بدليل أنني تمكنت من تسجيل الهدف الثالث لفريقي في وقت حساس جدا وهو الهدف الذي رفع معنوياتي في السماء خاصة أنّني لم أتمكّن من التسجيل في اللقاءات الأخيرة.
المدرب بن شوية وجّه انتقادات لاذعة للاعبي الوسط والدفاع وقال إنهم لا يعودون إلى الدفاع لما تكون الكرة عند المنافس، ما تعليقك؟
كما سبق وأن قلت لك نحن نحترم كثيرا قرارات المدرب وتوجيهاته لهذا سعينا إلى تطبيقها، لكن مشكل تلقي الأهداف يبقى مطروحا هذا الموسم.
الأنصار كانوا ينتظرون منكم فوزا هذه المرة مصحوبا بأداء جيد لكنكم فزتم بالنتيجة فقط.
في الوقت الحالي أصبحنا نبحث عن النتيجة وبالعودة إلى ظروف المباراة فإن الأنصار مقتنعون بتحقيقنا لفوز وإضافة ثلاث نقاط أخرى إلى الرصيد اقتربنا بفضلها كثيرا من أصحاب المراتب الأولى.
بعد هذا الانتصار الأنصار أصبحوا يحلمون باحتلال مرتبة مشرفة، هل ترى أنكم قادرون على تحقيق هذا؟
من حق أي مناصر أن يحلم ليس بمرتبة مشرفة وإنما برتبة مؤهلة لمنافسة خارجية، لكننا كلاعبين أصبحنا نؤمن أكثر بقدراتنا وإمكاناتنا خاصة بعد أن تمكننا من الإطاحة بفريق باتنة بعد الظرف الصعب الذي مررنا به والفرصة مواتية لنا لمواصلة النتائج الإيجابية.
ستواجهون وفاق سطيف الأربعاء المقبل، كيف ترى هذه المباراة؟
السطايفية ازداد طموحاتهم أكثر في التنافس على لقب البطولة بعد تعثر الرائد وعودتهم من باتنة بانتصار ثمين، لهذا أتوقع أن تكون المباراة صعبة جدا ليس على الوفاق فحسب بل حتى علينا نحن المطالبين بالفوز وإبقاء النقاط الثلاث هنا بالشلف.