المخرج ياسين بن الحاج: "لست مضطرًّا للتحدّث بالعربية" تسبّب المخرج الجزائري، ياسين محمد بن الحاج، مساء أمس، في إحداث حالة من الاستياء بين الجمهور الذي تابع عرض فيلمه السينمائي "راني ميت"، بسبب رفضه الحديث باللغة العربية.
وهرن: خيرة بوعمرة وخلال مناقشة الفيلم الذي افتتح المنافسة الرسمية في فرع الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان وهران للفيلم العربي، بعد نهاية عرضه، طلب صحفيّون عرب من المخرج ترجمة إجابات فريق العمل، لكن الأخير أجاب بالقول إنه ليست مضطرا للتحدث بالعربية أو الترجمة. وأثار تصرّف المخرج استياء إعلاميين رأوا أنه يسوّق صورة سيئة عن مهرجان وهران وعن الجزائر عامة"، مؤكّدين أنه كان بإمكان القائمين على المهرجان استقدام مترجمين لتدارك هذه المشكلة وتنّجب الهفوات التي من شأنها الإنقاص من قيمة المهرجان الذي مازال يغرق في مشكل سوء التسيير في دورته الثامنة. وتدور أحداث، فيلم "راني ميت".. في 95 دقيقة، حول رجل اسمه عمر يطلب منه ابنه حبيب أن يقتني له قناعا من أجل أداء دور "الغوريلا" في مسرحية مدرسية، ولأنه لا يملك المال، يقوم بسرقة سيارة يجد بداخلها حقيبة مملوءة بالنقود قبل أن يدرك أن صاحبها مجرم مطلوب من قبل الأمن، ليدخل في صراع بينه وبين الرجال، ثم تتقدم أحداث العمل بشكل سريع يقترب من أسلوب الأفلام القصيرة، ليصل إلى المشهد الأخير الذي يقدمه المخرج بشكل ذكي خاطف وغير منتظر؛ حيث ينجح عمر في استرجاع قناع "الغوريلا" من الشرطة بعدما ضاع منه في أحد المطاعم ويقدمه لابنه بشرط أن يقدم له مقطعا من المسرحية، وهي اللقطة التي تختلط فيها جمالية الصورة مع قوة الفكرة. ويقدم الفيلم الذي أنتجه لطفي بوشوشي، صورة جديدة للسينما الجزائرية بخروجه عن سياق الأفلام الروائية النمطية، من خلال تجربة تتفادى أسلوب السرد، وترتكز على الصورة القوية التي لم يوفق المخرج في موازنتها مع موضوع الفيلم الذي يقدم الموت نهاية لكل خارج عن القانون. ويضيع المخرج بين أفكار مشوشة فشل في تركيبها في نسق منسجم، حيث تشذ عديد المشاهد عن مسار أحداث الفيلم الذي يصل بالمشاهد في عديد اللقطات إلى التساؤل عن محل هذه الشخصية وذاك المشهد من أحداث الفيلم، كما تظهر كاميرا المخرج ضعيفة في العديد من اللقطات التي تأخذ المشاهد من زوايا تضعف قوته.
تفاجأ جمهور مهرجان وهران بتغيير برنامج عروض الأفلام الطويلة؛ حيث تم تأجيل عرض الفيلم المصري "بتوقيت القاهرة" لمخرجه أمير رمسيس، وتعويضه بفيلم "الزيارة" للمخرج التونسي نوفل الطابع، دون سابق إعلام من الجهات المنظمة الغائبة عن قاعات العرض. يتتبع الفيلم، وهو إنتاج مشترك جزائري تونسي مغربي، قصة يوسف الذي يشهد في طفولته مقتل والدته على يد والده بعد خيانتها له، مما يتسبب له في فقدان ذاكرته التي يسترجعها ضمن أحداث الفيلم على مدار ساعة وأربعين دقيقة، في مشاهد متقطعة تتسارع تارة وتتباطأ تارة أخرى، في صمت تقدمه كاميرا نوفل الطابع في صورة قوية ترضي المشاهد وتجعله يكتفي بالصورة على حساب الحوار. وهو ما يحسب للمخرج. من جهة أخرى؛ تتبع جمهور الأفلام القصيرة في قاعة السينماتيك بوهران عرض الفيلم المغربي "دم وماء" للمخرج عبد الإله الجوهري وفيلم "ليبيا" من توقيع المخرج الإماراتي "مؤيد زابطية".
مهرجان وهران يستحضر الكبار وقفة تكريمية في رواق ضيق
اقتصرت وقفة المهرجان الدولي للفيلم العربي، أمام كبار السينما الجزائرية والعربية، على عرض ست لوحات وإلقاء بعض الكلمات التي قيلت في رواق ضيق لم يتسع لحجم وقيمة المكرمين من قامات السينما والإبداع العربيين. ضاق رواق فندق "الروايل" خلال الوقفة التكريمية التي خص بها المهرجان الراحلين في سنة الفقدان عن الشاشة العربية، فم يرق التكريم إلى مستوى المكرمين من أمثال أسد السينما الجزائرية سيد علي كويرات وسيدتي السينما فاتن حمامة وفتيحة باربار والمبدعة آسيا جبار والمخرج الكبير عمار العسكري وعاشق الجزائر قصي صالح درويش، الذي انتصبت لوحاتهم الصامتة التي طغى نبضها على الأجواء، وأحمد بجاوي يستعرض مسيرة الواحد تلوى الآخر، على اعتبار أنه عايش كل الراحلين ورافقهم خلال مسيرتهم الفنية والإبداعية من سيد علي كويرات الفنان المتواضع الكبير في أعماله. إلى المبدعة آسيا جبار التي كانت تقول دائما بأنها روائية سينمائية بعدما تأثر كتاباتها الأدبية بالإخراج السينمائي. واستذكر بجاوي عمار العسكري المخرج الذي وقف طول حياته دفاعا عن الحقوق الفنانين، وتوقف أيضا عند سيدة المسرح والسينما فتيحة بربار المرأة المبدعة التي قدمت أعمالا لا تغيب عن ذاكرة الجزائريين. وشمل التكريم صديق الجزائر قصي صالح درويش الذي ستبقى مواقفه الداعمة للسينما والسينمائيين الجزائرية شاهدة على عشق هذا الرجل للجزائر.
إبراهيم صديقي ل"الحوار" "السلطان سليمان" غاب بسبب ارتباطاته ولم يطلب مبلغا خياليا
أكد محافظ مهرجان وهران، إبراهيم صديقي، في تصريح ل"الحوار"، بأن غياب الممثل التركي خالد أورغنش بطل مسلسل "حريم السلطان" عن فعاليات مهرجان وهران في دورته التي تكرّم السينما التركية، كان بسبب ارتباطاته الفنية ولا علاقة له بموضوع الأجر، مفندا الأخبار التي تداولتها العديد من الصحف التي ذكرت بأن "السلطان سليمان" اشترط على صديقي رقما خياليا مقابل الحضور. من جهة؛ أخرى أكد صديقي على أهمية التجربة السينمائية التركية التي غمرتها الدراما بنجاحاتها الساحقة، والتي كان لابد من تسليط الضوء عليها في البعد الدولي للدورة الثامنة لمهرجان الفيلم العربي الذي عليه الاستفادة من التجارب الدولية لتطوير الصناعية السينمائية العربية والجزائرية أيضا من خلال عرض هذه التجربة الرائدة وتفكيك شفراتها وكشف أسرارها ولم من باب التطفل الإيجابي الذي من شأنه تطوير أدوات صناع الصورة، وفق قوله.