عماره بن عبد الله مما لاشك فيه أن التخطيط الناجح لمستقبل أي كيان يعتمد اعتمادا كليا على توفر مقومات أساسية وضرورية تتمثل في الفهم الشامل لاستشراف المستقبل وتحدياته ، والتدرب على أدواته ومناهج استشرافه لتكوين رؤى مستقبلية ثاقبة ، وبالتالي فإن عملية استشراف المستقبل لاتهدف إلى إصلاح الماضي ولاتقليص أخطاء الحاضر , وإنما تركز بشكل أساسي على الصورة المثلى للمستقبل بحيث تنفذ على أرضية الواقع من خلال عملية التخطيط ، فالتخطيط للمستقبل يتبع الحاضر بالتأكيد، لأن الحاضر أساس مهم لاستشراف المستقبل باعتباره غير مقدر سلفا بل نحن نصنعه بأعمالنا. وعليه عزيزي القارئ فصناعة المستقبل قد بات مهمة ملحة للجميع بل ضرورة للغاية لبناء الدولة وتطورها وتنميتها المستقبلية في مختلف مجالات الحياة وفروعها ، لذا فإنه من السذاجة أن ننتظر المستقبل يفرض نفسه علينا بحكم الواقع أو يفرضه الآخرون علينا بالقول , أو بأي وضعية وأي طرح كان ,ومن هنا تجسدت وبقوة النهضة الاستشرافية بالجزائر وترعرعت بين أحضان المجتمع المدني من شخصيات وهيئات ويمكن تحديد أنموذجا متمثل في مبادرة صناعة الغد التي يقودها الخبير بشير مصيطفى الذي شرف الجزائر والوطن العربي في محافل عالمية متعددة , والذي لديه نظرة إستشرافية لكل القطاعات وفقا لمعايير علمية مبنية على معطيات إحصائية ، وهو ما يجعل منه شخصية علمية بإمتياز يمكنها أن تعطي في كل مناسبة يدعى إليها إضافة تصب في فائدة البلاد ولتمكين القائمين على تسيير شؤون الدولة من وضع خططها لمسايرة المستقبل ووضع الأساسات الصحيحة والمتينة للأجيال القادمة. نعم فقد صال وجال في مناطق وميادين مختلفة منها الاقتصادي والاجتماعي والتضامني وقضايا الحوكمة والخدمة العمومية مرورا بالشباب وعلاقتهم بالسحر الازرق وغيرها كلها تبلورت في نهضة مصيطفى الاستشرافية حتى الجانب الوجداني وتحليل بيانات المجتمع الروحي من خلال تصميم خطط اليقظة الروحية على أساس الأهداف الاستراتيجية لحماية الشباب من أثر التحولات الفكرية دخل في موسوعة اليقظات العامة لأجل رسم خارطة طريق واضحة لأجل غد الجزائر. فعلا هي تجربة حافلة , وانطلاقا من مبدأ دور المجتمع المدني مكمل لدور الحكومات والهيئات الرسمية فأنى الاوان احتضان هاته الافكار والتي كما يقول صاحبها مستمدة من عشرات الأحاديث النبوية ذات البعد الاستشرافي ومنها أحاديث المعاش وتنظيم المال وتأطير الاستثمار والتنبؤ بالملفات الاستراتيجية للأمن الاقتصادي في العالم .فعلا أنها تجربة وقيمة مضافة يمكن القول المميزة بعطائها وخبرتها ورؤيتها الثاقبة لمختلف القضايا ذات الاهتمام ,فالجزائر تفتخر بأن لها رجال يواصلون النضال.