صوت لبناني مميز وحضور قوي يشعّ عنفوانا، أثبت نفسه في الساحة الفنية، بعد الخوض في مسيرة ملأها التحدي، الصبر والإصرار، قصة لنجم سار على درب النجاح متعمدا صقل موهبته أكاديميا للتمكن من جميع النواحي، من خريجي برنامج الهواة "استديو الفن"، حيث حاز على الميدالية الذهبية فئة الأغنية التراثية اللبنانية، تجاربه في التلحين عديدة ومميزة أيضا، حيث قام بتلحين "آخر همي"، "بموت فيكي" وغيرها من الأغاني المختلفة ذات الصدى الكبير، حقق نجومية كبيرة بعد إصدار أعمال صنعت الحدث، كما أن اهتماماته الإنسانية لا تقل عن اهتمامه الفني، حيث عيّن أيضا سفيرا للأمم المتحدة للنوايا الحسنة في قضايا اللاجئين، الأمر الذي يعتبره تشريفا كونه يحب المشاركة في نشر المحبة. ضيفنا في هذا العدد، النجم الكبير "هشام الحاج"، الذي سيكشف لنا تفاصيل أخرى عن حياته. *عمدت في مسيرتك إلى صقل الموهبة بالدراسة والمشاركة في برامج مختلفة، حدثنا أكثر عن هذه الرحلة الفنية، وهل النجومية كانت حلم الطفولة؟ حقيقة بدأ ظهور موهبتي في سن صغير جدا، في السن العاشرة تقريبا، ومن دفعني لصقلها هي نصيحة من أستاذ كبير لبناني "منصور الرحباني"، حيث حصل لي شرف زيارته في بيته مع الوالد تلبية لدعوة صديق مشترك، أثنى على صوتي يومها، ونصحني والوالد بالتثقف غنائيا، وبناءً على هذا قمت بالتوجه إلى جامعة روح القدس بالكاتوليك وشرعت في أخذ دروس في عمر السادسة عشر تقريبا، درست الغناء الشرقي والموشحات والعزف على العود والسولفاج وتاريخ الموسيقى وغيرها لمدة أربع سنوات، وهكذا بدأت قصتي مع الغناء… *ماهي أكبر التحديات التي واجهتك في بداياتك، وهل فكّرت في الانسحاب في بداياتك؟ التحديات في عالم الفن كبيرة حقيقة، فبعد خروجي من برنامج "استوديو الفن"، فئة الأغنية التراثية، أو بما تسمى البلدية، حزت على الميدالية الذهبية بشهادة تقدير لجنة الحكم، بإمضاء الراحل "زكي ناصف"، والمخرج "سمو أسمر"، لتتجلى التحديات، لأن الفنان أوالهاوي لا يعرف في بدايته أن الفن يكلف ماديا كثيرا، و يجب أن يدفع هذه المبالغ، أيضا بذل جهد ووقت، السهر بالليل والنهار حتى يستطيع الوصول. أصعب التحديات كانت تكمن في إنتاج الأعمال الفنية، حيث لم أجد في البداية شركة تدعمني بالشكل الصحيح ، هذا ما كان يعذبني كثيرا، لكني -والحمد لله- صبرت واستمريت إلى أن بلغت ما أنا فيه اليوم. * ظاهرة أخرى للتسويق الفني من خلال عرض حياة الفنان الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما رأيك فيها، وإلى أي مدى يمكن أن تشارك حياتك مع جمهورك؟ مؤخرا، أصبحت الحياة الاجتماعية أو"السوشيل ميديا" شيء لا يستغنى عنه بالنسبة للفنانين، فعليا أصبح هناك فئة كبيرة تسوق لذاتها، بالتركيز بشكل مكثف على الحياة الخاصة، أنا من النوع المقل بهذا الموضوع، في البداية كنت ضده تماما، لكن مع مرور الوقت اقتنعت أنه من المفترض أن تعرف الناس المحبة للفنان عن تفاصيله أكثر، عن حياته الشخصية حتى يتسنى لها معرفة من يكون؟، كيف يعيش؟، ليس فقط الاهتمام بطربه، لأن الفضولية مرات عند الناس المحبة تشكل لهم حبا للاطلاع على حياته، فأصبحت أعرض بعض القصص بشكل قليل، لكن لا أزال ضد التكثيف من الإعلان على الحياة الخاصة لأنها ممكن أن تؤثر سلبا على الفنان أحيانا. *على غرار الغناء لديك تجارب في التلحين، حدثنا عنها؟ بالنسبة للتلحين، نعم كان لدي عدة تجارب في التلحين، بدأت معي بالبدايات، لحنت أغنية للجنوب كلمات "كرم" وقت العدوان الإسرائيلي على لبنان، ثم أغنية "أموت فيك" كلماتي وألحاني، أغنية "آخر همي" أيضا كلماتي وألحاني، "خليكي حدي" و"بعرف اشتقتلي"، أغنية للجيش اللبناني أيضا من ألحاني بعنوان "يا وطني"، كلمات الشاعر "أسعد زهرب "، يعني كانت لدي تجارب جيدة في عالم التلحين ولكنني لم أركز على الموضوع بالشكل الجذري منعا للتكرار، ربما شعرت أن التنوع بألحان لأكثر من ملحن يصنع تميزا واختلافا في روحية الأغنيات التي يقدمها,،و لا أزال ألحن مرات، لكن فقط عندما أقتنع مئة بالمائة لأنتج العمل في النهاية وأصدره. *ماهو رأيك في برامج الهواة، وهل خدمت فعلا أصحاب المواهب؟ برامج الهواة رأيي فيه إيجابي، وأنا من المتخرجين من برامج هواة " استديو الفن" الذي كان من أهم البرامج وقتها على الساحة. الفرق اليوم في البرامج يختلف في تقييم الهاوي، في برنامج استديو الفن كان هنالك أسماء كبيرة في عالم الموسيقى، مثل الأستاذ الراحل "وليد غلمية"، الأستاذ "روميو لحود"، الراحل" زكي نصيف" والسيدة ماجي فرح، كان هنالك عدة مضامير ومجالات يقدم عليها الهواة. أكيد برنامج الهواة يدعم الموهبة وخاصة في المرحلة الأولى في حياته، وأنصح أصحاب المواهب الشابة للتوجه لهذه البرامج من أجل العثور على فرصة إعلامية مناسبة تضيء اسمه، وتبرز للناس قدرته الصوتية في أسرع وقت ممكن. *ما رأيك في الفن الجزائري، وهل يمكن أن نراك في عمل جزائري قريبا؟ الفن الجزائري فن جميل وراقي ورائع جدا، و لديه طابع خاص به من حيث روحية المنطقة وما تحمل من مميزات. في بعض الأحيان الإيقاع واختلاف الأداء بيننا وبين الجزائر يجعل الغناء ليس سهلا، وإن دل فاإه يدل على ذوق رقي و ثقافة فنية كبيرة لدى الشعب الجزائري. دعوني أذكر الأستاذ "نبلي فاضل"، الموسيقار الكبير الذي كان لي الشرف في المشاركة في تكريمه بالجزائر، كان ذلك بحضور مع معالي وزير السياحة، سعدنا كثيرا بهذا اللقاء والتكريم، وطبعا لي الشرف في إنجاز عمل جزائري، وفي الحقيقة نحن بصدد تحضير أغنية يشارك فيها أكثر من اسم، وعندما سيحين موعدها سنقوم باطلاعكم عليها وموافاتكم بتفاصيل أكثر. ماذا أخذت منك الشهرة وماذا منحتك؟ الشهرة منحتني محبة الناس،هي رزق من عند الله، هي نعمة كبيرة ليست متاحة للكل، ولكن أخذت مني حياتي الخاصة، ارتباطي بالعائلة بالشكل الدائم، تختلف حياتي كفنان عن حياة كل فرد عادي، لأن حياة الفنان تصبح ملك للناس ولا يشعر الفنان بعدها أنه ملك نفسه حتى، وهذا نوع كبير من التضحية من الفنان اتجاه من أحبوه. *بعيدا عن الأضواء، كيف يقضي النجم هشام الحاج أوقاته؟ إجمالا حياة الفنان للفن. يمكن أن نقول هذا يحصل لحد ثمانين بالمئة، إن كان في المكتب في البيت في الاستوديوهات، وقتي أمضيه في العزف على العود، التلحين وتجربة أغاني جديدة، على غرار ذلك أخصص أوقاتا للرياضة، للعائلة ولبعض الهوايات كالتزلج، الصيد وركوب الدراجة الهوائية، هناك أكثر من هواية تجذبني وأحب ممارستها. عالميا نلاحظ دائما تبني المشاهير قضايا إنسانية مختلفة، ما رأيك في هذا العمل، وماهي أكثر قضية إنسانية تثير اهتمامك؟ القضايا الإنسانية مهمة في حياة الفنان، و يهمني أن أشارك فيها، لأنها تخدم واقعنا كبشر على وجه الأرض، لأننا في النهاية خلق الله والله وصانا بالمحبة وخدمة الآخر، وحب المشاركة في المجتمعات، والذين شاركوا في هذا المجال شخصيات كثيرة من خلال مؤسسات وجمعيات إنسانية. كان لي الشرف مؤخرا، أن أعيّن سفير الأممالمتحدة للنوايا الحسنة واللاجئين، الأمر الذي أسعدني كثيرا. حقيقة أكثر قضية تعنيني هي قضية الطفولة المهملة في العالم، الأطفال الذين يتعرضون للمجاعة في دول كثيرة وللعنف الجسدي، والذين يتأذون من الحروب التي تحدث وتخلف أطفال شهداء، مرضى السرطان. موضوع الطفولة موضوع أساسي بالنسبة لي، و من دون شك موضوع اللاجئين الذي عينت سفيرا له، جزء لا يتجزأ منه، لأننا نرى عدد الأطفال الذين يعانون من جرائه، والذين يوجدون في مخيمات وخيم في كثير من دول العالم، يعانون الجوع، البرد و الفقر، وهذا الشيء يؤثر فينا ويشعرنا بدرجة إهمالنا في حق الإنسانية، و أنا حقيقة من دعاة المحبة والمشاركة في المجال ودعم الطفولة والأطفال. *حدثنا أكثر عن جديدك؟ بالنسبة لجديدي بعد "أنت وأنا"و "سحرك مجنون"، نحن اليوم، بصدد إصدار عمل سيكون ممكنا قبل عيد رأس السنة الجديدة، أو ممكن مع السنة الجديدة، أنا اليوم موجود في الأستديو مع الموزع اللبناني "رجي خولي" والملحن "وسام الأمير" لتنفيذ هذا العمل، الذي سيكون من إنتاج "لايف ستايل ستوديو" عمل مميز ستسمعونه قريبا، كما سيصور في ست بلدان عربية وعالمية، لأنني أصبحت أؤمن أن الفن ليس محلي بل عالمي، ويجب علينا أن نوسع انتشارنا في كل أصقاع العالم. بالنسبة للحفلات، ستكون هناك لي جولة في أمريكا وكندا قريبا، جولة أيضا في بلدان أوروبا بين فرنسا، وبلجيكا وألمانيا، وبروكسل وممكن في الدنمارك، وبأستراليا أيضا ممكن في شهر أربعة، وسيدني ومارفن، هذه كل مشاريعنا. *كلمة أخيرة لجمهورك ولقراء جريدة "الحوار"؟ لجريدة "الحوار" الجزائرية، أقول أنا أحبكم كثيرا، ولكل قراء هذه الجريدة أنتم في القلب دائما، وأشكر محبتكم ودعمكم، وأعدكم بأعمال جميلة بين الجزائر و لبنان، انتظروا جديدنا كان معكم "هشام الحاج". حاورته: سارة بانة