حسم، أمس، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي مسلسل صراعه مع رئيس الرابطة محفوظ قرباج، حيث قرر المكتب الفدرالي المجتمع أمس بفندق "نوفوتال" في سطيف سحب تسيير البطولة الوطنية من الرابطة المحترفة وتكليف الديركتوار بتسييرها مؤقتا إلى غاية عقد الجمعية العامة الانتخابية. وكما كان متوقعا فقد شهد اجتماع المكتب الفدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أمس نهاية "الحرب" المعلنة بين رئيس "الفاف" خير الدين زطشي ورئيس الرابطة محفوظ قرباج، بعدما اتفق أغلب أعضاء المكتب الفدرالي على ضرورة "الضرب" بيد من حديد وإيقاف محفوظ قرباج عند حده بعدما تمادى حسبهم في إهانة الاتحادية من خلال تحديه لرئيسها وانفراده بقرارات منافية لقرارات المكتب الفدرالي. ويأتي قرار زطشي بعد اقتناعه بأن التعايش بينه وبين قرباج أضحى مستحيلا بسبب "تعنت الأخير" في تحدي الاتحادية والإعلان صراحة بأنه يعتز بصداقته مع الرئيس السابق ل"الفاف" محمد روراوة، ما حمل قراءات بأن قرباج يعمل ضد مصلحة الاتحادية لفائدة الرئيس السابق محمد روراوة. وما زاد من غضب زطشي هو "إقدام" قرباج على منح الإجازات للأندية الممنوعة من الانتداب، وفي مقدمتها وفاق سطيف، رغم قرار المكتب الفدرالي السابق الذي حدد سقف المليار سنتيم لحجم الديون الواجب عدم تجاوزها من أجل الاستفادة من الاستقدامات، حيث وضع قرباج، رئيس "الفاف" في حرج، كون رئيس وفاق سطيف، حسان حمّار، أشرك، أمس، لاعبيه الجديدين بانوح وعواج أمام مولودية الجزائر، في تحد واضح للاتحادية، في وقت تفادى اتحاد الحراش ومولودية وهران وشباب بلوزداد الإقدام على ذلك بسبب قرار الاتحادية، فيما وظف اتحاد بلعباس لاعبيه الجدد بعد تسوية جزء من الديون بعد انقضاء الآجال. __________________________________ لهذا السبب ألغى روراوة انتداب الأفارقة والأجانب..ولهذه الضرورة أعادها زطشي عقوبات الفيفا تهدد الأندية الجزائرية بخصم النقاط بعد قرار الفيفا خصم 6 نقاط من رصيد فريق اتحاد بلعباس عادت قضية الفرق الجزائرية مع اللاعبين الأجانب إلى الواجهة، وهذا في ظل التماطل في تسوية المستحقات، ما يعجل باللجوء إلى لجنة المنازعات الدولية التي تجعل الفيفا تتدخل بيد من حديد. وحسب "موقع الشروق" فإن فريق اتحاد بلعباس قد دخل عقب قرار الاتحادية الدولية لكرة القدم إذ قد تم خصم 6 نقاط من رصيده وهذا بحجة عدم تسوية مستحقات اللاعب جيسي مايلي الذي سبق له أن حمل ألوان النادي، وهو الأمر الذي جعل إدارة "المكرة" تسارع الزمن للطعن وتكثيف المساعي لتفادي تجسيد هذا القرار ميدانيا، ورغم أن رئيس اتحاد بلعباس بن عياد قد أكد بأن اللاعب المذكور قد تم تسوية مستحقاته بنسبة كبيرة، إلا أن قرار "الفيفا" يحمل صيغة تنفيذية، وهو الأمر الذي يهدد فعلا تشكيلة المدرب شريف الوزاني بتجريدها من 6 نقاط تم اكتسابها فوق الميدان ليتم سحبها على البساط، كما أن الفريق ملزم بتسوية مستحقات اللاعبين لتفادي شبح إنزاله إلى الرابطة الثانية، مادام أن القرار يحمل صيغة تنفيذية. وفي السياق ذاته، يوجد شباب بلوزداد تحت نفس طائلة التهديد من الفيفا، وهذا بسبب قضية اللاعب نقومو الذي قدم هو الآخر شكوى إلى أعلى الهيئات الكروية الدولية لاسترداد حقوقه، وهو الأمر الذي يفرض على إدارة بوحفص الإسراع في تسوية الوضعية قبل انتهاء هذا الشهر، وبالمرة تفادي سيناريو شبيه لما يحدث حاليا لاتحاد بلعباس. ومعلوم أن قضية عدم تسوية بعض الأندية الجزائرية لمستحقات مدريين أو لاعبين مغتربين وأجانب قد كلفتهم غاليا، على غرار اتحاد البليدة الذي تم خصم 3 نقاط من رصيده منذ حوالي 14 سنة بسبب قضية اللاعب البرازيلي اوليفيرا، وكذا مولودية العلمة التي تعرضت لعقوبة مماثلة عام 2016، بسبب عدم تسوية مستحقات المدرب المغترب مالك، في الوقت الذي تجنبت إدارة شبيبة القبائل عقوبة قاسية بعد الشكوى التي أودعها المهاجم الإفريقي دابو لدى الفيفا، قبل أن يتم تسوية الإشكال في آخر لحظة، وتعد هذه القضايا من الأسباب التي جعلت حينها الرئيس السابق محمد روراوة يتخذ قرارا بعدم انتداب اللاعبين الأفارقة والأجانب بشكل عام، في ظل تزايد الشكاوي بعدم تسوية مستحقاتهم وهضم حقوقهم، بالشكل الذي يسيء حسبه إلى سمعة الكرة الجزائرية، حيث تم منع انتداب الأجانب، قبل أن يلغي الرئيس الجديد خير الذين زطشي هذا القرار خلال الصائفة الماضية، بعد أشهر قليلة من توليه مقاليد الفاف شهر مارس من العام المنصرم.