عمورة: 15 يوما فقط لا يخدم العملية التربوية يبدو أن مدة تكوين الأساتذة الجدد التي لم تتجاوز 15 يوما زادت في تذمر النقابات التي ترى أن العملية التربوية لا تسير بالشكل المطلوب، مع التأكيد على أن الأساتذة الجدد والقدامى لم يتمكنوا من حل شيفرة برامج الجيل الثاني التي صعبت على التلميذ والمعلم معا، وهو ما يستدعي حسب المختصين تخصيص برنامج تكويني متواصل على امتداد السنة فهل ستنجح سياسة بن غبريت للوصول إلى مدرسة ذات جودة، أم أن الوضعية الحالية لا تنبئ بذلك ؟ وفي هذا السياق انتقد الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين “ساتاف”، بوعلام عمورة، برنامج وزارة التربية الوطنية في مجال تكوين الأستاذة الناجحين في امتحانات التوظيف، مشيرا إلى ضرورة أن تغير الوزيرة من سياستها المنتهجة في تكوين الأساتذة الجدد واختيار طريقة تكوين تخضع للمقاييس العلمية والبيداغوجية، مؤكدا أن 15 يوما ليست كافية لعرض الخبرات المختلفة على الأساتذة الجدد، مشيرا إلى أن المدة الحقيقية يجب أن تصل إلى 12 شهرا هي مدة كافية حسب -عمورة- لتكوين المعلم على أن تسبق توظيفه يستطيع خلالها المكون أن يستفيد ويفيد فيما بعد. وأضاف عمورة في تصريح للحوار، أن مدة تكوين الأساتذة الجدد غير كافية وهو ما يستدعي اعتماد الوزارة سياسة جديدة تعتمد على التكوين المتواصل وتسعى أيضا لاسترجاع المعاهد التكنولوجية التي سلمتها لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي منذ سنوات، وأفاد عمورة بأن العملية التربوية على مستوى المؤسسات تعتمد أساسا على “التكوين القبلي المتخصص”، الذي يجب أن يكون على مدار السنة وليس على فترات قصيرة ومتقطعة لا تؤدي أهدافها المنشودة. التكوين يجب أن يشمل الأساتذة القدامى وفي سياق آخر كشف عمورة أن نسبة كبيرة من الأساتذة القدامى لا يتمكنون من تقديم دروس الجيل الثاني للتلاميذ خاصة في مادة الرياضيات، مشيرا إلى أن الوزارة تفكر في تكوين معلمي المدارس الابتدائية في هذه المادة لتفادي تراجع مستوى التلاميذ، مؤكدا أن الوزارة لم تتجاوز لحد الساعة مشكل عدم تأقلم الأساتذة القدماء مع البرنامج الجديد وهو ما يشكل عبئا على المعلم والتلميذ على السواء. ودعا عمورة في هذا الخصوص وزارة التربية الوطنية إلى اعتماد برنامج تكويني مخصص لهذه الفئة والتي يوجد عدد كبير منهم متحصلون على مستوى الرابعة متوسط فقط. وتجدر الإشارة أن وزارة التربية الوطنية شرعت بعد صدور نتائج مسابقة التوظيف في تكوين أساتذة التعليم الابتدائي، كما شمل التكوين الأساتذة الذين تم استدعاؤهم انطلاقا من القائمة الاحتياطية لسنة 2017 بغرض تحضيرهم للدخول المدرسي الحالي. وتهدف هذه العملية التكوينية القاعدية التي تجري تحت إشراف مفتشين، إلى تدريب الأساتذة على التعامل مع مختلف الأوضاع التي قد يواجهونها مع التلاميذ في القسم. الورشات التكوينية الموجهة للأساتذة الجدد للسنة الدراسية 2018 /2019 في الأطوار التعليمية الثلاثة (ابتدائي، متوسط وثانوي) تمت عبر كامل التراب الوطني واهتمت بتدريب الأساتذة الجدد على “طرق التعامل مع الصعوبات التي تواجههم في تعاملهم مع التلاميذ في القسم، حيث يشرف على العملية مفتش في مادة الاختصاص”. وشددت الوزيرة على الأهمية التي تكتسيها هذه الدورة التدريبية التحضيرية التي تمتد على مدار 15 يوما وتمس الجانب التطبيقي، مؤكدة أن تكوين الأساتذة سيكون مستمرا وسيستفيدون من دورات تكوينية أخرى في العطلتين الشتوية والربيعية من السنة الدراسية الحالية، حيث تم تسطير برنامج دقيق لفائدتهم. للتذكير بلغت نسبة النجاح لدى فئة أساتذة التعليم الابتدائي في مسابقة التوظيف التي نظمتها وزارة التربية الوطنية مؤخرا 36ر38 بالمائة، وهو ما يعادل 121.954 أستاذ في فئة أساتذة التعليم الابتدائي، في حين أن عدد المناصب المفتوحة بلغ 3.378 منصب لأساتذة التعليم الابتدائي. سهام حواس