للوقت مكانة عظيمة في الإسلام، أقسم الله به و بأجزاء منه في آيات كثيرة منها قوله تعالى : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر )، وقوله تعالى : ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى )، و قوله تعالى : ( والفجر وليال عشر ) وغيرها من الآيات التي تبين أهمية الوقت وضرورة اغتنامه في طاعة الله، و في ما ينفع في الدنيا و الآخرة، وهناك أحاديث كثيرة توضح ذلك: منها قول رسولنا صلى الله عليه وسلم " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟"، وقوله صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ "، وقوله صلى الله عليه وسلم: " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل " مضى على العطلة الصيفية قرابة شهر، فراغ كبير سنعاني منه إن لم نستفيد ونغتنم هذه الإجازة أو العطلة فيما ينفعنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا، لذا رأيت من المجدي أن أقدم بعض النصائح والتوجيهات من تجربتي لعل الله ينفع بها. -حافظ على دينك، حافظ على الصلوات المفروضة والرواتب والنوافل ربما أثناء الدراسة أو في العمل لا يتسن لك ذلك، فاغتنم فرصة الصيف للاهتمام والتركيز على تقوية بعض نقاط الضعف الموجودة عندك، في المحافظة على الصلوات في المسجد أو في بيتك مع أسرتك والإكثار من الذكر والدعاء وتلاوة القرآن فهذا يكسبك راحة نفسية وانشراح الصدر والقرب من الله تعالى. -اغتنام الفراغ الصيفي لحفظ القرآن والأحاديث كالأربعين النووية أو قراءة بعض الأبواب من رياض الصالحين بدل من الغرق في مشاهدة التلفزيون والبقاء على الانترنت طوال اليوم -تعلم بعض أحكام دينك، تعلم شيء يكون لك مفيدا في حياتك وبعد مماتك فالرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: (إِنَّ للهِ أهلِينَ مِنَ الناسِ قالوا: من هُمْ يا رسولَ اللهِ؟ قال أهلُ القرآنِ هُمْ أهلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ) وفي حديث آخر قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ). -تعلم بعض المهارات الحياتية التي تفيدك وتنمي شخصيتك، كبعض البرامج في الاعلام الآلي ونحوها مما هو متاح في زمن قياسي (يمكن الاستفادة من اليوتيوب…) – صلة الرحم: طوال السنة ونحن مشغولين بالدراسة أو العمل فاغتنم فرصة العطلة لزيارة أقاربك_وفق البروتوكول الصحي_ إن كانوا موجودين في نفس المدينة أو في مدن أخرى إن كان ذلك ممكنا. خاصة من كان والده ووالدته على قيد الحياة أو جده وجدته، أو عمته وعمه أو خالته وخاله، وكلكم تعلمون في هذه الفترة كم منكم من توفي له أقاربه ولم يستطيع أن يحضر جنازتهم، نسأل الله تعالى أن يرفع عنا البلاء والوباء. استمعوا إلى حبيبكم رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يقول : (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) و قال أيضا : [الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله] . رواه مسلم. -المطالعة: المطالعة تزيدك علما ومعرفة وثقافة وتطور شخصيتك وتكسبك معارف تحتاجها في حياتك وتنفعك في آخرتك، فخير جليس في الأنام كتاب والكتاب صديقك الذي لا يَمَلُّك، ويمكن التنويع بين الكتاب الورقي والالكتروني. تعلمون جميعا أن أول آية نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق: 1]، وإن دل ذلك على شيء فإنّه يدل على المكانة العظيمة التي تحتلها القراءة في الإسلام. -العمل في الصيف خاصة للأبناء و الشباب، هذا العمل يدربهم على تحمل المسؤولية و يكسبهم خبرة في الحياة و معرفة أناس و تكوين صدقات قد يحتاجون إليها يوما ما، يكون لهم مصدر للمال يشترون به ما يحتاجون إليه ويغطي لهم مصاريف العطلة الصيفية، و يوفرون جزءا من المال لوقت يحتاجون إليه، فهذه بعض صفات الناجحين . -احرص على المشاهدة الايجابية للقنوات واليوتيوب فكليهما فيه أشياء مفيدة وإيجابية دروس، محاضرات، دورات، أفلام وثائقية في مجلات متعددة. -قلل من الجلوس وراء شاشة الحاسوب طويلا لأن ذلك مضر بصحتك وخاصة العينين، تضعف بصرك، وتجعلك قليل الحركة مما يسبب لك السمنة والانعزال عن العالم الحقيقي والاندماج في العالم الافتراضي. -ممارسة الرياضة: ألزم نفسك بممارسة نشاط رياضي وخصص ساعة لذلك في بيتك أو حديقة عامة أو في قاعة رياضة وأضعف الايمان هو المشي يوميا. -روح على نفسك بممارسة بعض الألعاب المفيدة: تنشط الذاكرة وألعاب تثقيفية تنمي بها معلوماتك، أو مسابقات ترفيهية تروح بها عن نفسك. -تعلم لغة قوم: تعلم لغة ثانية أو ثالثة وطور مهاراتك اللغوية by بعض المواقع التي تتيح ذلك أو التطبيقات أو الاشتراك في دورة عن بعد أو حضوري إن تمكنت من ذلك. هذه بعض النصائح والتوجيهات أردت أن أذكر بها نفسي وإياكم، أسأل الله تعالى أن ينفعنا بها. الشيخ : سفيان مهاجري-المسجد الكبير في جنيف