لفظ مبهم يكنى برعن المعدود، نحو: ''جاء كذا معلما''، أو عن الحديث، نحو : ''قال المعلم كذا'' أو عن العمل، نحو: ''عمل كذا'' مبنية على السكون في محل رفع أو نصب أو جر حسب موقعها في الجملة، فهي في المثال الأول في محل رفع فاعل، وفي المثالين: الثاني والثالث في محل نصب مفعول به، وفي نحو ''مررت بكذا طالبا'' في محل جر بحرف الجر. والاسم الذي يأتي بعدها ينصب على أنه تمييز، وقد تكرر بالعطف، نحو: قال له كذا وكذا''. وفد على عمربن الخطاب جماعة من المسلمين النازحين، فسألهم عما صادفهم من أخبار الناس في البلاد التي مروا بها. فقالوا: أما بلد ''كذا'' فإنهم يرهبون أمير المؤمنين ويخافون بأسه.. وأما بلد ''كذا'' فإنهم جمعوا أموالا كثيرة تنوء بها السفن وهم في الطريق بها إليك.. وأما بلد ''كذا'' فإن بها قوما صالحين يدعون الله لك ويقولون: ''اللهم اغفر لهم وارفع درجته''. - قال الدكتور محمد قماري في إحدى مقالاته: يقول علماء اللسانيات: إن الكلمة المفردة خارج سياقها، لا تحمل رسالة دلالية تامة، وإنما تشحن الكلمة بالمعاني والمدلولات، إذا وقعت في سياق تركيبي عن يمينها وعن شمالها، ومعنى هذا أنني لو كتبت لكم اليوم كلمة ''الجزائر'' وتركت باقي مساحة هذا المقال بيضاء، لحكمتم علي بالبخل والغباء، وربما يسيح كثير منكم بخياله، أنني أقصد كذا وكذا، من وضع هذه الكلمة المفردة''. - عمي مسعود، عامل بسيط، متواضع، متعدد الخدمات في المؤسسة التربوية التي يعمل فيها، ويستعمل كثيرا في حديثه الكناية بلفظ كذا وكذا، بشكل مبالغ فيه ومضحك، وكأنه يعاني فقرا لغويا وقصورا في التعبير، والحقيقة غير ذلك.. فهو يلتجئ إلى هذا ليوهم الناس بأنه أمين، ومحافظ على الأسرار، ورجل وقور، ومشفق، ولا يتدخل في الشؤون ويتغاضى عن عيوب الناس، ولا يكترث لما يدور حوله.. فالكلمة التي تخرج من الفم كالبيضة التي تسقط من اليد، فمن الصعب تعويضها.. لو قال إنسان ما يفكر فيه بصدق فإن الحوار بين البشر يصبح قصيرا جدا. - التحقق مدير جديد بالموسسة، والتقى بعمي مسعود قبل مجي المعلمين فقال له: ما هي أحوال المدرسة؟ سؤالك غير واضح ياسيدي.. ما هي أحوال هيأة التدريس فيها؟ فقال عمي مسعود: إذا كنت كذا كانوا معك كذا، وإذا كنت كذا كانوا معك كذا.. فقال المدير وضح، فقال: كذا الأولى، إذا كنت طيبا، وكذا الثانية: يكونوا طيبين، وكذا الثالثة: إذا كنت رجل سوء، وكذا الرابعة: هم أيضا يكونوا رجال سوء. فنصيحتي لك: إياك وكذا وكذا وكذا.. فتسمر المدير في مكانه ولم يتحرك فقال له عمي مسعود: إياك والكذب والتكبر، واحتقار الناس.. ولا تقل أنا فوق سنن الله في الوجود، لا تقل إن سنن الله لا تحكمني ولا تنطبق عليّ، لا تتكبر، إنك من لحم ودم وعظم، إننا نخطئ في الليل والنهار، إننا نخطئ في الغضب والرضا، إننا نخطئ أخطاء فاحشة. - علق أحد المسؤولين على باب منزله بعد أن كثرت التدخلات والاحراجات بسبب وبدون سبب ما يلي: الرجاء عدم ازعاج كذا وكذا وكذا.. فأنا آسف على فساد الهاتف فهو عند المصلح ويظهر أن إصلاحه يطول.. نتيجة المرض الذي أصمه.. ونصحني الطبيب بالنوم مباشرة بعد العشاء والعشاء.. وإذا لم تتحسن الأحوال فإنني سأستعمل كذا وكذا وكذا.. - نتفاهم بالكلمات لا باللكمات. - ويل للرأس من اللسان الذي يكب الناس على وجوههم في النار؟ - أليست حصائد ألسنتهم؟ - أفكاك لك، لكن أقوالك لغيرك، لا يوجد إنسسان ضعيف ولكن يوجد إنسان يجهل في نفسه موطن القوة، وأخيرا الحب يحكم دولته بلا أدوات حديدية. الكاتب: نوار محمد