قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أن الجزائر اليوم في مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن الكيان متواجد على حدود الجزائر ويوقع اتفاقيات عسكرية وأمنية واستخباراتية مع المخزن. وقال لعمامرة في حوار مع صحيفة القدس العربي، إن الجزائر ابتعدت لسنوات عن مسرح الدبلوماسية العربية والدولية خصوصا في مرحلة العشرية السوداء، مضيفا أنه بعد الحراك الشعبي سنة 2019 وتولي رجال أفرزتهم الانتخابات النزيهة أعادت البلاد للتأثير والفاعلية الإقليمية والدولية. وأوضح وزير الخارجية أن الجزائر تسعى إلى لم شمل العرب في مؤتمر القمة القادم من أجل الوصول إلى موقف مشترك من دعم حقوق الشعب الفلسطيني وإعادة التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002، قائلا: " لن نتدخل في الشؤون الداخلية للدول التي آثرت أن يسبق التطبيع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". وأكد لعمامرة أن فكرة استخدام ورقة الصحراء الغربية لتقوية المغرب وإضعاف الجزائر ما زالت قائمة، مردفا: " عادت المسألة من جديد بعد قضايا الإرهاب والحراك الشعبي في الجزائر ظنا منهم أننا مشغولين في أوضاعنا الداخلية". وتابع: " لديهم قناعة أيضا أن الأممالمتحدة انصاعت لإملاء فرنسا وأمريكا في هذا المضمار وتخلت عن فكرة تصنيف الأزمة على أنها تتعلق بتصفية الاستعمار بل قضية تتعلق بخلافات محلية يمكن حلها بمنح الحكم الذاتي لسكان الصحراء وهو تراجع خطير من قبل الأممالمتحدة عن أحد أهم مبادئها في منح الاستقلال للشعوب والأراضي الخاضعة للاستعمار كما نص على ذلك قرار 1514 لعام 1960′′. ويرى وزير الشؤون الخارجية أن المغرب يعرف أنه غير قادر على فرض رؤيته في الصحراء لأن الجزائر ما تزال قلعة صامدة تدعم حق الشعب الصحراوي بحق تقرير المصير كما تدعم الشعب الفلسطيني بحق تقرير المصير، قائلا: " ليس في نية الجزائر، لا الآن ولا في المستقبل، أن تتخلى عن هذا المبدأ. ولهذا بدأ مخطط استهداف البلاد مرة أخرى كأولوية لأنه لا يمكن فرض الواقع على الصحراء الغربية حتى مع اعتراف ترامب أو غير ترامب ما دامت الجزائر تقف مع الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل حق تقرير المصير".