كنت نفسي ....

يتلبد الغيم جاثيا" على صدر مدينتنا...
يداهمنا..كأننا الرحالة نفذ منا الزاد...
ولم نلف في العتمة سوى ممرات قاتمة...
تدلنا إلى حيث العدم يبحث عن بقاياه...
ولم نسمع إلا وقع المطر..يبلل التراب...
فيعطره بآمال ماضية تبخرت..
تحت وقع الغمام ودمع السماء...
فنتردد في المضي في درب الهوى...
ونرزح تحت كنف الليل..
وأملي عيناي منك...
كنتَ أملي...قبل أن يداهم الظلام عالمنا الصغير...
ويُبكينا...ونَبكي معه أملنا...
كنتَ نفسي...قبل أن تركضَ وحيدا"...
في طريق اللاعودة...لم يعد هناكَ ما نسعى إليه...أو نبكي عليه...
فديتك بنفسي ذاتَ يوم...
ورهنت قلبي قلادة" على صدرك...
وعندما عدت لم أجدك..ولم أجد قلبي...
تذرًعت بالعتمة...والشتاء القارص...
لكني عرفت..بأنك نسيتَ ما كان...
ولم أحفل بالمطر..رقصتُ تحته باكية" حبكَ وماضيك....
يتبلد الغيم جاثيا" فوق صدر مدينتا...
يودع أحلامنا الصغيرة...
ليشبهك أنت...
وهاجرنا عن بعضنا البعض...
كنتَ أنا وكنتُ أنت...
وتبخٌرتُ وتبخٌرت...
لم يتبق منا سوى أوراق مبعثرة بللها المطر...
فتناثرت في الهواء...وتداعت حروفها...
ولم يبقَ منا شيء...
أنا...أو أنت...