عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها أمها أم رومان بنت عامر، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل بسنتين، وهي بنت ست سنين، وابتنى بها بالمدينة وهي بنت تسع في شهر شوال بعد مُهاجره بثمانية أشهر، وكانت مسماة لجبير بن مطعم فلما خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: يارسول الله دعني أسلها من جبير سلاً رفيقاً. بقيت عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنوات، ولم يتزوج بكراً غيرها، وكانت من أحظى نسائه عنده، وتوفيت سنة سبع وخمسين وقيل ثمان وخمسين، ولها أربع وستون سنة، فعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة؛ لم يولد لها، واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكنية فقال لها: "اكتني بابنك عبداللهبن الزبير" ، يعني ابن أختها أسماء. فضائل عائشة رضي الله عنها 1.أريها رسول اللهصلىالله عليه وسلم في المنام قبل زواجه منها في سَرَقة من حرير، فتوفيت خديجة فقال: "إن يكن هذا من عند الله يمضه". 2.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". 3.سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب النساء إليه فقال: "عائشة"، وعن أحب الرجال إليه فقال: "أبوها". 4.وقال مسروق: رأيتُ مشيخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكابر يسألونها عن الفرائض. 5.وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة. 6.وكان مسروق إذا حدث عن عائشة يقول: حدثتني الصادقة بنت الصديق البرية بكذا وكذا. 7.وقال هشام بن عروة عن أبيه: ما رأيتُ أحداً أعلم بفقه، ولا بطب، ولا بشعر من عائشة. 8.وفيها قال حسان بن ثابت رضي الله عنه: حَصَانٌ رَزَانٌ ما تزن بريبة وتصبح غرثى* من لحوم الغوافل عقيلة أصل من لؤي بن غالب كِرام المساعي مجدهم غير زائل مهذبة قد طهر الله خيمها وطهرها من كل بغي وطائل اتهمت عائشة رضي الله عنها ظلماً وعدواناً بحادثة تعرف في التاريخ بحادثة الإفك، وقد برَّأ الله ساحتها من فوق سبع سموات، فمن رماها بذلك بعد تبرئة الله لها فقد كفر.