تعرض ثلاثة أطفال يقطنون بوهران، أول أمس، للاختطاف من قبل أشخاص يُفترض أنهم أفارقة، بالنظر إلى لون بشرتهم. وبعد لقاء المختطفين بأحد أفراد العصابة بمنطقة سيدي خطاب في مستغانم، تمكن طفلان من الفرار وبقي أصغرهم بين أيديهم. فيما ذكره مقرب من عائلة أحد الأطفال الثلاثة، يقطن بحي سيدي البشير في وهران ويبلغ من العمر 14 سنة، فإن سيارة نفعية كانت تتجول في الحي الذي يقيم فيه، حيث طلب منه سائقها مساعدته على دفعها، وذلك قبل أن ينقض عليه مرافقه ويجد نفسه داخلها رفقة طفل آخر في نفس سنه تقريبا، وثالث عمره 10 سنوات. من خلال ما صرح به الطفل الناجي، فإن المختطفين بشرتهم سوداء ولا يحسنون النطق بالعربية والفرنسية، ما أدى إلى الاعتقاد أنهما من إفريقيا. وكما ذكر لعائلته، فإن عصابة المختطفين حين بلغوا بهم منطقة بعيدة عن وهران، تبين بعد ذلك أنها سيدي خطاب الواقعة بين ولايتي مستغانم وغليزان، أوقفوا السيارة وانتظروا إلى أن جاء شخص آخر على متن سيارة من نوع ''كونغو''، وقال عند رؤيته الأطفال: ''هذا فقط ما أحضرتم؟''، فرد عليه أحدهم: ''سنحضر غيرهم غدا''. وعند سماع الحوار الذي دار بين المجرمين، لجأ الأطفال إلى الفرار. وبما أن أصغرهم ليس لديه القوة على الجري، فقد تمكنوا من الانقضاض عليه، بيد أن الأكبر منه سنا واصلا الركض دون توقف إلى أن بلغا منزلا بمنطقة سيدي خطاب كانت تقام فيه جنازة، وأخبرا المتواجدين فيه بما حدث لهما وللطفل الصغير. وإثر ذلك تم نقلهما إلى مصالح أمن ولاية مستغانم الذين استمعوا إلى قصتهما المريبة، واستدعوا أولياء أمورهما الذين تنقلوا من وهران إلى مستغانم من أجل استلامهما، وهما في حالة نفسية يرثى لها. وموازاة مع ذلك، انطلقت عملية البحث والتحري من أجل الوصول إلى عناصر العصابة الذين لا زالوا يحتفظون بالطفل الصغير ذي العشر سنوات.