خرج عشرات الآلاف من المحتجين، عصر أمس الأربعاء، في مظاهرة سلمية من ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء صوب مبنى رئاسة الحكومة ومبنى الإذاعة الحكومية، رافعين الورود بأيديهم وشعارات ''ثورتنا ثورة ورود ضد المدفع والرشاش''، لكنها قوبلت بالرصاص الحي والهراوات من قبل قوات مكافحة الشغب، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة العشرات. قال الطبيب محمد القباطي، المرابط في المستشفى الميداني، إن أغلب الإصابات في الرأس والرقبة والصدر والحوض والقدمين، إضافة إلى حالات اختناق بالغاز تصل إلى 130 حالة اختناق بالغازات السامة. وذكر أحد الشباب المشاركين في المسيرة أن قوات من الأمن المركزي ومسلحين بلباس مدني أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين، ما تسبب في مقتل شاب وإصابة المئات من المتظاهرين. وقال ل''الخبر'' لقد قامت: ''الأجهزة الأمنية بحملة اعتقالات استهدفت العشرات من الناشطين والمواطنين المشاركين في المسيرة''. ومن جهته، قال قيادي من شباب الثورة، هشام الزيادي، إن الشباب المستقلين خرجوا في هذه المسيرة نتيجة خذلانهم من قبل اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية بإصدار بيان هزيل، مضيفا ل''الخبر'' أن الشباب في الساحة هم من يقرر مصيرهم دون وصايا من أحزاب المعارضة. وهو ما جعل اللجنة التنظيمية للثورة تدعو الشباب لتجنب الذهاب إلى الأماكن التي يتواجد فيها القناصة وقوات مكافحة الشغب، حفاظا على حياتهم وأرواحهم، مؤكدين أنهم ببرنامجهم الزمني سوف يسقطون هذا النظام. هذا وقد شهدت معظم المدن اليمنية عصيانا مدنيا استجابة لدعوة شباب الثورة، في إطار تصعيد الاحتجاجات السلمية المطالبة برحيل فوري للرئيس صالح ونظامه. وتفاوتت نسبة العصيان المدني من محافظة لأخرى، حيث وصلت نسبة الاستجابة في محافظات تعز وإب وعدن والبيضاء ومدينة عتق إلى 90 %. وبعد يوم من هدوء حذر شهدته مدينة تعز، قامت قوات الأمن بمهاجمة المعتصمين في شارع جمال عبد الناصر، وسط المدينة، ما تسبب في مقتل شخص وإصابة 40 آخرين، منهم اثنان في حالة خطيرة. وقالت مصادر محلية يمنية إن مجموعة جنود من قسم شرطة الجديري بتعز مع أفراد الأمن المركزي قاموا بمهاجمة المعتصمين مستخدمين الرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 40 جميعهم بالرصاص، ما تسبب في غضب المحتجين الذين ردوا عليهم بإحراق قسم الشرطة والاستيلاء عليه وإغلاق مكتبي الخدمة المدنية والنفط والمعادن، مع مكتب التربية الذي كتبوا على بوابته ''مغلق من قبل الشعب''. وأضافت المصادر ذاتها أن المحتجين لا زالوا معتصمين في شارع جمال، رافضين العودة إلى منازلهم أو التوجه إلى ساحة الحرية التي تقع في طرف المدينة، منددين بالمجازر التي يرتكبها النظام.