عدة شواهد تدل على أن الحالة السورية الآن أصبحت تشبه الحالة الأفغانية في الثمانينيات، حيث أصبح الأسد مثلا للروس في بلاد صلاح الدين تماما مثلما كان نجيب اللّه ممثلا للروس في بلاد الأفغان، بلاد جمال الدين الأفغاني. الأسد فهم أخيرا أن بلاده تحتاج إلى حل سياسي وليس عسكريا، وهو الذي كان يرفض أي حديث سياسي عن حكاية تغييره! السعودية تقوم مع أمراء الخليج بالواجب في سوريا، تماما مثلما قامت بالواجب في الثمانينيات أيام حكاية الجهاد في بلاد الأفغان ضد الروس بالمال السعودي والمخابرات الأمريكية والسلاح الأمريكي والجهاديين العرب.! وجه الشبه بين ما يجري في سوريا وما جرى في بلاد الأفغان على يد السعودية هو هؤلاء الأمراء... أمراء الحرب الذين تعددت فصائلهم في سوريا ويتمولون من مصدر واحد بالسلاح والمال ويتّفقون على قتال الأسد ونظامه... ويختلفون حول نظرتهم لحكم سوريا بيد التحرير.! تماما مثلما اختلف أمراء الجهاد في بلاد الأفغان حول طبيعة الحكم بعد تحرير بلاد الأفغان من الروس ونجيب الرحمان؟! الأكيد أن الأسد سيسقط.. ويحدث ذلك قريبا... لكن الأكيد أيضا أن أمراء الحرب سيتقاتلون على الحكم كما تقاتل رفقاء الجهاد في بلاد الأفغان، بعد سقوط نجيب الرحمان في بلاد الأفغان في الثمانينيات! السعودية تمسك فعلا ببعض خيوط أمراء الجهاد في سوريا.. لكنها لا تملك كل الخيوط.. وسيبيع الأمراء سلاحهم ومواقفهم لمن يدفع أكثر بعد التحرير! والأكيد أيضا أنه لا أمل للإتلاف السياسي في السيطرة على الفصائل والأمراء بعد سقوط النظام إلا بحركة مسلحة جديدة تدعمها تركيا تكون بمستوى حركة طالبان التي دعّمتها باكستان لإنهاء اقتتال الأمراء بعد التحرير.! السعودية ومصر تتحملان المسؤولية الكاملة في تسليم الخليج إلى أمريكا وإيران.. بحيث سيطرت أمريكا على الضفة العربية من الخليج، فلم تعد ضفة عربية، بل أصبحت ضفة أمريكية في مقابل الضفة الأخرى للخليج وهي ضفة فارسية.. ولهذا فالخليج أصبح أمريكو فارسي ولا شأن للعرب به.؟! والسعودية ومصر تتحملان المسؤولية فيما حدث للعراق بحيث أصبح أمريكو إيراني سياسيا ولا شأن للعرب به...! والسعودية ومصر تتحملان أيضا المسؤولية فيما حدث للسودان وانشطاره إلى دولتين... ومصر والسعودية تتحملان أيضا مسؤولية ما يحدث بسوريا ولبنان من ''تيريك''.. سياسي وتتريك وصهينة وأمركة ستظهر أثارها بعد وضع الحرب في سوريا أوزارها! لكن المسؤولية يتحملها أيضا هذا الأسد الذي جعل من بلاده ساحة يمارس فيها أمراء السعودية والخليج صيد السوريين الأحرار بطريقة ألعن من سماح الجزائر لهؤلاء الأمراء بصيد طائر الحبار الحر في سهوب الجزائر؟!. [email protected]