أكدت مصادر مطلعة من مبنى الوزير عبد العزيز زياري، أن وزارة الصحة أخذت على محمل الجد قضية التحقيق في مصدر النفايات الطبية التي عثر عليها مرمية في الطريق الرئيسي في حي سي اسماعيل رأس السوطة. وأوضح ذات المصدر بأن مصالح الوزارة، وبالتنسيق مع مديرية الصحة لولاية الجزائر، بصدد فتح تحقيق لتحديد الجهة المشتبه في تورطها في رمي البقايا البشرية المتعفنة بالمنطقة. وأفادت ذات المصادر أن الوزارة كلفت لجنة بمباشرة التحقيق، في ظل ارتفاع وتيرة الرمي العشوائي للنفايات الطبية والاستشفائية في المفرغات القانونية أو العشوائية، مؤكدة أنها ليست المرة الأولى التي تسجل فيها الوزارة مثل هذه التجاوزات من طرف المستشفيات والعيادات الخاصة. وشرعت مصالح الدرك، بالتنسيق مع مديرية الصحة لولاية الجزائر وبلدية برج الكيفان، في تحقيقات مع عيادات التوليد المتواجدة بالمنطقة. وأكدت أن العملية انطلقت من ''عيادة التوليد في برج الكيفان''، حيث ثبت بعد التفتيش أن أغلفة علب الكرتون التي تستعملها العيادة مغايرة تماما للعلب التي تم العثور عليها، وهو الدليل الوحيد، وفق ذات المصالح، الذي سيؤدي للكشف عن الجهة المتورطة، خاصة أن العملية ستعمّم عبر باقي العيادات المتواجدة بالعاصمة وبولاية بومرداس، إضافة إلى مراجعة كل العقود التي تملكها المؤسسات مع المستشفيات العمومية أو مؤسسات حرق النفايات. وفي حال اكتشاف أي خلل في الوثائق أو ثبوت تورط أي جهة، فإن الجهات الأمنية ووزارة الصحة ستتخذ الإجراءات اللازمة. وحسب شهادات سكان برج الكيفان، فقد أكدوا مشاهدتهم سيارتي إسعاف تابعة لمستشفى القبة بالعاصمة. لكن عبد القادر غويلة، مدير المستشفى، نفى أن تكون السيارتان تابعتين لحظيرة مستشفى القبة، مؤكدا، في اتصال مع ''الخبر''، أن مؤسسته تتوفر على محرقة عصرية منذ 2011 توجه لها مختلف النفايات الطبية، بعد القيام بإجراءات إدارية وقانونية مضبوطة، والحصول على ترخيص للحرق. وأوضح أن المستشفى غير متعاقد مع أي مؤسسة استشفائية أخرى أو عيادة خاصة في هذا الإطار.