من أعظم أمراض القلوب وصفاتها المهلكة الكبر، وهو من صفات الشّياطين، قال تعالى في إبليس اللّعين {أبَى وَاسْتَكْبَرَ وكان من الكافرين} البقرة:34، والمتكبِّر بغيض إلى اللّه تعالى، كما قال تعالى: {إنّه لا يُحبُّ المُستكبرين} النحل:23، {إنَّ اللهَ لا يُحبُّ كُلَّ مُختالٍ فَخور} لقمان:18. والخُيلاء والفخر من أوصاف المتكبّرين، والمتكبّر متعرّض لأن يطبع اللّه على قلبه، كما قال تعالى: {كذلك يَطبَع اللهُ على كلِّ قلب مُتكبِّر جبّار} غافر:35، والمتكبّر مصروف عن آيات اللّه، كم قال تعالى: {سأصْرِفُ عن آياتي الّذين يتكبَّرون في الأرض بغير الحقّ..} الأعراف:146. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ''يقول اللّه تعالى: الكِبرياء رِدائي، والعَظمة إزَاري، فمَن نَازعني واحدًا منهما ألقيتُه في النّار''، أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''يُحشَر المتكبّرون يوم القيامة مثل الذرّ في صورة الرجال، يغْشاهم الذّل مِن كلّ مكان''، أخرجه الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه رضي اللّه عنهم. الإمام عبد اللّه بن علوي الحدّاد الحسني