أكد الخبير الدولي في الطاقات المتجدّدة والانتقال الطاقوي البروفيسور علي شقنان، أن انضمام الجزائر للتحالف الإفريقي للهيدروجين الأخضر، يعد قيمة مضافة لهذه الهيئة، بحكم أن بلادنا خطت خطوات جبارة في هذا المجال بناء على المشاريع التي سجّلت في ورقة الطريق التي تبنتها الدولة من أجل تصدير هذه الطاقة إلى أوروبا عبر تونس وإيطاليا. أشار شقنان، أمس، في تصريح ل«المساء" ضمن قراءة حول أهمية انضمام الجزائر إلى هذا التحالف القاري الحديث النشأة، إلى أنه يهدف إلى تكثيف التعاون ودفع عجلة تطوير الهيدروجين الأخضر في إفريقيا، سعيا لتوظيف قدراتها الهامة في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، من أجل جعلها رائدة في إنتاج وتسويق الهيدروجين الأخضر الذي يعد طاقة مستقبلية بامتياز تملك سوقا واعدة لاسيما في أوروبا القريبة جدا من القارة السمراء. من هذا المنطلق، أوضح محدثنا أنّ التحالف يعد فضاء ومنصة حقيقية للتعاون ما بين مختلف الحكومات الإفريقية وبينها وبين القطاع الخاص العامل في هذا المجال، وكذا مؤسّسات تمويل التنمية والمجتمع المدني، يسمح للدول الأعضاء فيها بالتعاون من أجل تنفيذ السياسات العامة في الطاقات المتجدّدة لاسيما الهيدروجين الأخضر، من خلال معالجة القضايا المتعلقة بالتمويل وبناء القدرات وتبادل الخبرات. ولإظهار مدى أهمية التواجد في هذا التحالف، تحدث شقنان عن القوة التي يمثلها بعض أعضائه، خاصا بالذكر جنوب إفريقيا التي قال إنها من الدول الإفريقية التي تمتلك قدرات كبيرة في مجال الطاقات الشمسية وطاقة الرياح الموردين الأساسيين في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، مبرزا أن هذا البلد لديه برامج واعدة في هذا المجال ويسعى إلى توليد 19 جيغاواط من الكهرباء من الطاقات المتجدّدة بحلول 2030، كما يملك جامعات كبيرة ومراكز بحث رائدة قاريا وعالميا لديها برامج متخصّصة في الطاقات المتجدّدة وفي مجال الهيدروجين الأخضر وهو ما يلعب دورا كبيرا في تبادل الخبرات. نفس القوة تميز نيجيريا العضو بهذا التحالف والتي يمكن التعاون معها لتجسيد مشاريع هامة في هذا المجال، وفقا للخبير، الذي خصّ بالذكر مشروع الأنبوب العابر للصحراء الذي يمكنها أن ينفذ ضمن منظور يجمع بين الغاز والهيدروجين الأخضر، لاسيما بعد إعلان أوروبا عن اهتمامها باستيراد هذه الطاقة من إفريقيا. وتعد مصر هي الأخرى، كما أضاف محدثنا، قطبا للهيدروجين الأخضر، لاسيما وأنها تحتضن الأمانة العامة للتحالف عبر مركز القاهرة الدولي للتميز في الهيدروجين الأخضر، الذي يعد منصة إقليمية للسياسات والاستثمارات وبناء القدرات. في هذا السياق، قال شقنان إن الجزائر المنضمة حديثا إلى هذا التحالف، تملك ثقلا كبيرا، وهو ما يجعلها إضافة ثمينة لهذه المجموعة، لاسيما بعد أن وقعت اتفاقا مع شركائها الأوروبيين لتنفيذ مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين الأخضر الذي يربطها بأوروبا عن طريق تونس وإيطاليا وصولا إلى ألمانيا والنمسا. وشدّد على أن الجزائر بإمكانها قيادة هذا التحالف نحو جعل إفريقيا في إطار التعاون جنوب – جنوب وفي إطار التكامل الطاقوي للقارة، مصدرا للطاقات النظيفة، وفاعلا هاما في الانتقال الطاقوي، لافتا إلى أنه رغم كل المؤهلات التي تمتاز بها القارة يتم تسجيل 600 مليون شخص محرومين من الكهرباء في إفريقيا التي تمتلك 60% من أفضل مصادر الطاقة الشمسة في العالم، بإجمالي قدرة تصل إلى 70.8 جيغاواط. وتحدث البروفيسور شقنان عن إجراءات حاسمة تنتظر الدول الاعضاء في التحالف، تتمثل خصوصا في "وضع رؤية وطنية وبناء شراكات استراتيجية"، "تحسين الوصول إلى التمويل المنخفض التكلفة"، "تحسين البنية التحتية الأساسية" و«دعم الابتكار والمهارات"، لاسيما عبر معالجة الفجوات بالنسبة للدول التي لم تندمج بعد في سلسلة القيم.