تعتزم وزارة الصحة، استئناف عملية التلقيح التي باشرتها في شهر مارس الماضي وأوقفتها بسبب العزوف، حيث أكدت على تنظيم العملية واستشارة كل الفاعلين هذه المرة لإنجاحها من أجل تلقيح 5 ملايين تلميذ تتراوح أعمارهم بين 6 و14 سنة، فيما وجهت نقابة شبه الطبي ومنظمة أولياء التلاميذ، انتقادات واسعة وتوقعت فشل الحملة في مرحلتها الجديدة بسبب التحسيس المحتشم. وفق تصريحات المكلف بالإعلام بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، سليم بلقسام، ل"الخبر"، فإن الحملة الجديدة للتلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية، ستخص 5 ملايين طفل في الطورين الابتدائي والمتوسط وتمتد من 21 ديسمبر 2017 إلى غاية 7 جانفي 2018 سخّرت لها كل الإمكانيات، وتم إشراك كل الفاعلين لتفادي الأخطاء التي وقعت فيها الوزارة في المرة الماضية بعد العزوف على العملية. وبالحديث عن إشراك الأطراف المعنية، قال بلقسّام أنهم أشركوا جمعيات أولياء التلاميذ، من أجل تحسيس التلاميذ وأوليائهم حول أهمية العملية وضرورة الاستفادة من هذه التلقيحات، بالإضافة حملات موازية مع الأخصائيين في قطاع الصحة، خاصة المكلفين بالعملية من أجل التكفل بالحالات، والاستعداد لأي طارئ بطرق تبعّد التوتر والخوف عن التلاميذ وأوليائهم. وتهدف الحملة، يضيف بلقسام، إلى تدعيم التلقيح ضد البوحمرون، بمواكبة الشروع في التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية، وهي تدخل ضمن الحملة التي تقوم بها الجزائر في مسعى القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية في آفاق 2020، علما أن الجزائر أصبحت لا تسجل وفيات بفضل التلقيح. أما عن مكان إجراء التلقيح، فقال ممثل الوزارة، إن هذه المرة ستجرى على مستوى المؤسسات الاستشفائية، وبوجه خاص العيادات متعددة الخدمات. وسبق أن قامت الوزارة بحملة مماثلة حسب بلقسام في 2003 وتم خلالها تلقيح قرابة 11 مليون في ظرف أسبوع. أما عن توفّر اللقاح، قال المتحدث، إن الكميات كافية للعملية، فيما نوّه أن الكميات المتبقية من العملية الأولى، تم استخدامها في الحالات العادية، عكس ما تم الترويج له أنه تم التخلص منها لانتهاء صلاحياتها. تطمينات لم تزكّيها كل الأطراف التي أشار ممثل الوزارة أنهم استشاروها ونسقوا معها، فالنقابة الوطنية لشبه الطبي توقّع رئيسها لوناس غاشي، فشل الحملة المقبلة مثلما حدث في المرة الماضية، بسبب عزوف الأولياء عليها لأسباب خاصة، منها أن الوزارة لم تشركهم في العملية، وبحكم التجربة لا تقنع الجمعيات الأولياء مثلما يفعل ذلك الطبيب والفاعلين في قطاع الصحة، فلو تم إشراكهم لكانوا هم من يحثّون المقبلين على المؤسسات الاستشفائية على ذلك، بحكم أن أعوان شبه الطبي هم من يقومون بالعملية، وثانيا تزامن العملية مع العطلة سيؤدي إلى غياب عدد واسع بحكم انشغال الأولياء وأبنائهم بالتنزه والتنقل. وهو نفس ما أدلى به رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، الذي ذكر أن الوزارة كان مطلوب منها الاستعانة بخبراء في الأوبئة لإقناع الأولياء بضرورة تلقيح أبنائهم، إلا أنها لم تفعل، والحملة التي أطلقتها محتشمة ولا تفي بالغرض، وتوقّع ذات المتحدث إقبالا ضعيفا عليها. إلا أن الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، كان له رأي آخر، حيث صرّح رئيسه أحمد خالد، أن وزارة الصحة أشركتهم، وهم سيقومون بحملة واسعة من أجل إقناع الأولياء بذلك، حيث تجنّدوا من أجل القيام بذلك يوم 21 ديسمبر تاريخ تسليم كشوف النقاط لإقناعهم بضرورة تلقيح أبنائهم لتفادي إصابتهم بالأمراض مستقبلا، وما ينجرّ عن ذلك من طرده من المؤسسة، كونه مرض معدي ويؤثر على سير المؤسسة التربوية.