توسّعت المنافسة بين كريستيانو رونالدو، مهاجم ريال مدريدوالأرجنتيني ليونيل ميسي، هداف برشلونة في السنوات الأخيرة على الألقاب الجماعية وكذلك الجوائز الفردية، لتشمل التنافس من الناحية المالية، خاصة ونحن على أبواب مونديال روسيا 2018. يعتبر كريستيانو رونالدو، أحد أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم ملاعب كرة القدم، إلا أن نجومية البرتغالي المتوّج أربع مرات بجائزة أفضل لاعب في العالم، لا تقتصر على أرض الملعب، بل تتعداها إلى استثمارات وعلامة تجارية تقدّر قيمتها بأكثر من 100 مليون أورو. ويقول مدير المعهد البرتغالي للإدارة والتسويق دانيل سا “إضافة إلى النبيذ، كريستيانو رونالدو هو المنتج البرتغالي الأكثر شهرة في العالم”. وتوفر علامة “سي آر 7” للملابس (وهي عبارة عن أول حرفين من اسم اللاعب بالإنجليزية والرقم الذي يحمله في ناديه ريال مدريد الإسباني والمنتخب) استثمارات تجارية أخرى وعائدات ضخمة للبلاد. ويقدّر المعهد البرتغالي للإدارة والتسويق، الذي أمضى الأعوام الستة الماضية في قياس القيمة الاقتصادية للعلامة التجارية لرونالدو، أن هذه القيمة تصل إلى 102 مليون أورو عالميا، على الرغم من أن جزءا منها يعود إلى ما توفره حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. ويوضح سا “عندما تقارن بين رونالدو والنجوم السابقين للكرة البرتغالية مثل لويس فيغو وروي كوستا، تلمس تأثير مواقع التواصل، لديها تأثير هائل وقدرة ترويجية غير محدودة”. عائدات رونالدو في عام 2016 بلغت نحو 83 مليون أورو، منها 35 مليونا في صفقات رعاية، مما جعل منه أعلى الرياضيين دخلا للعام الثاني تواليا. ولدى اللاعب البالغ من العمر 32 عاما 275 مليون متابع على مواقع التواصل، أي أكثر من أي رياضي آخر في العالم، كما أن صفحته على موقع فيسبوك تحظى بإعجاب 121 مليون شخص. وبلغت عائدات رونالدو في العام 2016 نحو 83 مليون أورو، منها 35 مليونا في صفقات رعاية، مما جعل منه أعلى الرياضيين دخلا للعام الثاني تواليا. ورغم أن اللاعب نفى مرارا ضلوعه في أي عمليات تهرّب ضريبي، فإن مكتب المدعي العام في مدريد، أعلن أن نجم النادي الملكي متهم بالتهرب من دفع مبلغ 14.7 مليون أورو لسلطات الضرائب الإسبانية من خلال شركات “أوفشور”. جوردان وبيكهام أعاد رونالدو استثمار الكثير مما جناه ضمن مشاريع في بلاده، لا سيما في مجال الموضة والأزياء، من خلال علامة تجارية تضم الملابس الداخلية والجينز والأحذية والإكسسوارات. وعلى جزيرة ماديرا البرتغالية التي ينحدر منها، افتتح رونالدو عام 2013 متحفا خاصا به، زاره منذ ذلك الحين أكثر من 250 ألف شخص للإطلاع على تشكيلته الكبيرة من الكؤوس، والتي أضاف إليها في نهاية الموسم الكروي الجاري لقب رابطة أبطال أوروبا. إلا أن سا يشير إلى أن أهم استثمار لرونالدو يعود إلى العام 2015 حين دفع أكثر من 30 مليون أورو لحصة في مجموعة الفنادق الفخمة “بيستانا” لبناء أربعة فنادق تحمل علامة “سي آر 7”. دوره الحاسم في إحراز البرتغال لقب كأس أوروبا 2016 في كرة القدم، وهو أول ألقابها الكبيرة في اللعبة، شكّل محطة سارة للبلاد التي كانت في طور الخروج من أزمة مالية حادة. وفي مارس تم تكريم رونالدو في بلاده بإطلاق اسمه على مطار ماديرا، في خطوة يعتبرها سا “ذكية جدا وتظهر أهمية رونالدو بالنسبة للبلاد”. ويضيف “حتى بعد نهاية مسيرته، سيبقى رونالدو يوفّر أمرا ما للبرتغال، هو نجم من طينة مايكل جوردان أو ديفيد بيكهام”. وفي روسيا 2018 سيكون ليونيل ميسي “في قمته وقد يكون المونديال المثالي له وللأرجنتين” كما يلخص خوليو أولارتيكوتشيا بطل العالم 1986 مع الأسطورة دييغو مارادونا. الشرط؟ أن يجد المدرب خورخي سامباولي أخيرا وصفة صحيحة لاستخدام جوهرته. منتخب الأرجنتين في حال تأهله سيلتقي في مونديال روسيا مع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا أو حتى تشيلي مجددا، وسيكون ميسي بعمر الحادية والثلاثين في مونديال 2018، وربما يخوض كأس العالم الأخيرة له وهو في قمة مستوياته. ويضيف أولارتيكوتشيا “لبلوغ هدفه النهائي، فإن الذهنية بالغة الأهمية”. ويهدف حامل جائزة الكرة الذهبية خمس مرات إلى معادلة مارادونا بطل 1986، والمحبوب من قبل الأرجنتينيين أكثر من نجم برشلونة الإسباني، إذ يميلون إلى الاعتقاد بأنه يضحي للفريق الكاتالوني أكثر من منتخب بلاده. وأعاد تعيين المدرب الجديد خورخي سامباولي مطلع الشهر الحالي الأمل للأرجنتين التي خسرت 3 مباريات نهائية في سنتين، كأس العالم 2014 ضد ألمانيا وكوبا أمريكا 2015 و2016 ضد تشيلي. أسباب الخسارات؟ لا تملك الأرجنتين مخطط لعب، إضافة إلى أن وقت إعداد اللاعبين محدود ويصل اللاعبون في جوان إلى حافة مخزونهم الجسدي، كما يأسف أولارتيكوتشيا البالغ 58 عاما راهنا. بالنسبة إلى لاعب ريفر بلايت وراسينغ كلوب السابق، فمهمة سامباولي “لن تكون سهلة”، لأنه تسلم الفريق قبل عام فقط من المونديال. ويحظى الرباعي الهجومي المؤلف من ميسي وإنخل دي ماريا وغونزالو هيغواين وباولو ديبالا بالثناء، لكن التحية جاءت من الدفاع. ميسي سيكون بعمر الحادية والثلاثين في مونديال 2018، وربما يخوض كأس العالم الأخيرة له وهو في قمة مستوياته. ويحلل أولارتيكوتشيا “الأرجنتين تملك أفضل لاعب في العالم إضافة إلى لاعبين آخرين جيّدين جدا. لكن إذا كنت لا تمتلك فريقا لن تصل إلى هدفك. في 1986 امتلكنا فريقا كبيرا والرقم واحد (مارادونا)”. انتقد المدربان السابقان جيراردو مارتينو وإدغاردو باوتزا لعدم نجاحهما في صنع طريقة لعب محددة للمنتخب، واختير سامباولي لأسلوبه الهجومي المتوافق مع ميسي. وتبدو الأرجنتين من المرشحين الأقوياء للمنافسة على لقب المونديال شرط أن تتأهل، وفي وقت ضمنت غريمتها البرازيل التأهل في صدارة تصفيات أمريكا الجنوبية، يعاني ميسي مع رفاقه ويحتلون الآن المركز الخامس الذي يخولهم خوض ملحق عالمي مع بطل أوقيانوسيا.