شهدت العاصمة الفرنسية باريس في ساعات متأخرة من ليلة الخميس مظاهرات احتجاجية ضد قرار الحكومة فرض إغلاق شامل في عموم البلاد، على خلفية ارتفاع وتيرة تفشي فيروس كورونا. وأفادت وسائل إعلام بأن المحتجين الذين كانوا يحملون لافتات ويطلقون ألعابا نارية رموا حاويات النفايات واعتدوا على مقهى وسط العاصمة، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. في غضون ذلك، أكدت تقارير صحفية أن الكثير من سكان العاصمة باريس شرعوا في مغادرة المدينة بشكل جماعي، مع بدء إجراءات الإغلاق التي تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليلة اليوم الجمعة، ما تسبب في ازدحامات مرورية في ضواحي العاصمة يصل طولها الإجمالي إلى حوالي 500 كلم. وفي أجواء مشحونة بسبب الغلق لمواجهة فيروس كورونا وخطر الإرهاب الذي ضرب البلد، توقع وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، اليوم الجمعة، أن ينكمش اقتصاد بلاده بنسبة 11 بالمائة خلال العام الجاري بدلا من 10 بالمائة، مثلما سبق التنبؤ به قبل أسابيع. وجاء تصريح وزير المالية، على قناة "فرانس أنتر" الإذاعية الفرنسية، بعد بضعة أيام من انتشار دعوات مقاطعة البضائع الفرنسية في العديد من الدول العربية والإسلامية، على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الإسلام والمسلمين والرسوم المسيئة لنبي الإسلام محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. ويُتوقع لهذه المقاطعة أن تلحق أضرارا بالاقتصاد الفرنسي الذي يحاول الرئيس ماكرون إنعاشه بخطة اقتصادية بمبالغ ضخمة من أجل تعافيه من الركود الذي ألحقه به وباء كورونا.