أدى زعيم حزب "يمينا" المتشدد نفتالي بينيت اليمين القانونية رئيسا لحكومة الكيان الصهيوني، بعد أن صوت البرلمان (الكنيست) لصالح منح الثقة للائتلاف الحكومي الجديد، لينته بذلك عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي استمرت 12 عاما. وصوت الكنيست لصالح منح الثقة للائتلاف الحكومي بأغلبية 60 صوتا مقابل 59. وفي كلمته خلال جلسة التصويت، قال بينيت، الذي سيرأس الحكومة بالتناوب مع زعيم حزب "يوجد مستقبل"، يائير لبيد، إن حكومته ستدعم الاستيطان في كل مناطق الضفة الغربية. وأكد بينيت أن حكومته ستكافح الاتفاق النووي مع إيران، ولن تسمح لها بامتلاك سلاح نووي، رافضا إحياء الاتفاق النووي مع طهران. وفي أول تعليق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قال الناطق باسم الحركة أن شكل أي حكومة للكيان لن يغير من طبيعة تعامل الحركة معه ككيان احتلالي استيطاني تجب مقاومته. وقال فوزي برهوم في بيان، إن تكرار العملية الانتخابية وما تفرزه دليل على عمق الأزمة السياسية، التي تعيشها بالتوازي مع أزماتها العسكرية والأمنية المتواصلة. وشدد برهوم على أن الحركة مستمرة في ترسيخ معادلة أن الدم الفلسطيني والمقدسات خط أحمر، وأن سلوك الحكومة الجديدة على الأرض يحدد طبيعة ومسار التعامل الميداني مع الاحتلال، حسب تعبيره. وفي أول رد فعل دولي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يتطلع إلى العمل مع رئيس الوزراء بينيت لتعزيز العلاقة الوثيقة والدائمة بين الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني.
نبذة تاريخية عن نفتالي بينيت:
. ولد بينيت في حيفا 25 مارس/ 1972 لأبوين مولودين في الولاياتالمتحدة، ويعيش مع زوجته غاليت و4 أطفال في مدينة رعنانا بوسط الأراضي المحتلة. . خدم بينيت في وحدة القوات الخاصة "سايريت ماتكال" التابعة لجيش الاحتلال مثل نتنياهو. . دخل السياسة بعد بيع شركته التكنولوجية الناشئة مقابل 145 مليون دولار عام 2005. وأصبح بعدها رئيسا لمكتب نتنياهو الذي كان في ذلك الوقت في المعارضة. . بعد ترك مكتب نتنياهو، أصبح عام 2010 رئيسا لمجلس الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة وغزة. . تولى مسؤولية حزب "البيت اليهودي" اليميني المتشدد عام 2012، الذي كان يواجه احتمال خسارة كل مقاعده في البرلمان. . نجح في تعزيز الحضور البرلماني ل"البيت اليهودي" ب4 أضعاف، بعدما أدلى بسلسلة تصريحات نارية حول الصراع مع الفلسطينيين. . دعا لقتل الفلسطينيين وليس إطلاق سراحهم، كما قال إن الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال، لأنه "لم تكن هناك دولة فلسطينية هنا". . يرى أن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها، كما يعتبر من أشد المعارضين لقيام دولة فلسطينية. . على الرغم من خلفيته الدينية اليمينية، فلا يمتنع بينيت عن مصافحة النساء ولا تعنيه الأسئلة حول مكانة الدين في الدولة، ولديه أفكار ليبرالية حول قيم بعينها. . في عام 2018، أعاد تسمية حزب البيت اليهودي باسم يمينا (إلى اليمين). . يعتمد بينيت خطابا دينيا قوميا متشددا، ويقود حزب "يمينا" المؤيد للاستيطان وضم الكيان الصهيوني أجزاء من الضفة الغربيةالمحتلة، كما يدعو إلى سياسة متشددة حيال إيران. . مع توليه المنصب يعد بينيت أول رئيس وزراء في تاريخ الكيان الصهيوني من خلفية اليمين الديني المتشدد، بعدما شغل سابقا 5 حقائب وزارية بينها وزارة الدفاع عام 2020. . على الرغم من نتيجة حزبه الضعيفة نوعا ما في الانتخابات الأخيرة في 2021، فإن بينيت استطاع في الأسابيع الأخيرة أن يكون "صانع ملوك" في ظل المباحثات التي دارت لتشكيل ائتلاف حكومي أطاح بنتنياهو بعد سيطرة على الحكومة دامت 12 عاما.