لم يكن سوق انتقالات ليون الصيفي في 2016 جذابًا بفضل من استطاعت الإدارة التوقيع معهم، بل أيضًا من تمكن النادي من الحفاظ عليهم. حيث رفض كافة نجومهم البارزين عروضًا من الخارج على وعد باللعب في دوري أبطال أوروبا مع فريق برونو جينيسيو، وفي مقدمتهم أليكساندر لاكازيت وكورنتين توليسُّو. ربما يكون لاكازيت هو أكثر من كسب رضا النقاد في ملعب بارك أولمبيك ليون، بعدما حظي بموسم رائع على المستوى التهديفي في الدوري الفرنسي، لكن توليسو لم يكن أقل أهمية منه خلال الموسم. في الواقع، كان نجم الوسط هو من تألق في فوز ليون بهدفين لهدف على بيسشكتاش في ذهاب ربع نهائي الدوري الأوروبي يوم الخميس الماضي. كان ابن ال22 ربيعًا، الذي تعود أصوله لجزيرة رييونيون في المحيط الهندي، لاعبًا أشبه بسكين الجيش السويسري بالنسبة لليون منذ مباراة الرسمية الأولى في أغسطس 2013، مشاركًا في العديد من المراكز ومجربًا مختلف الأدوار. وقد تحدث عنه جينيسيو في وقت سابق هذا الموسم قائلًا "إنها لرفاهية امتلاك لاعبًا مثله لأنه أينما يلعب على أرض الملعب يقدم أداءً جيدًا. إنه يمتلك صفات تفوق المعدل الطبيعي وهو يجعلها تتحدث بشكل كامل الآن". وكان "كوكو" قد حصل على فرصته في الفريق إثر أزمة إصابات طاحنة، وقد تم استخدامه كظهير أيمن ليقوم بعمل كبير لعمالقة وادي الرون. غير أنه بعد ذلك ارتقى على أرض الملعب، حرفيًا ومجازيًا. فبفضل قدرته على اللعب في أي مكان بدءً من المشاركة كلاعب وسط متأخر أمام الدفاع وصولًا إلى اللعب كمهاجم وهمي يقود فريقه في الصفوف الأمامية، أصبح توليسو واحدًا من أغلى اللاعبين في الليج 1. ذلك الأمر بشهادة ستيفان روشي، الذي دربه كشاب والذي يراه الأكثر تأثيرًا في كل مكان يلعب فيه. حيث قال مدرب الرديف والشباب في نادي ليون "أحيانًا يلعب بالقرب من الدفاع وأحيانًا يدعم الهجوم. إنه كامل للغاية". ولا شك أن توليسو برفض مساعي نابولي الصيف الماضي، رغم عرض النادي الإيطالي الذي بلغ 37.5 مليون يورو للنادي الفرنسي، برهن أن قراره كان صائبًا، بعدما وصل بأسلوب لعبه إلى مستويات أخرى. وقد تم الاعتراف بذلك في مارس، حين لعب مباراته الدولية الرسمية الأولى مع منتخب فرنسا الأول ضد إسبانيا، وقد أصبح مرشحًا للرحيل عن العش الذي تربى فيه في الصيف المقبل بانتقال ممكن ليوفنتوس، بجوار ما قيل عن استفسار برشلونة وأرسنال عن وضعه. بيد أن الرحيل عن ليون، المكان الذي يلعب فيه منذ أن كان في ال13 من عمره والذي يبعد عن المنطقة التي وُلِد فيها 30 ميلًا فقط، لا يبدو مضمونًا بشكل تام. حيث قال لإذاعة راديو مونتي كارلو "أريد أن أبقى لأتحسن، وسوف أرى ما سيحدث سواء كان ذلك مع ليون أم لا". "هدفي الأساسي هو الذهاب إلى كأس العالم في فرنسا، ولذلك علي أن أكون في أفضل حالة ممكنة. إذا بقيت فسيكون لأنني قررت أن ذلك هو الخيار الأفضل لي لكأس العالم". لقد قطع شوطًا كبيرًا بالنسبة للاعب وجد نفسه قبل 18 شهرًا يعاني من سوء الأداء، ما قاد لاتهامه بالغرور عقب التوقيع على عقد جديد بعد موسم افتتاحي ناجح في فرنسا. سابقًا دافع المدرب هوبير فورنييه عن الاتهامات الموجهة للاعبه، لكن كل شيء تغير لتوليسو وليون اللذين وُلِدا من جديد بمجيء جينيسيو. كل شيء سار بشكل سريع بعد ذلك. حيث لعب دورًا حيويًا في حملة ليون القصيرة لكن الواعدة في دوري أبطال أوروبا، والتي كاد الفريق خلالها على وشك إقصاء يوفنتوس، النادي الذي اندهش من الهدف الذي أحرزه الفرنسي في مدينة تورينو. كما أنه قاد الفريق في غياب ماكسيم جونالون وأليكساندر لاجازيت. ولا شك أنه خلال العام الماضي استطاع أن ينمي ثقته الكبيرة بنفسه، أمر أكده والده عبر قوله لصحيفة ليكيب "فصل نابولي جعله يعي قيمته. حين يهتم نادٍ مثله بي، فلا بد أن أكون شابًا جيدًا". منذ ذلك الحين استطاع توليسو أن يطور نفسه، وربما لا يستحوذ على عناوين الصحف العالمية بالطريقة التي يفعلها لاكازيت، لكنه يبقى بنفس أهمية زميله لفريقه وهو أمر سينعكس على الأرجح على قيمة انتقاله إذا رحل.